السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشهيدة سماح مبارك وقلم الرصاص؟!

نشر بتاريخ: 07/02/2019 ( آخر تحديث: 07/02/2019 الساعة: 11:54 )

الكاتب: وليد الهودلي

لم يجدوا في حقيبتها بعد أن قتلوها سوى قلم رصاص، وجدوا أن الة الجريمة التي ستنهي بها وجود دولة الاحتلال هي قلم الرصاص، وصلت عقولهم الى سر الانتصار في حقيبة هذه الطفلة المباركة، قلم سيكتب تاريخهم الاسود وهو من رصاص أقوى من رصاصهم، رصاصهم يريق الدم ويزهق الارواح بينما رصاصها يكتب العلم ويصنع الحياة، وجدوا أن هذا القلم فيه سر الحياة الفلسطينية وفي نفس الوقت فيه سر فناء الزيف الصهيوني على هذه الارض، وجدوا أن هذا القلم محشو بمادة خالدة عندما تحط رحالها على الورق وتلتحم ببياض الحق فانها تنشد نشيد الحرية وتخط لكل الاحرار طريق حرية شعوبهم، ستبدد هذه المادة العجيبة ظلمات القهر والاستبداد، ستدفعها خارج التاريخ البشري وستلقي بها في مزابل التاريخ التي لم تعد تطيق رائحة اجرامهم ونتن عربدتهم التي وصلت الى أن تقتل طفلة بدم بارد لا تملك الا قلم رصاص.
بعد سنوات طويلة جاء الحق وزهق باطل أخوة يوسف، وتم فضح كذب الدم الذي جعلوه على قميص يوسف ظلما وزورا وعدوانا، هذه الايام تكشف كاميرات الفيديو في نفس اللحظة الجريمة التي تمارسها دولة الاحتلال متمثلة برجل الامن الذي يقوم بالجريمة جهارا نهارا دون أن ترف له جفنة عين..
أخلاق هذه الدولة وهذا الجيش تتقدم رافعة رأسها وشموخ كبريائها، تستعرض عضلاتها وقدراتها الامنية الخارقة على طفلة في مقتبل العمر تغذ السير باتجاه مدرستها، شبه لهم بأنها دبابة عسكرية محشوة بالمتفجرات الخارقة لحواجزهم الامنية فاذا بها لا تحمل سوى كراساتها المدرسية وقلم رصاص ، شبه لعقولهم السوداء الحاقدة بأنها قذيفة خارقة لحصونهم فاذا بها فتاة لا تحمل الا قلبا ساعيا للعلم والمدرسة.
كان بامكانهم وبكل بساطة السيطرة عليها من غير سلاح، مجموعة رجال أمن ! تواجه طفلة فأية بطولة في قتلها بسلاح ناريّ، لو كان عند أحدهم رجولة أو رائحة بطولة لأعلن تخليه عنها لرؤيته لهذا المشهد، كيف لا يخجل من نفسه وهو يرى بعينيه قتل طفلة بدم بارد ومن مسافة صفر وأدنى رجل قوة قادر على ان يتصرف بطريقة لا تؤدي الى هذه النتيجة المأساوية ! عندهم تجري مطاردات ساخنة لعتاولة الاجرام وتجار المخدرات وذوي الاسباقيات الاجرامية المعروفة لديهم ، يطاردونهم ولا يطلقون عليهم النار بهذه السرعة، اذا هي العنصرية بعينها إذ يهتبلون الفرصة للقتل السريع حالة أن تكون الضحية فلسطينية.
سيلعنكم ويطاردكم ما حييتم قلم الرصاص الذي وجدتموه في حقيبتها وأنتم تبحثون عن ألة حادّة تبررون بها جريمتكم ، كيف تنام لكم عين وقلم الرصاص لطفلة بريئة يطارد نومكم ويشعل النار في قلوبكم ، لو كان لكم ضمير انساني أو قلب بشري لما عرفتم النوم بعد هذه الفاجعة ولكن الضمير مات فيكم ولم تعد في صدوركم الا قلوب الذئاب التي لا تعرف الا لغة الدم والافتراس .