الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الوقائي يزرع بذوراً جديدة في المواجهة مع الاحتلال

نشر بتاريخ: 11/06/2019 ( آخر تحديث: 11/06/2019 الساعة: 22:59 )

الكاتب: حسن الفقيه

فجراً وكخفافيش الليل بدأت صليات قوات الاحتلال صوبَ مقر الأمن الوقائي في نابلس ، وكما كل عدوان - بدون وجه حق - على شعبنا وقيادته يُبرر الجيش الجبان فِعلته بأنها بالخطأ .

لم يكن فجر الثلاثاء عادياً في جبل النار ، فتابع الجميع تطورات الأحداث لحظةً بلحظة ، وانتفض المواطنون نحو محيط المقر بمشهدٍ يُذكرنا بمحاولات فكر الحصار عن الزعيم الراحل ياسر عرفات ، في مشهدٍ أزعج الاحتلال وقواته وقاد دورياته للانسحاب بعد الرد بالرصاص وصوت الشعب وصيحاته .

ولا يختلف اثنان على أن الاحتلال تعمد أن يفعل فعلته ، ويُدمر برصاصه شبابيك المقر ، وكأنهم يودّون تذكير الوقائي وأجهزتنا الأمنية بالليالي الطاحنة التي تصدت ودافعت قوى الأمن الفلسطيني عن مدننا وقرانا إبان اوسلو وانتفاضة الأقصى .

وعلى وقع الحدث ، كانت بالمحيط قوات الأمن الفلسطينية كافة ، والمحافظ وقائد الجهاز وضباطه وعناصره ، واستنكارٍ كبير من القوى والفصائل الوطنية والسلطة الفلسطينية التي أكدت أن الاعتداء سابقة خطيرة بالمرحلة الأخيرة ويهدف الى اشعال الامور واستفزاز الشعب وقيادته .

قد تكون الحادثة بداية حقبة جديدة ، يهدف فيها الاحتلال الى جس نبض القوى الأمنية واختبار الناس والمواطنين وصولاً الى تكرارها في اكثر من مكان وزمان ، وتفاجئ الاحتلال بيقظة المُكّون الأمني والشعبي ، وعاد يجر الخيبة .

كان الأمن الوقائي فجر اليوم عصياً على الكسر ، واختصر بيقظة عناصره الاذرع الأمنية الخمسة للسلطة ، وانتشى شعبنا بفعالية الرد وبسلامة المقر ورجاله .

ومهما حاول الاحتلال ايصال الرسائل اليومية بشتى الطرق ، يبقى الثابت في كل هذه الظروف أن السلطة ومكونها الامني لا زالوا يعرفون جيداً أنهم نواة المشروع الوطني ، الذي يكون بالمنطق ورسالة السلام ، ولكنه حتماً لن يُنجز بالتخاذل او الاستسلام .