زراعة "فطر عيش الغراب"- مساهمة المشاريع الصغيرة للتخفيف من وطأة الحصار في غزة

غزة- معا- فعلت وزارة الزراعة التابعة للحكومة المقالة في مختبرها بمحطة التجارب الزراعية بمنطقة الشاطئ بغزة"زراعة فطر عيش الغراب"، الذي يعتبر من الفطريات "الرمية"ذات القيمة الغذائية العالية التي تعيش على مخلفات النباتات المتحللة. ويوجد منها حوالي20 نوعا صالحا للاستخدام الآدمي، فيما أكثر من 2000نوع آخر معظمها سام.

وأوضح المهندس أحمد المحروق مدير محطة التجارب الزراعية بالوزارة أن القيمة الغذائية لـ"فطر عيش الغراب" تكمن في احتوائه على نسبة 40-45%من البروتين وكمية كبيرة من الفيتامينات والأملاح، مضيفاً أنه يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها جسم الإنسان من البروتينات الحيوانية بنسبة 100%، ومن هنا اكتسب الفطر مذاق البروتين الحيواني، لافتاً أن أهم مميزاته أنه يحتوي على نسبة صفر%من الدهون، حيث يعتبر من أهم الوجبات التي تعتمد عليها السيدات في عمل"الريجيم".

وأشار المحروق أن الإنسان استطاع أن يستأنس ستة أنواع من الفطر، منها"الأذويني"الذي تجود زراعته في مناطق حوض البحر المتوسط وجنوب شرق آسيا، حيث يتحمل درجة الحرارة المرتفعة، موضحاً أن وزارة الزراعة اهتمت بهذه النوع من الفطر لأهميته الاقتصادية التي تتمثل في الدورة السريعة لرأس المال المستخدم والقدرة على الاستفادة من المخلفات النباتية والحيوانية.

ولفت إلى أن المخلفات الناتجة عن اعداد الفطر يمكن تسويقها كأعلاف للحيوانات،و تستعمل كسماد عضوي للتربة، عدا عن كون زراعة الفطر لا تحتاج إلى تربة أو أرض زراعية، إضافة إلى أنه زراعة الفطر تتميز بالاستمرارية على مدار العام، ما يمكن المشاريع الصغيرة أن تساهم في إعانة الأسر العاطلة عن العمل.

وأكد المحروق أن الوزارة وبتوجيهات مباشرة من وزير الزراعة الدكتور محمد رمضان الأغا عمدت على إنتاج "البادئ الفطري" وتشجيع زراعة الفطر والتوعية بأهميته وحاجته الضرورية، مشيراً أن الوزارة عقدت عدة دورات تدريبية وورش عمل لعدد من الجمعيات النسائية الموجودة في قطاع غزة، وذلك لحث ربات البيوت على زراعة وإنتاج الفطر ضمن مشاريع صغيرة وغير مكلفة.

وأوضح أن الوزارة أبرمت عقداً مع هيئة الصليب الأحمر لتبني إنتاج 1000كيلو من"البادئ الفطري" لتوزيعها على السيدات المشاركات في دورة إنتاج الفطر بجمعية حيفا بغزة، فيما تم تسليم 2000برطمان من "البادئ الفطري" لهيئة الصليب الأحمر لتوزيعها على السيدات المشاركات في الدورات التنشيطية.

وتطرق المحروق للحديث عن مراحل زراعة الفطر، والشروط اللازمة لنجاح عمليةانتاجه، مؤكداً على أهمية النظافة التامة لموقع الإنتاج والتهوية الجيدة والإضاءة الصناعية والحرارة المعتدلة والرطوبة المناسبة، مشيراً أن طرق زراعة"فطر عيش الغراب" تتم بطرق عديدة، من أهمها الزراعة في سلال من البلاستيك.

وأوضح أن زراعة الفطر تمر كذلك بمرحلة تلقيح البيئة بالفطر، ومن ثم "تحضين الفطر"، وبالتالي تكوين وجمع ثمار"فطر عيش الغراب"وحفظه على صورتين طازجة وأخرى مجحفة.