الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نهاية إسرائيل.. من اللاهوت إلى الدراسات العلمية

نشر بتاريخ: 30/01/2019 ( آخر تحديث: 30/01/2019 الساعة: 12:45 )

الكاتب: ناصر دمج

من مؤتمر بازل المنعقدِ في 29 آب 1897م، وصولاً إلى 15 أيار 1948م، لدينا خمسون عاماً من العمل الصهيوني الجاد للإعلان عن قيام إسرائيل، لماذا لم أقل تأسيس إسرائيل؟ لأنه خلال تلك السنوات عمل الصهاينة بدعم من غالبية دول أوروبا على بناء وتشييد كل ما يلزم الدولة الطبيعية من مؤسسات.
يعني ذلك إنه كان هناك مؤشرات ودلائل تفيد بأن العمل يتم لتأسيس دولة خالصة لليهود، اليوم وبعد مرور سبعون عاماً على قيام تلك الدولة، بدأ يظهر أمامنا الكثير من المؤشرات التي تفيد بأن هذه الدولة في طريقها إلى الاضمحلال، رغم تمدد وتزايد النفوذ الإسرائيلي في المنطقة العربية بعد فشل ثورات الربيع العربي، وجميع تلك المؤشرات ذات بعد وأهمية وجودية مرتبطة بالمصير اليهودي في سياقه التاريخي، الذي تمسه المتغيرات الكاسحة كل ماية عام تقريباً؛ بسبب مسلكية اليهود المنفره، ويمكن حصرها هنا في بندين، هما:

الأول: الرفض الفطري من قبل المحيط العربي لإسرائيل كدولة وشعب.

الثاني: رفض اليهود أنفسهم للمحيط العربي، لأنهم لم ولن يتمكنوا من التحرر من عقدة (الجيتو) أو الانغلاق إلى الداخل، المصمم على أسس عنصرية صرفة قائمة على اعتبار اليهودي عنصراً مستقلاً في الطبيعة لا يشبهه أحد.
مضاف لذلك مقاومة الشعوب العربية، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الذي استلبت أرضه، لكنه لم يرحل عنها؛ وهي مقاومة متواصلة منذ قرن من الزمان رغم عدم انتاجيتها الحاسمة، رغم ذلك بقيت علاقة العربي باليهودي كأعداء كما هي؛ ولم يتمكن التقارب من خلق بيئة ومناخ للتعايش والعيش المشترك، وبقيت هذه الحقيقة هي المتحكمة بمسار العلاقة الصراعية وبمتغيراتها.

يعني ذلك أن أمر حسم هذا الصراع ترك للزمن، وما يصنعه القدر من عوامل تسهم في تقوية ضد على ضد، بمساعدة الظروف والعوامل الذاتية الداخلية لكل طرف والعلاقة الصراعية بينهما، حتى يسلم واحد منهما بهزيمته أمام خصمه العنيد الذي سيفوز بالجولة الأخيرة من القتال، لهذا فإن الصراع بين القوى القائمة بالاستعمار وبين الشعوب المقاومة له، على اختلاف أشكالها ومسمياتها، يرتكز على ركيزين تتحكمان بنتيجته، مها طال عليه الأمد، وهما:

الأولى:
حروب التحرير الشعبية - وفقاً لعبد الوهاب المسيري - لا يمكن هزيمة العدو فيها هزيمة ماحقة، إنما يمكن إرهاقه حتى يُذعن لإرادة الشعوب المقاومة؛ بدلالة أن الثورتان الجزائرية والفيتنامية، وكذا المقاومة اللبنانية لم تنتصر أي منهم على عدوها بالضربة القاضية؛ إنما أرهقنه وأوصلنه لدرجة اليأس التام من تحقيق مآربه.

الثانية:
مقابل ذلك انعقد الرأي لدى راسمي الاستراتيجيات العليا للدول الاستعمارية، على أن قهر المقاومة سواء المسلحة أو المدنية السلمية كتلك التي دعا إليها الرئيس "أبو مازن" أمر مستحيل، وهذا يجعل من التقليل من ضررها، الحد الأعلى الممكن لمناهضتها، حتى تصبح الظروف مناسبة للحوار مع المقاومة أو تركها وترك ديارها وشأنها.

