الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

تركيا وسيط أم طرف؟؟؟

نشر بتاريخ: 08/01/2018 ( آخر تحديث: 08/01/2018 الساعة: 09:23 )

الكاتب: ماهر حسين

(القدس قادرة على جمع الأتراك مع العرب).
كنت قد قرأت بإعجاب تصريحات السيد جاويش اوغلو وزير الخارجية التركي التي أدلى بها في باريس يوم 6/1/2018 على هامش زيارة الرئيس أردوغان لفرنسا حيث قال نصا..(ان العلاقات مع إسرائيل ستستمر بسبب المصالح المشتركة، على الرغم من أجواء التوتر حول الملف الفلسطيني.)
كما أكد وزير الخاريجة التركي بأن تركيا ليست معادية للسامية ويمكن التحقق من هذا بسهولة من خلال زيارة أي يهودي لتركيا أو يمكن التاكد من صدق ذلك من خلال اليهود القاطنين في أسطنبول وهذا كلام أتفق معه فيه تماما فلم ولن تكن مشكلتنا مع اليهود على خلفية دين أو عرق ولن ندخل في هذا المربع الذي يرغب البعض بإقحامنا فيه.
في الحقيقة تٌعجبني هذه التصريحات السياسية الواقعية أكثر من التصريحات الإنفعالية التي يتم التراجع عنهـــا لاحقا وبسهولة.
ما أقوله بوضوح ليس من المطلوب من تركيا بأن تقوم بمقاطعة إسرائيل في ظل الوضع السياسي الحالي فتركيا كذلك لهــا مصالح مع إسرائيل وحتما ليس من المطلوب من تركيا بأن تُعد جيش للهجوم على إسرائيل لتحرير القدس وتسليمها لاحقا لجامعة الدول العربية أو لمنظمة التحرير الفلسطينية ومن يظن ان تركيا ستفعل ذلك فهو واهم ومن يطالب تركيا بأن تقوم بذلك فهو واهم ونائم ولا علاقة له بالسياسة.
بالنسبة لي أرجو من كل الدول الداعمه لقضية فلسطين أن تبتعد عن الشعارات الرنانة والمسميات التي تٌسبب الأذى لقضيتنا فلا يوجد أي داعي لتسمية جيش بإسم جيش القدس مثلا وهذا الجيش لا علاقة له بالقدس ولا بفلسطين.
بوضوح ..
تركيا دولة إسلامية هامة وبل هي دولة إسلامية عظمى وهذا كما أرى مصدر فخر لنـــا كعرب وفلسطينين ويمكن البناء علي قوة تركيا لتعزيز ودعم الموقف الفلسطيني والعربي وكذلك يمكن البناء على قوة تركيا في دعم موقفنــــا من القدس التي يجب أن تكون عاصمة دولة فلسطين.
يربطنا مع تركيا تاريخ فيه الكثير الكثير مما يٌقال ولكن بالنتيجة تركيا دولة جارة ومسلمة وتمثل نموذج ناجح جمع بين الديمقراطية والإسلام ونرجو لهذا النموذج أن يتعزز بالمزيد من الديمقراطية والإنفتـــاح.
وبعيدا عن التأييد المطلق أو المعارضة المطلقة لتركيا ودورهـــا في المنطقة أقول ببساطة شديدة تركيا دولة جارة ويجمعنا بها ثوابت مشتركة منهـــا الموقف من القدس وهذا يكفي للبناء عليه في تعزيز العلاقات الفلسطينية والتركية والعربية التركية.
بالنسبة لي قلت سابقا بأنه من الممكن أن يكون لتركيا دور في المفاوضات المٌقبلة من أجل تحقيق السلام في أرض السلام والسؤال بالنسبة لي هل سيكون هذا الدور ..دور وسيط أم طرف مباشر.
هناك فرق فالوسيط يجب ان يكون على علاقة حسنة ومميزة مع كل الأطراف أما الطرف فهو صاحب موقف.
ما زلت أرى ان الدور التركي في المفاوضات هو دور الوسيط الواعي لخطورة الصراع في المنطقة وقد يكون لتركيا حضور كطرف إذا نجحنـــا في إعادة الإعتبار لفكرة المؤتمر الدولي للسلام.
بكل الأحوال لو عملت تركيا بجد ليكون لها دور في المفاوضات القادمة فهذا يتطلب بالإضافة الى العلاقات مع إسرائيل علاقات مع العرب وبشكل خاص مع المجموعة الوزارية السداسية المنبثقة عن الجامعة العربية.
لهذا نرى ضرورة تعزيز العلاقات العربية التركية فورا وحل كل الإشكاليات العالقة وبشكل خاص مع مصر وندعو تركيا للتقارب مع العرب من على قاعدة التعاون والبناء المشترك بعيدا عن أي تدخل سلبي في شؤون الدول العربية .
القدس قادرة على أن تجمع تركيا مع العرب.