الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل حدث اتفاق اردني اسرائيلي نتيجته انتصار المقدسيين؟؟؟

نشر بتاريخ: 29/07/2017 ( آخر تحديث: 29/07/2017 الساعة: 17:15 )

الكاتب: المحامي زيد الايوبي

يوم 14 تموز كان يوم حافل بالاحداث والتطورات الميدانية والسياسية بعد العملية الفدائية التي نفذها ثلاثة ابطال من عائلة جبارين حول المسجد الاقصى فما كان من سلطات الاحتلال الا ان اتخذت قرارا تعسفيا بإغلاق المسجد الاقصى في وجه المصلين وهنا بدأت الاحداث تتصاعد وتكشف اكثر فأكثر عن نوايا الاحتلال تجاه الاقصى فقامت قوات الاحتلال بوضع بوابات الكترونية على ابواب الاقصى وهو ما رفضه الفلسطينيون وخصوصا المقدسيين وبدأت المواجهة مع المرابطين الذين واصلوا الليل بالنهار رباطا ودفاعا عن اقصاهم بالالاف بمشهد تاريخي لم تشهده القدس في السابق في غضون ذلك هيأ رب العالمين حادثة السفارة الاسرائيلية في الاردن والتي استشهد فيها اردنيين قتلهم احد موظفي امن السفارة دون سبب او مسوغ واقعي ولم اتفاجأ من تسليم القاتل واعادته الى اسرائيل فهو دبلوماسي ويحاكم في دولته.
على الصعيد الفلسطيني اعلن الرئيس محمود عباس عن عدة اجراءات سياسية لمواجهة الاعتداء الاسرائيلي على الاقصى ودعم المرابطين وشد على اياديهم واعلن عن وقف كل الاتصالات مع الاسرائيليين وفي مقدمتها التنسيق الامني ..
بعد عودة قاتل الاردنيين بعدة ساعات اعلن الاسرائيليون عن الغاء اجراء البوابات وفعلا ازالوها والمرابطين لازالوا على رباطهم لكن الاحتلال بدأء بتركيب كاميرات حرارية حديثة وممررات حديدية فرفضها المرابطون وأعلن الرئيس ابو مازن عن دعوة الجماهير للتصعيد على كل نقاط التماس ولن يتغير موقفه قبل ان يتراجع الاحتلال عن اجراءاته.
كل هذه الاحداث كانت تنبيء بإنفجار الوضع والدخول في اتون مرحلة صعبة وخطيرة وقد تكلف الفلسطينيين بحرا اخر من الدماء كيف لا والاعتداء كان على اقصاهم مهجة قلبهم.
على كل الاحوال لا اعتقد ان هذه التطورات الكبيرة والخطيرة في الموقف بين الفلسطينيين والاسرائيليين كانت بمعزل عن اي اتصالات دولية واقليمية ، بالتأكيد ان اطرافا عديدة تدخلت لكن الطرف الاهم هو الاردن وجلالة الملك عبدالله ، وهنا لابد من طرح سؤال مهم هل تم اعادة قاتل الاردنيين لأهله بدون اي ثمن سياسي ؟؟؟انا شخصيا لا اعتقد ذلك فنحن نتحدث عن دولة لها قدرها في محيطها وهي الاردن وهذه الدولة لا يمكن ان نستوعب ان الاسرائيليين يلعبون معها او يتلاعبون ليست بالضرورة من باب الخوف لكن من باب مصلحة كيان الاحتلال في استقرار العلاقات مع دولة مجاورة له ..
وعودة على ذي بدء فسؤال كبير يرتبط بالسؤال السابق يطرح نفسه بقوة على واقع الحال وهو من فاوض عن الفلسطينيين للوصول الى النصر؟؟
فالمرابطين لم يتواصلوا مع سلطات الاحتلال ولم يجلسوا معها والرئيس ابو مازن قطع الاتصالات جلها مع الاحتلال لكن هناك اشياء وأشياء اتوقع انها حدثت في الخفاء والزمن كفيل بكشفها .. هنا وقبل يومين جرت محادثة بين الرئيس ابو مازن وجلالة الملك عبدالله اعلنت السلطة بعدها عن الانسجام والتوافق بالمواقف بين فلسطين والاردن بشأن ازمة الاقصى، في اعتقادي ان جلالة الملك ابلغ ابا مازن بفحوى الاتفاق الذي توصل اليه الاردن مع كيان الاحتلال ودليل ذلك ان سلطات الاحتلال باشرت بإزالة الكاميرات والحواجز والممرات الحديدية من حول الاقصى بعد حوالي ست ساعات من المحادثة الهاتفية بين الملك وابا مازن في مشهد مذل ومهين للاحتلال شاهده كل العالم عبر الفضائيات،،، لذلك اتكهن وأتوقع ان اتفاقا اردنيا اسرائيليا قد حدث نيابة عنا وبموافقتنا ومباركتنا مضمونة ان تزيل اسرائيل كل ما احدثته حول الاقصى بعد 14 تموز وأن تحترم حق الفلسطينيين وسيادتهم على مسجدهم وتوقف الاعتداء عليهم مقابل ان يهدأ الفلسطينيين ولا يتجهوا نحو التصعيد وهذا بند من بنود اخرى ترتبط بتحرير ثلاثين اسير اردني وربما ايضا اسرى فلسطينيين لدى كيان الاحتلال ومحاكمة لقاتل الاردنيين لدى قضاء الاحتلال وتعويض ذوي الشهيدين الاردنيين فبالتأكيد دمائهما ليست رخيصة على الاردنيين ومليكهم،،، بغض النظر عن اي اتفاق اتوقعه لكن الفضل في الاول والاخير يعود لهمة المرابطين وصمودهم فلولا ذلك لكان نتنياهو في وضع اقوى واستطاع ان يفرض اجراءاته وإدارة ظهره لأي مباحثات او مفاوضات او اي حق فلسطيني ندعيه لكنهم المقدسيين الذين سيبقوا شوكة في حلق هذا الاحتلال فرضوا ارادتهم وأرعبوا الاحتلال بهبتهم بل وساعدوا الاردنيين وجلالة الملك عبد الله للوصول لاتفاق مشرف مضمونه ما اسلفته سابقا على سبيل التكهن لا أكثر...
وفي النهاية هذا مجرد توقع لسيناريو لا أكثر ولا الزم احد بتبنيه لكني مطمئن له فإن كشفت الايام صحته فهو لنا وليست علينا وهو شرف لنا وليس شيء سنرفضه ..