الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

خيارات محمود عباس المحدودة... وخيار الشعب الفلسطيني الوحيد

نشر بتاريخ: 04/04/2019 ( آخر تحديث: 04/04/2019 الساعة: 10:15 )

الكاتب: د.باسم عثمان

"......دمرت اسرائيل، الدولة القائمة بالاحتلال لأرض دولة فلسطين، كل الاتفاقيات، وتنصلت من جميع الالتزامات منذ أوسلو الى اليوم، وهي مستمرة في سياساتها وإجراءاتها لتدمير حل الدولتين، بحيث جعلتنا نفقد الأمل في أي سلام يمكن تحقيقه معها".
".....لم يعد باستطاعتنا تحمل الوضع القائم، أو التعايش معه، حفاظًا على مصالح وأحلام شعبنا في الحرية والاستقلال، ولذلك سنكون مضطرين عاجلًا غير آجل الى اتخاذ خطوات وقرارات مصيرية،....."
هكذا قال عباس في خطابه امام القمة العربية، عن الضرورة لاتخاذ خطوات وقرارات مصيرية بعدما دمرت إسرائيل كل الاتفاقات وجعلت من السلام أملا مفقودا، هذا يعني- وبلغة عباس - أن "الشراكة مع دولة الاحتلال" وصلت الى نهايتها، و لا بد من اتخاذ القرارات المناسبة.
خيارات عباس وهوامش خطابه:
الخيار الأول:
إعلان رسمي فلسطيني" بفك الارتباط السياسي – الاقتصادي والأمني مع إسرائيل"، وهذا يترتب عليه الخطوات التالية:
• اعلان رسمي فلسطيني بانهاء العمل نهائيا باتفاق اوسلو والتزاماته المفروضة على الفلسطينيين.
• فك "الارتباط الاقتصادي" مع الاحتلال الاسرائيلي ووقف العمل باتفاقية "باريس" وملحقاتها الاقتصادية واعلان مقاطعة اقتصادية شاملة للمنتجات الإسرائيلية، ووضع خطة عمل اقتصادية لتأسيس وتطوير الاقتصاد الفلسطيني المستقل.
• سحب الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وكيان "الاحتلال الاسرائيلي".
• إعلان دولة فلسطين وفقا لقرار الأمم المتحدة 2012 وانهاء العمل بالسلطة الوطنية.
• اعتبار الكيان "الاسرائيلي" قوة احتلال لدولة فلسطين وفقا للقانون الدولي وقراراته، والحق في مواجهته بكل الوسائل المشروعة التي تكفلها الشرعية الدولية لطرد الاحتلال وانجاز الاستقلال الوطني.
• دعوة الإطار القيادي الفلسطيني(هيئة تفعيل م.ت.ف) لوضع خطة عمل شاملة لتعزيز المشروع الوطني وآليات تنفيذه وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية اطارا تمثيليا وسياسيا للكل الفلسطيني.

الخيار الثاني:
تحميل سلطات الاحتلال كامل المسؤولية على الاراضي الفلسطينية المحتلة أي العودة الى ما قبل اتفاق اعلان المبادئ عام1993 وهو الاستسلام السياسي لمتطلبات المرحلة ( امريكيا واسرائيليا).
الخيار الأول: يتطلب مشروع وطني شامل وآلية تنفيذه: تتطلب وحدة وطنية حقيقية تضم الكل الفلسطيني بدون استثناء وعلى اساس الشراكة الوطنية الحقيقية في اطار توجهات وطنية وسياسية تخدم المشروع الوطني الفلسطيني واليات تطبيقه.
فخيار المواجهة مع الاحتلال خدمة للمشروع الوطني ورسم معالم "الاجندة الوطنية الفلسطينية الخالصة" يتطلب بدون ادنى شك إعادة ترتيب أولويات العمل الوطني الفلسطيني، انطلاقا من ضرورة انهاء الانقسام السياسي واتمام المصالحة الفلسطينية بالتوافقات الوطنية وتعزيز اواصر الوحدة الوطنية الفلسطينية بما يعزز الشراكة الوطنية في خدمة المشروع الوطني.
ودون ذلك يكون خيار عباس في وجهه الثاني هو بالانسحاب من المسؤولية وتحميل الامر لسلطات الاحتلال، والاستسلام للأمر الواقع والذي يقوم على تنفيذ الاجراءات العملية "لصفقة ترامب" وتطبيقاتها ونكتفي بالمعارضة اللفظية وبيانات الشجب والاستنكار ونرفع من اسهم مصالحنا الفئوية الضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا.