السبت: 18/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

نادت عليك القدسُ -الإسراء والمعراج-

نشر بتاريخ: 03/04/2019 ( آخر تحديث: 03/04/2019 الساعة: 14:01 )

الكاتب: المتوكل طه


وحيٌ يعودُ ففي السماءِ جناحُ
وعلى البسيطةِ غبطةٌ وسَماحُ
ويكونُ أنْ عادَ الربيعُ لمكَةٍ
أمّا البيوتُ فجنّةٌ ورواحُ
ولِيِثْربَ العصماءَ دُرّةُ تاجها
تعلو، فيشرق في المدى الإصباحُ
هو في السنابلِ تبْرُها وشموخُها
أو للفتوحِ فَنُورُها الوضّاحُ
وهو المصاحفُ إنْ ترنّم قاريءٌ
والقوْل موجٌ دافقٌ نضّاحُ
هو واحةٌ للعابرين ببيْدهم
وهو السّحابُ وَبَرْقُهُ القَدّاحُ
وهو القوافلُ إذْ تفيض بخيرها
وعلى الهوادجِ كوكبٌ لوّاحُ
وهو الحقولُ على شمولِ رياحِها
والوردُ من أندائه أقداحُ
وهو السلامُ إلى الأنامِ بأرضِهم
والدارُ سِتْرٌ باذخٌ ووشاحُ
وإذا تبسّم فالجبالُ مباهجٌ
وإذا مشى فالزَّهرُ والتفّاحُ
والرَّكْبُ يحدو خَطْوَهُ في روضةٍ
وعلى الجهاتِ مشاعلٌ ومِلاحُ
وهو الأمانةُ والأمانُ، وأُمّةٌ
تحمي الحياضَ، إذا آسْتَعرَّ نُبَاحُ
بذلَ النفيسَ وما ترجّل ساعةً
وله بكلِّ منارةِ طَمّاحُ
وله سراجٌ جامعٌ لا ينطفي
وله على طولِ الزمانِ ضِباحُ
وعلى الفضاءِ مآذنٌ أو غابةٌ
ونداؤها؛ الموصولُ والصدّاحُ
فاهنأ بعمركَ، مَنْ جعلتَ عُقودَهُ
غيثاً لتهميَ بالشموس بطاحُ
لم تبرح الأرضَ التي نَزَلَتْ بها
آياتُ ربّكَ، والحروفُ صِحاحُ
فحفظتَ للدّين القويم وضوحَه
إنْ أعجَمتْ في القائلين سجاحُ
والناسُ خلفكَ مؤمنٌ وموحِّدٌ
وَهُمُ النجومُ على الأُلى إنْ لاحوا
والبدرُ وجهُك ساطعٌ أو أبيضٌ
أو بالبشارةِ مُشْرقٌ فوّاحُ
يا سيّد الكونين، وانْظُرْ أرضَنا
فالقدسُ جُرحٌ ، والهلالُ مُباحُ
نادتْ عليكَ .. وأنتَ مَنْ أسرى إلى
أرضِ الشهادةِ ، والبلادُ كفاحُ
قد هدّموا المحرابَ في عليائه
وتغوّلت في ليلنا الأشباحُ
وتحرّق الزيتونُ وانقطع الرّجا
وترنَّقت بين الجراحِ جراحُ
واغْتَمَّ قلبُ الدارِ وانهدم الحِمى
واسوَدَّ مِن ذَبْح اليمامِ صباحُ
والعاشقون توسّدوا عِطْرَ الثرى
وانفضَّ مَنْ غَزلوا النجوم وباحوا..
وتفرّقوا عنّا وخلّوا دوننا
والناسُ عنكَ تبدّلوا وأشاحوا
لكننّا في حمأةِ النار التي آتَّقَدتْ
سنبقى، والرباطُ سلاحُ
ولسوفَ ننتظر الصلاةَ بوقتها
أنتَ الإمامُ وما تقولُ فَلاحُ
فآنْشُرْ عباءتَكَ الكريمةَ سيّدي
لتضمَّ مَنْ نادوا عليكَ وراحوا