استنتاج
هذه حقائق تجعل من كل شكل من أشكال المقاومة، وسيلة عمل وفعل منتجة بحد ذاتها، ولها أثر موجع للعدو، يعني ذلك أن الاستهتار بأي شكل من أشكال المقاومة أمر ينطوي على عدم إلمام بهذه الحقيقة، وتنوع أساليب المقاومة يسهم في بلبلة العدو وتشتيته، ما يلزمنا بعدم الدعوة لترك وسيلة مقاومة لصالح أخرى، لأن أساليب المقاومة الأقدر على تحصيل النتائج المثيرة ضمن أجل زمني قصير؛ هي ذات الأداء المتسق على تنوعها.

المؤشرات
في سياق الحديث عن النهاية المتوقعة للصراع العربي الإسرائيلي، الذي سيبدأ باضمحلال تدريجي لدولة الاحتلال الإسرائيل ومن ثم إنهيارها وهزيمتها، سنقوم بتحليل أربعة نماذج فكرية اهتمت بهذه الجزئية، وهي:

أولاً - تنبؤات السياسي الإسرائيلي "أبراهام بورغ"
ثانياً - تنبؤات المؤرخ الإسرائيلي "بني موريس"
ثالثاً - تنبؤات المؤرخ والمفكر المصري الدكتور "عبد الوهاب المسيري"
رابعاً - تنبؤات الباحِثَ الاجتماعيّ اليهوديَّ الأمريكي "ستيفان كوهين"

أولاً - تنبؤات السياسي الإسرائيلي "أبراهام بورغ"
أبراهام بورغ، سياسي إسرائيلي مخضرم، سبق له أن شغل منصب رئيس (الكنيست الإسرائيلي - البرلمان)، وهو ابن وزير الداخلية الإسرائيلي الشهير "يوسف بورغ" الذي كان وزيراً للداخلية الإسرائيلية خلال إضراب معتقل نفحة الصحراوي عام 1981م، كما تولى رئاسة (الوكالة اليهودية من أجل إسرائيل) و (المنظمة الصهيونية العالمية).

يعتبر "بورغ" تمسك إسرائيل بعقلية (الغيتو – الانغلاق) ونبذها للديمقراطية، وإهدارها للقيم الإنسانية، أسباب وجيهة وطاردة لديمومة واستمرارها كدولة، حيث أدلى بتصريحات موسعة في عام 2003م لصحيفة (الغارديان البريطانية) ظهرت فيما بعد كمقال له على صفحاتها، وجاء تحت عنوات "نهاية الصهيونية" تحدث فيه عن العواقب الخطيرة للسلوك الإسرائيلي.
وجاء فيه "أن إسرائيل التي لم تهتم بالفلسطينيين بأي شكل من الأشكال؛ لا ينبغي لها أن تتفاجأ حين يأتون إليها مشحونين بالحقد ويفجرون أنفسهم في مراكز اللهو الإسرائيلية"، وأضاف "إنهم يريقون دماءهم في مطاعمنا ليفسدوا شهيتنا لأن لديهم أبناء وآباء في البيت يشعرون بالجوع والذل".
وفي عام 2007م، أثار بورغ عاصفة جديدة بنشره لكتابه الجديد "هزيمة هتلر" الذي شبه فيه حال إسرائيل بحال ألمانيا النازية قبيل هزيمتها؛ وحذر فيه من أن قطاعاً متضخماً من المجتمع الإسرائيلي يستخف بالديمقراطية السياسية ويعادي الأجانب، وأن الدولة باتت تحت رحمة أقلية متطرفة.
واعتبر إسرائيل غيتو صهيوني يحمل أسباب زواله بداخله، وأضاف على ذلك بقوله: "إسرائيل ترفض الاعتراف بالحقيقة، لكنها اصطدمت بجدار (إسأل أصدقاءك إن كانوا على يقين من أن أبناءهم سيعيشون هنا ؟)، كم منهم سيقول نعم، حيث أجاب (50%) ممن وجه لهم هذا السؤال بكلمتي (لا أعرف) والنصف الثاني أجاب بعبارات أخرى".
ولم تفته الإشارة في إنه يحمل جواز سفر فرنسي تحصل عليه بسبب زواجه من امرأة فرنسية المولد، ونصح كل إسرائيلي بالحصول على جواز سفر أجنبي مماثل إن تمكن.

