السبت: 18/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

أهالي قطاع غزة يستيقظون على صوت التكبير والتهليل لأول عيد بعد الانسحاب الإسرائيلي

نشر بتاريخ: 03/11/2005 ( آخر تحديث: 03/11/2005 الساعة: 13:20 )
غزة - معا - منذ ساعات الصباح الباكر ضجت مآذن مساجد قطاع غزة بالتهليلات والتكبير مرحبة بعيد الفطر الأول بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع وقد أحكمت قبضتها عليه لثمانية وثلاثين عاماً وقطعت أوصاله وفرقت الأحباء والأقارب عن بعضهم.
وشعر المواطنون بنشوة زوال الحواجز من بين المحافظات في حين استطاع البعض من مدينة غزة التوجه إلى شمال القطاع وجنوبه دون خوف من حواجز إسرائيلية أو طائرات مروحية تهدد بالقصف بين الحين والآخر.
ولعل آمال وأحلام أطفال القطاع وضجيج ضحكاتهم وألوان ملابسهم الزاهية استطاعت التعبير أكثر عن الفرحة بالعيد الأول بعد رحيل الاحتلال بجنوده ومستوطنيه آملين ألا يعيشوا خوف الأعوام السابقة.
الطفل حازم"13" عاماً الأقرب إلى ما كان يعرف سابقاً بمستوطنة نتساريم يقول:"صوت قذائف الدبابات ورصاص الرشاشات والتدمير الإسرائيلي اختفى وإنشاء الله سوف تذهب هذه الطائرات المخيفة " أمنية أطلقها آملاً أن يكون باب السماء مفتوحاً بعد صيام شهر كامل تقرباً لله.
ويضيف :" اليوم نستطيع أن نخرج ونلعب مع جميع الأصحاب وسوف نذهب ونعيد على الأقارب الذين لم نستطع أن نراهم في الأعياد السابقة ونشعر بالأمان دون خوف أو رعب من قوات الاحتلال ونعود في أي لحظة إلى منازلنا دون خوف من فرض منع التجول ان منعنا من العودة الى منازلنا كما في السابق".
ويتمنى ذلك كافة أطفال قطاع غزة حالمين بأرجوحات وبالونات مزركشة الألوان وضحكات عالية، في حين بدءوا بالتوافد إلى الشوارع مهنئين بعضهم البعض بحول العيد ومستعرضين الملابس الوردية التي اقتنها الأهل لهم من أسواق القطاع والتي شهدت بطبيعة الحال ازدحاماً ملحوظاً بالزائرين والزبائن والمتجولين.
الأطفال الذين يفتقدون لأبسط وسائل وسبل الترفيه في قطاع غزة كالملاهي والسيرك والنوادي الرياضية والمتنزهات عدا القليل منها، فرحوا بأول يوم عيدهم بارتياح ملحوظ جراء توقف الغارات الوهمية وقنابل الصوت والضوء.
الطفل كرم صاحب السنوات الثمانية يقل ضاحكاً لـ معاً :"لا اشعر حتى الآن بالفرحة الكبيرة لأنني لم أتلق عيدية كما توقعت" في تعبير طفولي عن معنى العيدية وهي قطع من النقوط يتلقاها الأطفال خاصة في اليوم الأول للعيد لتلبية متطلباتهم العاجلة أمام أصدقائهم وأقرانهم.
فيما أقبل الكبار على بيوت العزاء المنتشرة في قطاع غزة وزيارات مكثفة لعائلات الشهداء والأسرى والجرحى في حن تنظم بعض التنظيمات والفصال الفلسطينية زيارات جماعية بالحافلات لمنازل الشهداء والأسرى والجرحى.
مدير الدائرة السياسية في المنظمات الشعبية إياد علي نصر يقول أن الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحررة احدث تغيراً ملحوظاً في العلاقات الاجتماعية التي تحسنت كثيراً عن السابق، مؤكداً على أن حلم الفلسطينيين بالتواصل مع ذويهم بات سهل المنال في قطاع غزة على أمل بالمزيد من التحسينات في الحياة السياسية والميدانية وألا تتحول غزة إلى سجن كبير يقبع فيه قرابة مليون ونصف مواطن في زيادة سكانية ملحوظة على مساحة ضيقة من الأرض لا تتعادى 365 كيلو متر مربع فاقدين السيطرة او السيادة على البحر أو الجو أو المعابر التي تربطهم بالعالم الخارجي.
ويضيف قائلاً:" نتمنى أن يكتمل الحلم الحقيقي لشعب فلسطين بتحرير المسجد الأقصى والصلاة فيه والتواصل مع أهلنا بالضفة الغربية والأراضي المحتلة".
وأضاف نصر قائلا " بأي شكل من الإشكال زوال قوات الاحتلال الإسرائيلية عن غزة يؤثر بشكل عام علي الأسر وأطفالها بحيث استطاع الجميع التواصل مع أهله وأقاربه دون خوف من أزيز المروحيات التي لا تفرق بين صغير وكبير حين ترى فريسة ".
أما البائع إسماعيل كحيل صاحب محل ملابس في سوق الزاوية في مدينة غزة فيعبر عن سعادته بتوافد الزبائن على محله في ارتفاع ملحوظ عن الأعوام السابقة قائلاً:" البيع في المحل هذه الأيام ازاد بشكل ملحوظ بحيث استطعت أن أغطي على خسارتي في العوام السابقة وزاد المكسب من جديد كما كنت احلم، ومرت أيام في رمضان استطعت أن افتح المحل لساعات متأخرة من الليل دون مقدرة على إغلاقه نظراً لكثافة المشتريين المتوافدين علي والحمد لله على كل شيء".
ويعبر السائق أبو سعيد الصعيدي 54 عاماً عن سعادته الغامرة بزوال حواجز التفاح وأبو هولي الرهيبة التي فصلت محافظات القطاع عن بعضها البعض في العوام السابقة في انتفاضة الأقصى قائلاً :" اعمل على خط غزة خانيونس وبالعكس وأعيل ثمانية أطفال وبعد الانسحاب الإسرائيلي أشعر براحة نفسية لأنني استطعت التنقل بسهولة بين المحافظتين وبأسرع وقت ودون حواجز وأكثر من مرة باليوم وبالتالي أحصل على يومية فاقت خيالي عن الأعوام السابقة".