الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ناقوس خطر : تحطيم الشرعيات الفلسطينية . ما الحل ؟؟!!

نشر بتاريخ: 19/09/2019 ( آخر تحديث: 19/09/2019 الساعة: 12:25 )

الكاتب: عوني المشني

بدون مقدمات ، وبرؤية شمولية للمشهد الفلسطيني ، تركيب الجزئيات ليتوضح المشهد مسألة ضرورية لانه من الضرورة رؤية الغابة وليس الأشجار فقط .
عبر دورة المجلس الوطني الأخيرة - والتي كانت الاسوأ في تاريخ منظمة التحرير - جرى ابعاد او استبعاد او ابتعاد فصائل مهمة مثل الجبهة الشعبية ومن بعدها الجبهة الديمقراطية وكانت حماس والجهاد من قبل خارجها ، وجرى تغييب الشتات والذي هو اكثر من نصف الشعب الفلسطيني من الدائرة الأولى في منظمة التحرير وهي اللجنة التنفيذية ، تحولت منظمة التحرير من بيت جامع لكل مركبات وأطياف شعبنا إلى عنوان خلاف واختلاف ، لم تعد الخيمة الجامعة ولا الوطن المعنوي ، وفي الممارسة السياسية بعد المجلس لا ذكر ولا وجود لمنظمة التحرير .
تم حل المجلس التشريعي دون اتفاق مسبق وواضح لإجراء انتخابات جديدة وكان مفهوم قبل قرار الحل ان انتخابات جديدة غير واردة ، حماس ترفض ، إسرائيل لن تسمح بإجراءها في القدس وطبعا الشرط بانتخابات تشمل غزة والقدس ، إذن حُل المجلس التشريعي بما يضمن عدم اجراء انتخابات بعد الحل ، ولم يكن هناك احتمال لو واحد بالمائة ان تجري انتخابات بعد ستة شهور من حله ، وأكثر من هذا تم حله بدون اتفاق ليبقى بالنسبة لحماس قائم . فقدنا مصدر اخر من مصادر الشرعية والإجماع الوطني دون ان نضع اساسا لإعادة تشكيل هذا المجلس .
القضاء : لست خبيرا ولا مطلا على ما يجري في القضاء ، ولن " افتي ومالك في المدينة " فخبراء القانون هم " مالك " الذي لا يجوز الفتوى بوجودهم . لكن واضح من كل التطورات في الأشهر الأخيرة ان هناك أزمة تتعمق بمراسيم وقرارات محاكم وتقاعد قسري وتعديل أنظمة ولم يعد القضاء مرجعا عليه اجماع وإنما دخل مرحلة الاختلاف وبات غير مؤهل ليكون مرجعية تمتلك الشرعية لمعالجة أي فراغات دستورية مستقبلية خاصة ان المحكمة الدستورية ومجلس القضاء الأعلى اصبحا جزء من الأزمة وليسا مرجعا للحل .
نحن أمام وضع لا يوجد فيه جهة او مرجعية متفق حولها ، لا يوجد جهة نحتكم اليها ، لا يوجد عنوان لوحدتنا ، ولا جامع لكينونتنا ، تم هذا بفعل فاعلين وبسبق اصرار ووعي وبدون تردد ، تم هذا تحت ضوء الشمس وفي وضح النهار ، تم هذا بمشاركة الجميع أما فعلا او مشاركة او صمتا او موافقة .
والأسئلة هنا كثيرة ، ليس فقط كثيرة بل موجعة ، مربكة ، مرعبة ، وتأخذنا بعيدا إلى عالم رمادي غامض . لماذا يتم هذا ؟؟؟!!!! من المسئول ؟؟؟!!! ما الهدف من تحطيم أسس شرعيتنا ؟؟!!! لماذا نصمت عن هذا ؟؟؟!!!
كيف سنتعاطى مع المستقبل في ظل شرعيات منقسمة متشرذمة مختلف عليها ؟؟؟!!! هل هذا مقدمة لتفرض شرعيات مستقبلية بقوة الاحتلال ؟؟!!!! ما علاقة هذا بمفاهيم الكنتونات في الضفة والتي هي احدى سيناريوهات الاحتلال ؟؟!!! هل هذا له علاقة بصفقة القرن مثلا ؟؟؟!!! هل يمكن ان يتم كل هذا بدون وعي لآثاره وانعكاساته على مستقبل قضيتنا ؟؟؟!!!! هل صمت القوى والفعاليات والمجاميع الوطنية يعفيها من المسئولية ؟؟!!!!! لماذا لا يقول المثقفين ما يجب ان يقتل حيال هذا الأمر ؟؟؟!!!!
ربما الإجابة على هذه الأسئلة تحتاج إلى تفكير جمعي أولا والى أدوات تحليل ثانيا والى معطيات اوسع وأعمق وأكثر دقة ثالثا ، والإجابة مسئولية وموقف وقرار ، المسالة ليست ترف فكري ، ولا خيال علمي ، الإجابة هي انحياز حقيقي لقضيتنا الوطنية ، استعداد كفاحي وصلابة ووعي وطني . الهروب ليس حل وتجاهل الأمر ليس حل .
بالأمس كان مبكرا ، غدا سيكون متاخرا ، اليوم واليوم فقط يجب التصدي لهذه الأسئلة ، ويجب التوقف أمام الصورة بشموليتها . حجم الأخطاء يقاس بالنتائج وعندما توضع الأخطاء في سياق منهجي تصبح سياسة واعية ، وأي خطأ اكبر من ترك شعبنا دون مرجعيات موحدة وجامعة وموثوق بها ؟؟!!!!
هل هناك حلول ؟؟!!! نعم هناك حلول ، وحلول ممكنة ، حلول في متناول اليد ، حلول تجنبنا الهاوية . اعادة بناء منظمة التحرير على أساس وطني ديمقراطي جامع هو اهم هذه الحلول ومن هنا البداية ، وهنا مربط الفرس ، وهنا التحدي . هنا لن يخسر احد ، ولن يستثنى احد . والتفاصيل لهذا الحل موجودة وممكنة ومتيسرة ، وهو ليس بالمعجزة ، ويمكن انجازه بفترة قياسية . المهم توفر الإرادة ، والقوى الضاغطة ، والإدراك بخطورة عدم إنجاز ذلك .