ثانياً - تنبؤات المؤرخ الإسرائيلي "بني موريس"
بيني موريس، مؤرخ ذي مكانة كبيرة لدى الإسرائيليين، لكنه رسم مع بداية عام 2019م صورة قاتمة لنهاية إسرائيل، ورسم ميقاتاً زمنياً لتلك النهاية المحتومة؛ وخطورة توقعاته تنبع من كونها محصلة لربع قرن من الدراسات التاريخية واللاهوتية ودراسته لتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي المعمقة، علماً إنه كان وما يزال من أشد المناصرين للفكر الصهيوني والدولة اليهودية، لهذا لم يعترض على ما نفذه قادة إسرائيل من تدمير للقرى والمدن الفلسطينية خلال حرب عام 1948م معتقداً إن من حق اليهود القيام بكل ما يلزم لحماية أنفسهم.

رغم ذلك قال لصحيفة (هآرتس – الأرض) "لا أرى لنا مخرجا"، وذلك في معرض حديثه عن فرص إسرائيل في البقاء كـ "دولة يهودية"، وأضاف "اليوم يوجد من العرب أكثر من اليهود بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن؛ هذه الأرض بأكملها ستصير حتماً دولة واحدة ذات أغلبية عربية، وأن "إسرائيل لا تزال تدعو نفسها دولة يهودية لكن حكمنا لشعب محتل بلا حقوق ليس وضعا يمكن أن يدوم في القرن الحادي والعشرين، في العالم الحديث. وما أن تصبح لهم حقوق فلن تبقى الدولة يهودية".

يعني ذلك أن هذا المكان سيتردى كدولة شرق أوسطية ذات أغلبية عربية؛ العنف بين المكونات المختلفة داخل الدولة سيزيد، العرب سيطالبون بعودة اللاجئين، واليهود سيظلون أقلية صغيرة في خضم بحر عربي كبير من الفلسطينيين، أي أقلية مضطهدة أو مذبوحة، كما كان حالهم حين كانوا يعيشون في البلدان العربية، وكل من يستطيع من اليهود سيهرب إلى أميركا والغرب، ولأن الفلسطينيين ينظرون إلى كل شيء من زاوية واسعة وطويلة الأمد، ويرون أن هناك خمسة أو ستة أو سبعة ملايين يهودي هنا في هذه اللحظة، يحيطهم مئات الملايين من العرب. ليس ثمة ما يدعوهم للاستسلام لأن الدولة اليهودية لا يمكن أن تدوم؛ الانتصار سيكون حليفهم حتماً في غضون ثلاثين إلى خمسين عاماً سينتصرون علينا".

ثالثاً - تنبؤات المؤرخ والمفكر المصري الدكتور "عبد الوهاب المسيري"
عبد الوهاب المسيري، أحد رواد البحث العلمي في تاريخ اليهود، حيث أمضى ربع قرن من العمل المتواصل لأنجاز عمل موسوعي فريد حمل اسم "اليهود واليهودية والصهيونية".

