الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

لجنة إعمار الخليل تطلق كتابها الأول بعنوان "الخليل القديمة سحر مدينة وعمارة تاريخية"

نشر بتاريخ: 09/07/2008 ( آخر تحديث: 09/07/2008 الساعة: 12:38 )
الخليل- معا- احتفلت لجنة إعمار الخليل برعاية وزيرة السياحة والآثار الدكتورة خلود دعيبس والقنصل الاسباني رامون أنسوين وبحضور رئيس اللجنة الدكتور علي القواسمي ومحافظ مدينة الخليل الدكتور حسين الأعرج، بإطلاق كتابها الأول عن البلدة القديمة لمدينة الخليل الذي يظهر سحر المدينة وعمارتها التاريخية.

وحضر الاحتفال كل من أعضاء اللجنة أحمد سعيد التميمي والمحامي سليمان أبو سنينه وإبراهيم عمرو ومحمد حسن الجبارين ورئيس بلدية الخليل السابق المهندس مصطفى النتشة ومديرة ووكالة التعاون الاسباني لوريا أربري ومدير عام لجنة إعمار الخليل الدكتور خالد القواسمي و عضو المجلس التشريعي اكرم الهيموني و عدد من شخصيات محافظه الخليل.

ورحب عريف الحفل عماد حمدان بالحضور قائلا أن هذا الكتاب الذي أبى إلا أن يصدر ليوثق تاريخَ مدينةِ الخليل وعراقتها, وليصف ما عاشته المدينة وما تعيشه حالياً من وضع سياسي واجتماعي واقتصادي وعمراني.

كما أشار الى أن الكتاب لم يغفل عن التطرق ِلمرقدِ أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام, فخصص فصلاً من فصوله للحرم الإبراهيمي الشريف.

وأضاف، للجنةِ إعمار الخليل ما يشرفها أن تدونهُ في سطور, راعت بها التواضعَ والموضوعية لعملٍ جبار, بدأته منذ 12عاماً ولا يزال.

كما شكر شركة جوال على رعايتها الحفل ورابطة الجامعيين على استضافتها الحفل بقاعتها التي تم إعادة تأهيليها حديثاً, مشيرا الى أن هذا هو الاحتفال الأول الذي يقام بها بعد الصيانة.

ومن ناحيته شكر رئيس لجنة إعمار الخليل الدكتور علي القواسمي وزيرة السياحة والآثار الدكتورة خلود دعيبس و شركة الاتصالات الفلسطينية جوال على رعيتها للاحتفال و القنصل الاسباني العام رامون أنسوين على الدعم الهام الذي تقدمه الحكومة الاسبانية للجنة إعمار الخليل من اجل دعم صمود سكان البلدة القديمة في الخليل.

وقدم شكره للحكومة الاسبانية ولقنصليتها العامة في القدس ممثلة ًبسعادة القنصل رامون أنسوين ووكالة التعاون الاسباني للتنمية ممثلة بمديرتها السابقة مارثا لورنزو ومديرتها الحالية لوريا اورباري. مشيراً الى أن علاقةٍ مميزةٍ تربط لجنة َإعمار الخليل بالقنصلية الاسبانية ووكالة التعاون التابعةِ لها منذ عام 1998 حيث لم تتوقف الحكومة الإسبانية عن دعم مشاريعَ لجنة إعمار الخليل, تم من خلالها ترميم مئات المباني واستحداث الحدائق والمرافق. وان هذه العلاقة توجت بإصدار هذا الكتاب, التي لم تتوانى في تمويل طباعته بلغتي الدولتين.

وأكد القواسمي على ان مدينة الخليل تعيش في ظل هجمة شرسة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال مشيرا الى القرار الأخير الجائر من الحكومة الإسرائيلية بالسماح بالبناء بالبلدة القديمة و الذي يظهر النوايا الإسرائيلية تجاه مدينة الخليل، حين أكدا على ان قضية الخليل تنتهي بطرد المستوطنين من البلدة القديمة وبأن المشروع الوطني يكمن بإنهاء الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

و في ختام كلمته قال القواسمي ان هذا الكتاب هو ثمرة جهد و تعب طاقم و موظفي لجنة إعمار الخليل الذين يسعون بكل الطرق و الوسائل الممكنة لإعادة الحياة إلى البلدة القديمة و إظهار جمالها و عمارتها.

