الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
جيش الاحتلال يعتقل جهاد نواجعة رئيس مجلس قروي سوسيا بالخليل

(حمساوي) ولكن أكثر تطرفا"

نشر بتاريخ: 21/08/2019 ( آخر تحديث: 21/08/2019 الساعة: 10:38 )

الكاتب: ماهر حسين

لم أتفاجئ كثيرا" وأنا أطالع منذ أيام تقرير على وكالة معا الإخبارية بعنوان (يديعوت احرونوت: نشطاء حماس ينفصلون عنها وينضمون لتنظيمات أخرى) بل كنت أتوقع هذا الأمر كنتيجة حتمية للتناقض الذي تعيشه حركة حمـــــاس.
أساس التناقض الذي تعيش به حماس هو أن لغة حماس التعبوية والإعلامية تتناقض مع أفعالها السياسية على الأرض ومع سياستهــــا، فحماس في إعلامها وفي تعبئتها تستخدم لغة متشددة تتحدث فيها عن المقاومة العسكرية والجهــــاد وترفع شعارات دينيه براقة مع مزيج من التهديد والوعيد للكفار والعلمانيين واليهود- تستخدم حماس كلمات (الكفار) ضد اليسار الفلسطيني عند الاختلاف معه و(العلمانيين) ضد فتح وهذه التهمة جاهزة لديهم منذ زمن وتستخدم حماس (اليهود) ضد إسرائيل باعتبار أن الصراع ديني - ومع الإعلام الحمساوي هناك تصريحات دائمة لقيادات حماس ترافق جوقتها الإعلامية وتعزز خطابهـــا المتطرف خاصة في الشأن الداخلي، في مقابل هذا الخطاب المتطرف والمتشدد نجد سياسة حماس على الأرض قائمة على أساس تحقيق مصالح حماس والحفاظ على دولتها الإخوانية في غزة وبعيدا" عن أي مبادئ .
بالنسبة لأي متابع فإن حماس واقعيا" على الأرض تبحث عن مصالحها وبكل الطرق ، فتجدهـــا تعزز العلاقات مع هذه الدولة وتسعى لتجاوز خلافتها مع هذه الدولة من على قاعدة مصالح حماس ودولتها في غزة ، وطبعا" تسعى حماس كذلك للحصول على تمويل لدولتها بأي طريقة ومن خلال أي دولة وبأي مقابل سياسي وهذا الأمر بات معروفا" للجميع .
وقد ظهرت التغيرات التامة في سياسة حماس وبوضوح بعد الوثيقة التي أطلقتها حماس عام 2017 والتي تحمل عنوان وثيقة المبادئ والسياسات العامة والتي نصت صراحة" على أن هدف حماس هو إقامة دولة فلسطينية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967ومع هذا التغير السياسي الكبير إلا أن التعبئة الحمساوية في الإعلام والمساجد والمدارس أستمرت على نفس الطريقة .
وتحاول حماس كذلك أن تعزل نفسها عن كل حدث فلسطيني حتى لا تكون مطالبة بأي فعل وطني فتجدها دوما" في موقع المشكك لكل موقف فلسطيني رسمي بغض النظر عن الموقف ، فهم دائمي النقد والهجوم على أي موقف سواء كان يتناسب مع سياستهم أم لا ، وبنفس الوقت تسعى حمــاس ميدانيا" لإلقاء الكرة في ملعب الأخرين للرد على
أي اعتداء على شعبنا وحقوقه فتجد حماس وقيادتها تلوم هذا وذاك على التقصير في الرد وتجدها تعيش تناقض غريب حيث تحرض على التظاهر في الضفة مثلا" بينما تمنع المتظاهرين في غزة من التفاعل مع نفس الحدث !!!!!! .
هذا التناقض الرهيب في مواقف حماس التي كان البعض يعتقد بأنها ربانية ، وأتحدث عن التناقض بين الخطاب والسياسة والتناقض الأخطر الذي تعيشه حماس والناتج عن تبرير المواقف السياسية دينيا" بشكل ملفت ومتناقض فالحلال قد يتحول الى حرام والحرام قد يصبح حلال حسب مصلحة حماس وموقفهــــــــا ، كل ذلك بالإضافة الى مظاهر الغناء الفاحش لقيادات حماس في غزة ومع تدهور حال غزة في ظل الحكم الحمساوي كل ذلك جعل الكثير من أتباع حماس ممن تربوا على شعارات حماس يغادروها بحثا" عن جهة تمارس التطرف والتشدد فكرا" وسياسية .
ويجب الإشارة هنا بحيادية تامة بأن أغلب قيادات الإرهاب التي تحاول أن تغطي نفسها برداء الدين الإسلامي الحنيف مرت بشكل ما عن جماعة الإخوان المسلمين ولهذا يعتبر العديد من الباحثين بأن تعبئة الإخوان المسلمين الفكرية والسياسية لأتباعها – حماس في الحالة الفلسطينية – هي تعبئة مساعدة على التطرف وحاضنة للإرهاب .
بالمختصر ..
إن المنفصلين عن حماس تطرفا"، ليسوا خطرا" عليها بل هم خطر على القضية الفلسطينية ويجب التنبه لهذا الأمر ومعالجته بشكل وطني لضرورات الحفاظ على قضيتنا وموقعها ومكانتها باعتبارها قضية تحرر وطني تهم كل إنسان مؤمن بالحرية والسلام والعدل .