في عام 2008م أي قبل وفاته بوقت قصير تحدث بوضوح شديد عن توقعاته لـنهاية إسرائيل خلال الخمسين عاماً القادمة، حيث قال: إنه يقرأ معطيات وحقائق في سياقها الموضوعي لاستخلاص النتائج المنطقية؛ ويرى أن إسرائيل دولة وظيفية، بمعنى أن القوى الاستعمارية اصطنعتها وأنشأتها للقيام بوظائف ومهام تترفع عن القيام بها مباشرة، وهي مشروع استعماري لا علاقة له باليهودية.
وأن هذه الدولة ستواصل التقهقر، وإن المقاومة الفلسطينية ستنهك إسرائيل إلى أقصى حد، وإن لم تتمكن من هزيمتها، ما سيجعلها مرشحة للانهيار خلال بضعة عقود "لأن الدورات التاريخية أصبحت الآن أكثر سرعة مما مضى".
وأضاف التقيت في الولايات المتحدة في منتصف الستينيات يهودياً عراقياً هاجر إلى إسرائيل ومنها إلى أميركا، صارحه بأن (الأشكيناز - اليهود الغربيين) محتفظون بعناوين ذويهم في الخارج، وبعد توالي الهزائم زاد عدد من يطلبون الحصول على جوازات سفر غربية بالتزامن مع الهجرة العكسية من إسرائيل للخارج".
وفي حديث آخر لبرنامج بلا حدود على قناة الجزيرة في شهر أيار 2008م شرح أبعاد المشاكل التي تهدد بقاء إسرائيل، ومن بينها المشكلة الاجتماعية السكانية حيث قال: إن إسرائيل "دولة عنصرية تعاني من مشكلة ديمغرافية، العرب يتكاثرون واليهود يتناقص عددهم من خلال النزوح وانقطاع الهجرة والإحجام عن الإنجاب".
لكن هناك مشاكل أخرى أكثر عمقاً، يوجزها المسيري في فشل عملية صهر اليهود داخل تلك الدولة المصطنعة لإنتاج "المواطن العبراني"، وقبل ذلك هناك إخفاق أكبر يتمثل في "سقوط الإجماع الصهيوني" على نظرية "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، فقد وجد اليهود شعباً حياً مقاوماً في فلسطين ولم يستطيعوا توحيد صفوفهم كشعب واحد، خاصة أن غالبية اليهود في العالم ما زالت تعيش خارج إسرائيل.

تَساوي عَدد اليهوُد والعرّب في فلسطين التارّيخية
قَبل عَشرة أعوُام تقرّيباً تَقاطعت تَقديّرات خُبرّاء فلسطينيون وإسرّائيليون حَول عدّد العرّب واليهوُد المُتوقع في فلسطين التارّخية، واعتبروا عَام 2018م موعداً مناسباً للاستماع لما قرّرّته الأرحام المُتصارعة، وكان الإعلان عن تَساوي عَديد العرّب واليهود الموُجودين في فلسطين التاريخية، وتأسيساً على ذلك سَتكون الأعوُام التالية وُصولاً إلى عام 2048م أي عندما يصبح عمر إسرائيل مئة عام، لصالح الزيادة السكانية العربية المُطلقه.
فعندما أصبح عدد سكان إسرائيل 14.5 مليون، مع نهاية عام 2017م، فإنَّ العربَ شكلوا من هذه النسبة 58% واليهود 42%، وسيشكل عرب إسرائيل 30% من مجموع سكانها، وأنَّ شخصاً واحداً في إسرائيل من بين 5.6 هو فلسطيني، وأن شخص واحد من بين عشرة أشخاص في الضفة وغزة، هو إسرائيلي.
في ضوء ذلك لَن يَتمكن اليهوُد من زيادة عدّدهم حتى لو شرّعوا بعمليات واسعة النطاق من زنى المحارم، لهذا السَبب ولمن لم يلاحظ، فأن برامج الدَعم الغرّبية المُوجهة لصحة المرّأة الإنجابية، وتنظيم الأسر الفلسطينية، مصممة على تحديد نسلها؛ ويقدّمون نَصائح للمرّأة الفلسطينية لإلزام زوُجها باستخدام الوُاقي الذكرّي؛ وهي بتناول حُبوب منع الحَمل، وحتى مُمارسة الجنس من الدُبر، لأن المرأة لا تَحمل من خلاف.

رابعاً – تنبؤات الباحِثَ الاجتماعيّ اليهوديَّ الأمريكي "ستيفان كوهين"
ستيفان كوهين، باحِثَ اجتماعيّ يهوديَّ أمريكي مرموق المكانة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، كتب معقباً على تزايد مُعدَّلاتُ الهِجرةِ المُعاكسةِ مِنْ إسرائيل إلى خارجِها ما بين عامي 2007- 2012م، حيث وصلُ عَدَدُ المغادرين من إسرائيل بِلا رَجعة أكثرَ مِنْ مليونِ مُهاجرِ مُعاكسِ خلال خمسة أعوام، حيث قام بتنفيذ مسح دراسي بين الشباب اليهود الأمريكين مِمَّنْ تَقلُّ أعمارَهُمْ عن 35عاماً، وسألهم عن "ما إذا صَرفوا النَّظرَ عَنُ فِكرةِ التَّوجُهِ إلى إسرائيل ؟ "، حيث كانت إجابات 80% منهم بأن إسرائيل تَحولَتْ إلى عبءٍ ثَقيلٍ على كاهِلِهُمْ، وأنهم يرون بأن دَمار إسرائيل أمر مُمْكن، ويُمكنهُمْ التَّعايُشَ مَعَه وَيُمكنهُمْ مُساعدةَ المُشرَّدين اليهودِ عَبرَ العالمِ، بَعْدَ ذلك الدمار.

