السبت: 14/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

همسة مواطن بقلم:خليل الرواشده

نشر بتاريخ: 25/06/2008 ( آخر تحديث: 25/06/2008 الساعة: 17:35 )
بيت لحم - معا - يشغل بال المواطنين في هذه الأيام حال أبنائهم الذين يجلسون على مقاعد امتحانات الثانوية العامة، فهم يبذلون كل ما بوسعهم ليوفروا ولو قسطا من الراحة يعود بالفائدة على التحصيل والأداء وتساعد في ذلك كافة المؤسسات الاجتماعية والخدماتية والثقافية والرياضية وغيرها وبوقفة احترام من الناس جميعا لكي لا يكون هناك أي تأثير أو إزعاج لذلك الطالب الذي يصب جهد وعناء السنوات الماضية ليكللها بالنجاح في رسم مسيرة حياته، ودون ادني شك فان ذلك كله يعد سلسلة من الحلقات التي ترسمها التربية والوزارة منذ فترة لتهيئة الوضع وتوفير الإمكانيات التي تعود على طلابنا بالفائدة والنفع لما يصبوا إليه الجميع.

لكن أين الطالب من هذا كله، فتجده يمارس نشاطاته الحياتية معتمدا وللأسف على الغش، الظاهرة التي مزقت العقول وشتت الأفكار ودمرت نظرة الأمل والمستقبل، فهو يسهر ساعات طويلة قبل الامتحان في بهرجة أوراق الغش التي أصبح المعلمون يعانون منها في السنوات الأخيرة ووجدوها أساس لتجاوز هذه المرحلة، فهم يعملون كجباة في أروقة الغرفة ناهيك عن المنازعات مع الطلاب الذين يعتمدون على النسخ التي بحوزتهم بشكل رسمي وتصل الأمور إلى التهديدات والتوعد وحدث ذلك كثيرا الهجمات على المعلمين سواء في الشوارع أو إغلاق المدارس عليهم ورشقهم الكلام والحجارة والزجاجات الفارغة.

وتتوزع المسؤولية هنا لتصل الوزارة بشكل خاص ومدى مرونة إجراءاتها في مكافحة مثل هذه الظاهرة ولنموذج العقوبات المهين الذي يحويه حنانها الدافئ ،ولا تعفى من ذلك وزارة الداخلية لأنه ومع الأسف الشديد للمكتبات العريقة وخاصة مكتبات الجامعات التي تتخذ التسويق لها بتلك الظاهرة بوضع أختامها على أوراق الغش المصورة، وهناك وللعجب بعض المكتبات التي أصبحت مشهورة و تزين أوراق الغش بالألوان المختلفة ولا احد من هؤلاء يعلم مدى تأثير هذه الظاهرة على مسلكيات طلابنا ومستواهم ألتحصيلي وعلى مستقبلهم الدراسي.

وهنا وفي هذا المقام لا بد أن نضع حدا لهذه الظاهرة للحفاظ على طلابنا وعلى مسيرتنا التعليمية، كي يصبوا طلابنا ونصبوا بهم جميعا لمستقبل نزيهة وعقول نيرة وحافلة بالعلم، ولكي يعتادوا على أن ثمن السنوات لا يطفوا بورقة غش ولا يقدر بتنازلات وشيمة، ولكي تزهو جامعاتنا بنموذج طيب عن طلابنا الذين هم رجال المستقبل وعماد الدولة بكافة شرائحها.
[email protected]