الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المنسق والدبلوماسية الرقمية حاضرة في صفقة القرن

نشر بتاريخ: 19/06/2019 ( آخر تحديث: 19/06/2019 الساعة: 11:54 )

الكاتب: ياسر عبد الله

تصاعدت وتيرة نشاط “المنسق” الإسرائيلي التابع لجيش الاحتلال: مساعدات، تهاني، انتقادات، حل مشاكل شخصية، وحل مشكلات تشغيل الشباب وغيرها من الخدمات التي يروج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مختلف المنابر والمنصات. يشعرك ذاك الضابط المنسق وجنوده العاملين في الوحدة انهم رحماء على الشعب الفلسطيني، يشعرك انهم يقدموا خدمات أفضل للمواطن من تلك الخدمات التي تقدمها السلطة الوطنية لأبناء شعبها، تلك هي وسائل احتلال العقل؛ ومواقع التواصل الاجتماعي وباقي المواقع الالكترونية ليست الا وسيلة.
تمارس الولايات المتحدة الامريكية ضغوطات مستمرة تحت مسمى صفقة القرن، وتمرر قرارات بين الحين والأخر تمس بالحقوق الفلسطينية، وتتساوق معها دول وأحزاب وشخصيات عربية وغير عربية. وتتخذ منصات التواصل الاجتماعي وسيلة تتلاعب من خلالها بعقول المواطنين وتحولهم الى أدوات للوقوف في وجه انظمتهم - تلك هي سياسية الاحتلال منذ قرون- وللأسف هناك ضعف واضح وصريح للوعي لدى الشباب بمخاطر التلاعب بالوعي المجتمعي من قبل تلك المنصات الإلكترونية.
يعيش الشباب حالة من الضياع بعد ان أغرق في المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية: البطالة والمخدرات الهجرة، وانتشار الجريمة بشقيها (التقليدية والالكترونية)، وحالة الإدمان على الانترنت وتطبيقاته فقد تحول الشباب الى اصنام في بيوتهم، يعيشوا حالة من الضياع والعزلة الاجتماعية، في الوقت الذي تواصل وحدات الكترونية تابعة لجيش الاحتلال ابتكار كل ما هو جديد في هذا العالم الرقمي بما يخدم دولة الاحتلال في السيطرة على العقل العربي.
الخريجون جيش شعبي الكتروني بلا قيادة
الشباب الفلسطيني خريجو الجامعات يمتلكون مهارات وقدرات كبيرة في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة للإنترنت ، ولكن يتم استخدامها بشكل سلبي : اختراق المواقع، اقتحام الخصوصية ، الابتزاز الالكتروني ،الحب الافتراضي ، العاب تسبب الإدمان " ببجي" ، التحريض والتساوق مع أعداء الشرعية. كل ذلك في ظل غياب دور مؤسسات التنشئة والمؤسسات ذات العلاقة في توظيف تلك الطاقات بما يخدم المشروع الوطني التحرري ، وتلك الطاقات المهدورة بالإمكان إعادة تدويرها وتحويلها الى قوة فلسطينية لا تقل عن الكفاح المسلح بل هي اكثر قوة ان استغلت بشكلها المطلوب : اختراق المجتمع الصهيوني، وكسب المجتمع الدولي ، والتأثير في المجتمعات العربية ، وتعزيز الهوية الوطنية ، وإعادة الثقة والمصداقية مع القيادة ، ومقاومة سياسة سرقة التراث والثقافة وغسل العقول .

ميليشيات الكترونية
سياسة الإهمال غير المبررة للشباب وتركهم ضحايا يتكالب عليهم أعداء المشروع الوطني ويوظفونهم في مليشيات الكترونية تستهدف القيادة الفلسطينية وتمس بالنسيج الاجتماعي والوطني تمارس التحريض بدون اخلاق متجاوزة عنجهية الاحتلال وقذارته، تلك المليشيات قد حولت عدداً من الشباب العاطل عن العمل الى "ذبابات الكترونية" تدور في فلك مليشيات الكترونية وتحرك من قبل جهات تستهدف المشروع الوطني، وقد اصبحت منصاتهم لا تعد ولا تحصى وهجماتهم تستهدف الكل الفلسطيني، مما يستدعي الانتباه والمتابعة ودق ناقوس الخطر .

إن الشعوب العربية تعيش حالة من الإحباط والتراجع الفكري والانهيار الأخلاقي، وكذلك هي المواقف العربية الهشة اتجاه القضية الفلسطينية: دول تتساوق مع صفقة القرن، دول تشارك في ورشة البحرين، تصريحات وقحة اتجاه قضية التطبيع ودون خجل في التطبيع المشكوف مع دولة الاحتلال ؛ وكل ذلك يستهدف الضغط على القيادة الفلسطينية
وبالعودة للمنسق والسفارة الافتراضية والدبلوماسية الرقمية والجيوش الالكترونية والذبابات الإلكترونية والمليشيات الرقمية؛ كل ذلك ما هو الا أدوات حاضرة في صفقة القرن تمرر من خلالها أفكار تشوه النضال الفلسطيني؛ ومن اجل مواجهة ذلك الخطر لابد من ترميم البنية التحتية الافتراضية بغية استنهاض "اليقظة الرقمية" في كافة مؤسسات الوطن، ولكافة الفئات العمرية والشرائح داخل المجتمع عموماً والشباب بخاصة ، بحيث تشكل حالة من "الوعي الرقمي " يوظف في خدمة القضية وحماية المشروع القومي والوطني واسقاط صفقة الخزي والعار " صفقة القرن" .