طفرة!! بقلم - ريم شكوكاني
نشر بتاريخ: 01/06/2008 ( آخر تحديث: 01/06/2008 الساعة: 17:57 )
بيت لحم - معا - في أنويتنا الصغيرة يعتاد حمضنا النووي على نسخ نفسه مرات ومرات ،ولكن في بعض الاحيان النادرة يسرح بخياله إلى آفاق بعيدة ، ويضل طريقه نحو الضياع فتحدث طفرة قد تغير مسار الخلية بأكملها.
أنا لا أتحدث في محاضرة للعلوم الحياتية ولكن اجعل منها مقدمة نحو هدفي المنحدر امامكم. واريد ان انوّه الى ان حمضننا النووي من الممكن ان يعود الي مساره الطبيعي ويصلح طفرته التي تسبب بها خياله الذي شرد الى حيث لا نعلم.
وكما في مجتمعنا الفلسطيني فقد تحدث بعض الطفرات الناتجة عن حلمنا بالابتعاد قليلا سواء نحو الشهرة او حتى نحو الغنى، فنحن مع الاسف لا يسد أعيننا حتى قرص الشمس، فمنا من يصبح كالطفرة الغبية التي تفسد مجتمعنا بأكمله ويتحول الى سرطان خبيث يتغلغل الواحد تلو الآخر، لتصبح شبكة ارهابية تدمر المجتمع فينة تلو الفينة، نحن لا ننظر الى هذه الطفرة من ناحية سلبية فقط ولكن هناك بعض الطفرات التي تمثل نعمة حقيقية، ومثال ذلك عندما تصادف في احد ملاعبنا الرياضية طفلا صغيرا يصقل موهبة تسبق عمره بمراحل وتجسد قوة عظيمة تخلد سيرتها وترفع من مجدها يوما بعد يوم. وهذه الطفرة بحد ذاتها تكون قد ضلت طريقها نحو الطريق الأفضل، فتشكل لاعبا تلتصق الكرة بقدمه الرهيبة، وترتجف الشباك رعبا من كرته المتأهبة لصدمها وبذلك تكون الطفرة إيجابية. ولكن ومع كل الاسف فليست كل الطفرات تشبهها وليست كل الاخطاء طيبة القلب مثلها واقولها بحزن طفراتنا في فلسطين لا تجد نفسها الا وسط الخيانة والنذالة والتفاهة تاركة ورائها سطور المجد والعزة والكرامة.
شخصياً أتمنى بكل صد أن تبصر طفراتنا طريقها نحو العلياء وليس نحو الانحدار والهدم، وتجعل من نفسها صخرة عظيمة في سلاسل المجد والكبرياء.