الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

البنوك الفلسطينية وكاجيوال الخميس

نشر بتاريخ: 28/09/2019 ( آخر تحديث: 28/09/2019 الساعة: 19:31 )

الكاتب: أ. د. سمير ابو زنيد

عملت البنوك في فلسطين في السنوات الأخيرة إلى تخصيص يوم الخميس يوم كاجيوال للعاملين (زى غير رسمي) Dress Down بحيث يترك للعامين حرية اختيار اللباس في ذالك اليوم ولكن ضمن بعض الضوابط فبإمكان الموظف لباس البنطلون مع تي شيرت او قميص دون ربطة عنق غير أن البنوك تحظر على الموظف لباس الجينز الممزق او الشورت في ذلك اليوم مع تفضيل الألوان الداكنة.
فيما يتعلق بالاحذية يمنع لباس الشبشب او الصندل للرجال هذا ولا زالت سياسة الزي الرسمي مطبقة في بعض البنوك مع اعطاء الموظف حرية اختيار لون الزي يوم الخميس هذا وفي حال وجود حملات تسويقية يلتزم العاملون في البنوك بما فيهم العاملين في الادارة العامة بارتداء الزي الخاص بالحملة التسويقية من تي شيرتات طوال فترة الحمله ويشمل ذلك الشباب والصبايا.
كما وتسمح البنوك للعاملين في المكاتب والذين لا يتعاملون مع الجمهور بشكل مباشر بلباس الزي الذي يناسبهم من بنطلون او قميص او تيشيرت مما يعطيهم حرية التحرك في العمل.
وعليه إذا ما تم سؤال العاملين في البنوك إي أيام الأسبوع الافضل إليكم؟ الإجابة حتماً الخميس كونه يوم كاجيوال بالنسبة لهم.
هذا ولا تعمل بعض البنوك بسياسة الكاجيوال أيام الخميس حيث يُلزم العاملون الذكور بلباس زى رسمي طيلة أيام العمل Dress Up مع جلباب للفتيات والنساء غير إن البنك يترك للعاملين من الشباب حرية اختيار لون الزى في أيام الخميس. فيما يتعلق بالعاملين في الادارة العامة والذين لا يتعاملون مع الجمهور بشكل مباشر اقرت هذه البنوك جواز تغيير الزي الموحد بشيء مناسب (بنطلون مع قميص) ايام الخميس فقط.
هذا ولتشجيع الزي الرسمي الموحد لجات بعض البنوك الى توفير بدل رسمية عدد (2) سنوياً للشباب مع جلباب للفتيات والنساء كما هو الحال في البنوك الإسلامية، هذا ويترك للشباب حرية اختيار لون البدلة في يوم الخميس ولا ادري إن كانت البنوك توفر بدل غسيل وكي .كما ولا ادري إن كانت البنوك توفر الشور و مكان لاخذ قسط من الراحه لمن يرغب من العاملين كلما كان ذلك ممكناً خاصة في حال عملت البنوك بنظام الورديات.
اتباع سياسة الكاجيوال ليس حديثاً فقد عمل بها منذ 1940 في هاواي و في اواخر 1990 في ولاية كاليفورينا في الولايات المتحدة الامريكية.
لاشك ان اتباع سياسة الكاجيول يحقق العديد من المزايا والفوائد والتي تعود بالنفع على البنك والعاملين ومنها:
- تحرر العاملين من قيود الزى الرسمي حيث ينتظر الموظف ساعات المغادرة لحظة بلحظة من أجل فك ربطه العنق والتحلل من الزى.
- تزيد من حرية ونشاط الموظف في العمل و تزيد من الانتاجيه كما أفادت بعض الدراسات.
- توفر بيئة عمل جماعي وهي بيئة مريحه بعيدة عن التنافس في اللباس حيث يتم التركيز على العمل أكثر منه على المظهر.
- الرفع من معنويات العاملين وجعلهم يعملون بروح الفريق وتحسين العلاقات التفاعلية فيما بينهم.
- نفقات اقل على الموظف والبنك خاصه في حال ان البنك يوفر اللباس للموظف.
- أداء افضل مع التشجيع على استقطاب موظفين جدد.
على الرغم من ذالك فان الزى غير الرسمي قد يعطي الانطباع للعملاء بان العامل لا يلتزم بأنظمة وتعليمات المؤسسة وبالتالي زعزعه ثقة العملاء بالمؤسسة مما يسيء إلى سمعتها خاصة في ظل غياب الضوابط الخاصة بالزى .
إتباع البنك سياسة الزى الرسمي يحقق العديد من الفوائد منها:
1- إعطاء الانطباع المهني اللائق عن المؤسسة مما يعزز الثقة بالموظف خاصة وأن الموظف يتعامل بالمال.
2- الزي والهندام عبارة عن وسيلة اتصال غير لفظي، فالانطباع الاول مهم ويبقى في الذاكرة. وبالتالي الزي الرسمي يعطي الانطباع المهني عن المؤسسة والموظف.
3- طبيعة عمل البنوك تقديم خدمات، واللباس هو المكون الرئيس في تقديم الخدمة. المظهر يعبر عن الشخصية ويزيد من ثقة الزبائن بالموظف والمؤسسة، كما ويجعل الزبائن يتعاملون مع الموظف برسميه واحترام أكثر.
4- الزى الرسمي يجعل الموظف أكثر تركيزا على العمل كما ويعزز الثقة بالنفس.
5- الزي الرسمي يظهر الدرجات الوظيفية ويعبر عنها ويزيد من الهيبة والمكانة.
6- الزي الرسمي يجعل الموظف دائما في جهوزية تامة لأي حدث طارئ كالاضطرار لاستقبال شخصية رسمية مفاجئه او الاضطرار لزيارة مؤسسة رسمية او المشاركة في مناسبة في اللحظة الأخيرة.
7- الزي الرسمي أفضل وسيلة لتغطية التاتوز . التاتوز قد يحرم الموظف من التوظيف والترقية أحيانا وهي محرمه دينيا وبالتالي غير مقبولة للعملاء.

على الرغم من أن زي الكاجيوال قد يزيد من الانتاجية ويحسن من الأداء والزى غير الرسمي يجعل الموظف يتصرف بلا مهنية احياناً ففي علم الادارة "البس رسمي تتصرف رسمي والبس كاجيوال تتصرف كاجيوال".
أخيرا وعلى الرغم من الايجابيات والسلبيات لكل من الزي الرسمي والكاجيوال وبالرغم من أهمية اللباس والهندام في العمل الا انه لا يوجد دراسات تعزو النجاح او الفشل في العمل الى طبيعة اللباس الذي يرتديه الموظف ومن هنا أعتبر هذه المقالة بمثابة حافز لاجراء المزيد من الدراسات المتعلقة باللباس وأثره على الأداء والانتاجيه، كما وأوصى العاملين في البنوك أن يتفهموا أن سياسة الكاجيوال تتعلق باللباس لا بالسلوك، فالسلوك المهني اللائق مطلوب باستمرار وبالتالي على الموظف أن يضع مهنيه التصرف في أيام الكاجيوال أولا، وأن لا يجعل الزى غير الرسمي يؤثر سلبا على الأداء والتصرف. ما تقدمت به في هذه المقالة ينطبق على الشركات والجامعات والمؤسسات العامة والخاصة .واختتم كلمتي بمقوله لاحد المسؤؤلين الكبار حينما سئل عن رأيه في الوظيفه اجاب" الوظيفه تمام باستثناء ربطه العنق".
* عميد كلية التمويل والادارة 
* استاذ الادارة والسلوك التنظيمي- جامعة الخليل