الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المغول في قرية المغير؟ّ!

نشر بتاريخ: 31/01/2019 ( آخر تحديث: 31/01/2019 الساعة: 13:58 )

الكاتب: وليد الهودلي

عندما يُجمّع قطعان المستوطنين قواهم وأسلحتهم وحماية جيش دولتهم، ثم يصبّون جام حقدهم في جنح الظلام على قرية فلسطينية "المغيّر" وهي تنام وادعة آمنة، يقتلون ويدمّرون ويهلكون الحرث ويقطعون الشجر بهمجية سادية تذكّر الناس بعصر المغول والتتر والفاشية والنازية وكل دروب الاجرام وقتل البشر. بماذا تراهم يعتقدون ويرسمون في مخيلتهم العفنة؟؟
• يرون الفلسطيني صرصارا أو حشرة نافرة سكنت أرضهم وتطفلت على ديارهم المقدسة، تطاولت هذه الحشرات على شعب الله المختار وتجرأت على أن تسمّي نفسها بشرا وأرادت أن يكون لها حياة وهي لا تستحق الحياة، ليس لها الا أن تتشرّف بسحق نعالنا لها، سنمنحها هذا الشرف العظيم ونقوم بسحقها هي وقراها وكل ما تمتلكه على هذه الارض ظلما وزورا .
• نحن الذين نمتلك كل شيء على هذه الارض مياهها وهواءها وترابها وطرقها وشمسها وضياءها وليلها ونهارها، ليس من حقك أيها القروي الفلسطيني أن تمتع نظرك بجمال ربيعها أو أن تشنف أذنك لزقزقة عصافيرها، أنت فقط ليس لك الا أن تكون عبدا ذليلا عاملا ممتهنا في مستوطناتنا ، لا وطن لك ولا أم لك حياتك مربوطة في ما تقدمه لنا من دروب الطاعة والتفاني في خدمة أسيادك على هذه الارض .
• قراكم أيها الفلسطينيون ساحة تدريب لابنائنا ، نداهمها وقت ما نشاء ، نزرع من خلالكم الغطرسة وروح التنمر والشعور بالمرجلة خاصة أنكم منزوعي السلاح ولا تملكون ما تدافعون به عن انفسكم من وسائل قتالية تخيفنا ، هناك في الشمال والجنوب قذفوا في قلوبنا الرعب فوجدنا عندكم مهربا نلجأ اليه لنعوّض نقصنا ولنسترد روحنا ، أنتم في نظرنا الحلقة الاضعف ، عندكم نمارس جبروتنا التي ضاعت هناك .
لا أيها المارون في ديارنا المارقون في دمائنا ، لن تنالوا ما تصبوا اليه قلوبكم السوداء ، نحن لسنا كما تتصورون وكما يصوره لكم حاخاماتكم ، نحن الذين ولدتهم هذه الارض ، جذورنا ضاربة في أعماقها ، أصلنا ثابت وفرعنا شامخ في السماء ، دولتكم الى زوال وقوتكم الى تباب ذلك بأنكم زغتم عن العدل وضللتم الهدف ولم تصيبوا شيئا من حضارة البشر ، لن يطول الزمن حتى يكتشف العالم حقيقتكم ، ولن يتنازل الفلسطيني عن حقه ولا عن انسانيته ولا عن أي ذرة من تراب وطنه ، حتما سترحلون وظلمكم حبل يلتف على أعناقكم ولن تطول رقصاتكم المشينة في قرانا لان فيها قوما جبارين صامدين قادرين على قلب المعادلة باذن الله.