الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسئلة التي تترافق مع حل المجلس التشريعي..

نشر بتاريخ: 24/12/2018 ( آخر تحديث: 24/12/2018 الساعة: 12:09 )

الكاتب: عوني المشني

تم حل المجلس التشريعي، لا يهم كثيرا ان كان هناك تكييف قانوني صحيح ام غير صحيح، ففي السياسة يجري تكييف القانون دوما لخدمة السياسة، لا يهم ان كان حله قد تأخر او قد تقدم او جاء في التوقيت الصحيح، من كان يعارض حله بالامس اصبح يؤيده الان ومن كان يطالب بتجديد ديمقراطي بالامس الان يعارض حله، كل ذلك ليس هو المهم، المهم ماذا بعد حل المجلس التشريعي؟؟!!!
يقال ولست متأكد من جدية ما يقال ان انتخابات تشريعية خلال ست شهور من تاريخ حل المجلس ؟؟؟ هكذا قررت المحكمة كما قيل، وكما قيل نحن ملزمون بقرار المحكمة.....
لنتوقف عند هذا، هل ستكون الانتخابات في غزة والضفة بما فيها القدس ؟؟؟ ماذا لو ان اسرائيل منعت - وهذا شبه مؤكد - اجراء الانتخابات في القدس، حينها هل سنعمل انتخابات بدون القدس؟؟؟ هل سنضع صناديق خارج القدس ليصوت فيها شعبنا الفلسطيني ممن يسكنون داخل القدس ؟؟؟ في الانتخابات السابقة كوندليزا رايس هي من سمح بإجراء انتخابات في القدس لان الانتخابات كانت رغبة امريكية !!! هل ستكون هناك رغبات لأطراف تستطيع ان تسمح بانتخابات في القدس !!! صندوق انتخابي في العيزرية وآخر في الرام مثلا !!!! هكذا نقول أجرينا انتخابات في القدس !!!!
وماذا عن غزة ؟؟؟ هل سنجري انتخابات بدون غزة ؟؟؟ ام سنشكل قوائم حزبية ونضع ممثلي من غزة ليصوت عليها في الضفة ونعتبر ان نسبة 25 بالمائة كافية للانتخابات ؟؟؟
وماذا لو قررت حماس انتخابات في غزة مثلا ؟؟؟؟ او ابقت على أعضائها بالتشريعي قائم هل سيكون لدينا مجلسي تشريعي؟؟؟
ولماذا ليست انتخابات رئاسية وتشريعية، الرئاسة مضى عليها اكثر من التشريعي بعام، هل يعقل ان لا تتجدد شرعية الرئاسة كما هي التشريعي؟؟؟؟
سؤال اخر امام هذه الأسئلة ماذا لو لم نستطع او تأجل موعد الانتخابات عن ست شهور كما جاء في قرار المحكمة الدستورية؟؟؟ هل سيتم بطلان كل القرار ويعود التشريعي المنحل؟؟؟ ام اننا سنبقى السلطة بلا سلطة تشريعية؟؟؟ او اننا ستكلف المركزي القيام بدور التشريعي؟؟؟
والأسئلة تتواصل....
ماذا بعد حل التشريعي بشأن قطاع غزة، هل تتكرس سلطتين تشريعا وحكومة؟؟
وتزداد الأسئلة عمقا: ماذا لو بعد عمر طويل فرغ منصب مجلس الرئاسة ولم يكن لدينا تشريعي منتخب، وطبعا منظمة التحرير مختلف فيها وعليها هل سنكون فقدنا المؤسسة التي تمثل الهوية الجمعية لشعبنا؟؟؟؟ لا احد طبعا سيقول انتخابات رئاسية فالذي عجز عن انتخابات تشريعية لن يستطيع عمل انتخابات رئاسية، وفِي ذات السياق هل ستعلن حينها حماس ان رئيس المجلس التشريعي المنحل هو الرئيس وفِي رام الله يعلنون ان امين سر اللجنة التنفيذية هو الرئيس وبذلك يصبح لدينا رئيسين ومجلسين تشريعي ؟؟؟؟ وماذا اكثر من ذلك لتشريع الانقسام وتكييفه قانونيا ؟؟؟؟
من جانب اخر فان هناك أسئلة لها علاقة بهذا الوضع وصفقة القرن، اليست هذه هي صفقة القرن ؟؟؟ ترسيخ حالة غزة وتكييف الانقسام بينها وبين الضفة ؟؟؟ انهاء التمثيل السياسي الجمعي للفلسطينيين ؟؟؟ تقويض مؤسساته التي مثلت كينونته !!!!
وبعد، كيف سيبقى لنا تمثيل دولي ؟؟؟ ولماذا حينها لا يتم مطالبة امريكيا واسرائيل بانهاء هذا التمثيل ؟؟ هل كل ما يجري يسير بوعي او عدم وعي وصولا لهذا الوضع ؟؟؟
الأسئلة مرهقة، وربما سوداوية الى حد الوسوسة المرضية، لكن لماذا لا يفسر لنا احد هذا السلوك ويضعه في سياق سياسي حتى نخرج من هذه السوداوية ؟؟؟ غياب اي تفسير يدفعنا للشك الى حد الوسوساس القهري هذا.
يقولون هذه خطوة باتجاه التحرر من اوسلو !!!!! اسرائيل تحررت من اوسلو باتجاه الاستيطان والتهويد، ونحن سنتحرر من اوسلوا وهذا ضروري، ولكن باي اتجاه نذهب ؟؟؟ هل باتجاه اسوأ كما تبدو الامور ؟؟؟ من يريد ان يتحرر من اوسلوا باتجاه وطني يبدأ من قيود اوسلو وليس إنجازاته، قيود اوسلو هي التنسيق الأمني مثلا والقيود الاقتصادية، لا يبدأ من إنجازات اوسلو القليلة والذي شكل المجلس التشريعي أهمها !!!
حل المجلس التشريعي هل هو خطأ ام صواب ؟؟؟ ايضا لا يهم هذا، ما يهم هو في اي سياق يأتي، هل يأتي في سياق رؤية لإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني والتحرر من اوسلو ومراكمة كفاحية ؟؟؟ ام انه يأتي لتعميق الازمة وصولا لمرحلة تنتهي فيها الهوية الجمعية للشعب الفلسطيني ؟؟؟
هذا هو السؤال الحقيقي، السؤال الاهم، السؤال الذي يفترض ان يحدد مواقفنا من هذه الخطوة ، السؤال الذي يفترض ان يحدد مواقفنا من المرحلة بأدواتها وقياداتها وقواها السياسية ومخرجاتها.
لن ننتظر احدا يجيب عليه، ولن يتقدم احد ليجيب عليه، لان الاغلبية الساحقة ليست لديها اجابة يقينية، والقلة التي تعرف الاجابة لا ترغب وان رغبت لا تستطيع ان تجيب، لهذا يفضّل ان يجيب كل شخص عن هذا السؤال والاجابة تكمن ما بين السطور، من يقرأ ما بين السطور سيصل لاجابة بالتأكيد، وبعد، بعد ذلك لينظر كل منا الى حيث يقف ويختار باي اتجاه سيسير.