مّا دَفَعَ بَعضُ الدَّوائِرِ الإسرائيلية الحكوميّة المسؤولة عن الهجرةِ، إلى التَّفكيرِ مَلياً في إعادةِ إنتاج بَرامجَ تشجيع الهجرةِ إلى إسرائيل، وتَقديمَ مقترحاتٍ بِالخصوص إلى الحُكومةِ الإسرائيلية، وكانَ مِنْ بَينها "مساومة روسيا على مقْتَرحِها المقدَم في نهايةِ عام 2008م، والدّاعي إلى عقدِ مؤتمرٍ دُوّلي جَديد (أنابوليس 2) في موسكو، بِالموافقةِ الإسرائيلية عَلَيه مُقابلَ رَفعِ شَرْطِ الحصول على فيزا لِيهود روسيا الراغبين بِزيارةِ إسرائيل" وَقَدْ وافقَتْ روسيا على هذا المُقتَرَح مُقابلَ مَنح إسرائيل لَها الأذن بِلعبِ الدَّورِ الذَّي تَبتغيهُ في الشَّرقِ الأوسط، وأنْشَأتْ الحكومةُ الإسرائيلية، تِلفزيونَ جَديدِ ناطق بِالفرنسية، يُبثُّ مِنْ مَدينةِ القُدسِ يهدِفُ إلى تَشجيعِ مِليونَ وَنصفَ يَهوديّ فَرنسيّ لِلهجرةِ إلى إسرائيل.

خلاصة
يستنتج من ما تم سرده أن إسرائيل لن تتمكن من إتمام حلمها، رغم مساندة غالبية دول العالم لها، سيما الدول الكبرى وبعض الدول العربية، بينما الشعب الفلسطيني لم يزل من الوجود وبقي صادماً في أرضه رغم خسائرة الكبيرة وعدم تمتعه بالدعم والإسناد الحقيقي لكفاحه.

وهذه نتيجة يعود الفضل فيها للمقاومة الفلسطينية بكل أشكالها وصورها ومستوياتها، يعني ذلك أن كل فعل مقاوم مهم ويجب التمسك به إلى النهاية، لأنه يقصر من عمر العدو ويهدم مدماكاً من جدران دولته، لهذا لا يجوز الاستهتار بأي شكل من أشكال المقاومة، لأنه ينطوي على عدم إلمام بهذه الحقيقة، وتنوع أساليب المقاومة يسهم في بلبلة العدو وتشتيته، ما يلزمنا بعدم الدعوة لترك وسيلة مقاومة لصالح أخرى، لأن أساليب المقاومة الأقدر على تحصيل النتائج المثيرة ضمن أجل زمني قصير؛ هي ذات الأداء المتسق على تنوعها.

مصادر المقالة ومراجعها

1- Sergiodellapergola,demographic trends in Israel and Palestine: prospects and policy implications,American jewish year book 2003, vol.p38.reproduced with permission
2 - جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، أيار 2008م.
- 3 دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية 2012م - http://www.cbs.gov.il
- 4 ناصر دمج، معضلات استراتيجية، صفحة رقم (99) مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية – بيروت 2015م.
5- عبد الوهاب المسيري، اليهود واليهودية والصهيونية، ص 545 – 555، منشورات دار الشروق المصرية عام 1999م.
6 - ملاحظة: اللوحة: لوحة تشكيلية (تخيلية) لتدمير القائد البابلي "نبوخذ نصر" لمدينة القدس، وسبي اليهود في عام 587 ق م.

(*) ناصر دمج
باحث ومؤرخ فلسطيني