الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانتخابات حق وأمل والديمقراطية حل

نشر بتاريخ: 04/11/2019 ( آخر تحديث: 04/11/2019 الساعة: 10:18 )

الكاتب: ماهر حسين

كنت قد كتبت عدة مقالات تناولت فيها أهمية الإنتخابات بإعتبارها حق للمواطن الفلسطيني وبإعتبارهـا حل لتجاوز حالة الجمود السياسي في ملف المصالحة و حالة التعثر الدائم في ملف المفاوضات الهادفة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على أراضينا المحتلة عام 1967م على أن تكون هذه الدولة الفلسطينية المستقلة الأساس الذي يقوم عليه السلام والتعايش ومن ثم تطبيع العلاقات في المنطقة .
وفي هذا المجال نكرر ما نؤمن به وهو الموقف السياسي الفلسطيني الرسمي ونقول بأن شرط السلام وشرط الإستقرار وشرط الأمن والأمان وشرط التطبيع وكذلك شرط التنمية والإستثمار في فلسطين والمنطقة مرتبط فقط بإقامة دولة فلسطينية مستقلة قادرة على أن توفر إحتياجات شعبنا وقادرة على أن تحقق طموح شعبنا التواق للحياة بحرية وكرامة وستكون هذه الدولة الفلسطينية قادرة على المساهمة الفاعلة في توفير الأمن والأمان والمساهمة في التنمية بالمنطقة .
نعود الى الإنتخابات التي وكما يبدو بأن حماس تتجه للموافقة على تسهيل إجراءها في قطاع غزة ، وحيث أن الإنتخابات الفلسطينية هي الأمل الوحيد الأن لتجاوز حالة الإنقسام الفلسطيني إذا توافرت لهذه الإنتخابات شروط معينة مرتبطة بسلامة العملية الإنتخابية والسماح للمواطنين بحرية التعبير عن موقفهم وبشكل خاص في غزة الواقعة تحت حكم حماس بالامر الواقع وكما يجب أن يواكب الإنتخابات أجواء وطنية قائمة على قبول الأخر وقبول الإختلاف وهناك ضرورة ماسة لتعزيز الإيمان المرتبط بالعمل على أن تكون الديمقراطية هي أساس النظام السياسي الفلسطيني وهي الحل لكل الإختلافات .
وفي هذا السياق أشارك القارئ الكريم بحقيقة مطلقه وهي بأن المجلس التشريعي سيكون للجميع ولن ينتصر أحد في الانتخابات بالضربة القاضية ولن يكون هناك قضاء تام على أي تنظيم سياسي مخالف وأقول بصراحة وبوضوح بأن حماس وبمجرد إعلانها عن الموافقة على المشاركة في الانتخابات فهي باقيه في المجلس التشريعي فحماس لن تزول حماس عن خارطة التشريعي لأنها جزء من الشعب الفلسطيني ولها أنصارها وأقول كذلك بأن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) لن تٌهزم في الأنتخابات وستبقى قائدة المشروع الوطني الفلسطيني والقائمة على الأمر السياسي ولكن فتح وكما هي حماس لن تكون وحيدة في المجلس التشريعي وقد يقتضي الأمر أن تكون الحكومة الفلسطينية القادمة من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ومن حماس .
في حقيقة الأمر ، الإنتخابات الديمقراطية حل للواقع الذي نعيش والإنتخابات الديمقراطية مدخل هام لتطوير فهمنا النظري للديمقراطية ولتطوير وعينا بالديمقراطية من خلال ممارسة الإنتخابات .
وفي هذا السياق يجب أن لا ننسى بأن الديمقراطية تقوم على أساس قبول الأخر وقبول تعدد الأراء واللجوء الى الشعب عندما تكون هناك ضرورة للأمر ، وبكل صراحة هذا ما نحتاج له الأن وبشده لنستمر في مسيرة الإستقلال لنيل حريتنا ولتحقيق السلام الذي نرجو للمستقبل.
الإنتخابات فرصة لنتعلم العمل معا" بعيدا" عن غوغاء وضوضاء وسائل التواصل الإجتماعي وبعيدا" عن المماحكة السياسية وبعيدا" عن الإرتهان للخارج من خلال مؤسسات فلسطينية ذات أجندة فلسطينية ، مؤسسات فلسطينية منتخبة تسعى لتحقيق أهداف شعبنا بالحرية والإستقلال .
بالنسبة لي وللكثير من أبناء شعبنا فإن الإنتخابات أمل كبير لتجذير الممارسة الديمقراطية لتصبح حق للإجيال القادمة ولتكون أساس لممارسة حقوقنا بإختيار ممثلينا في كل المؤسسات وعلى كل المستويات وهي فرصة ليستمع الجميع لصوت المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة الأبية .
بالنهاية ،سيكون لنا أحاديث عدة حول الإنتخابات ولكنني أشعر بحالة تفاؤل وبغض النظر عن نتائج الإنتخابات التي أدعو لقبولها مهما كانت .