و شكرت وزيرة السياحة و الآثار الدكتورة خلود دعيبس لجنة إعمار الخليل على العمل الرائع الذي تقوم به اللجنة قائلة "إن ما تشاهده من عمل هو دلالة واضحة على العمل و الجهد المبذول من قبل لجنة إعمار الخليل الهادفة الى الحفاظ على جمال و سحر البلدة القديمة في الخليل.

ثم نقل محافظ محافظة الخليل الدكتور حسين الأعرج تحيات الرئيس محمود عباس الى أهالي الخليل ، معبراً عن إدانته للقرار الإسرائيلي بالبناء داخل مدرسة اسامه ابن المنقذ.

وشكر المحافظ ، اللجنة على إطلاق كتابها المميز و الفريد الهادف إلى إظهار سحر و جمال البلدة القديمة بعبقها و تاريخها .

كما و عبر القنصل الاسباني رامون أنسوان عن سعادته لإصدار كتاب "الخليل القديمة سحر مدينة و عمارة تاريخيه" مؤكدا أن مدينة الخليل بقديمها تحمل في أزقتها وحواريها وأحواشها وبين عقودها عبق التاريخ وسحره ، و مؤكد دعم الحكومة الاسبانية للجنة إعمار الخليل التي تهدف لإعادة الحياة للبده القديمة. كما تمنى أن يكون هذا الكتاب وسيلة للتعريف بهذه المدينة العريقة شاكرا لجنة إعمار الخليل على العمل الرائع الذي تقوم به ضمن أصعب الظروف.

وبعد عرض تم من خلاله استعراض فصول الكتاب ومحتوياته, تحدث نظمي الجعبة محرر الكتاب ، مشيراً الى ان لجنة إعمار الخليل من خلال هذا الكتاب تحاول تسليط الضوء على تاريخ الخليل وعمارتها بأسلوب يسهل نقل المعلومة و يوضحها بشكل يعبر عن جمال المدينة. كما انه يقدم احد اكبر و انجح مشاريع الترميم في المنطقة بالإضافة إلي المباني السكنية و الحرف التقليدية.

و يشكل إصدار هذا الكتاب انجازا جديدا للجنة إعمار الخليل. التي سعت على مدار عمرها إلى الحفاظ على الموروث الثقافي في الخليل و حمايته من كل الأخطار سواء كانت من إجراءات الاحتلال الإسرائيلي المختلفة أو المستوطنين الذين من شانهم إعاقة إعادة تأهيل البلدة القديمة

وفي نهاية الحفل تم تكريم مؤلفي الكتاب الدكتور نظمي الجعبة, د. غسان الدويك, عبد الحافط ابو سرية, م. نهى دنديس, م. حلمي مرقه, يوسف الترتوري, محمد صبارنة وعماد حمدان ، كما تم تكريم مصممة الكتاب لينا صبح ومصوري الكتاب شركة اديومز فيلمز, وكذلك تم تكريم شركة جوال الراعية للاحتفال منتهية بتكريم القنصل الاسباني العام.

و كتاب "الخليل القديمة - سحر مدينة وعمارة تاريخية" يظهر الوضع الاقتصادي و السياسي لتاريخ مدينة الخليل الحاضنة للحرم الإبراهيمي. حيث تقدم للقارئ مدينه عربيه عريقة استمر وجودها-ولا يزال- أكثر من أربعة ألاف سنه و التي ما زالت تحمل لمسات الماضي بكل جماله لأحد المدن العربية الإسلامية القليلة التي حافظة على نسيجها العمراني و التاريخي .

أن هذا الكتاب يعتبر مصدرا مهما لدراسة التاريخ الحضاري الفلسطيني بشكل خاص و الحضارة الإسلامية بشكل عام. كما انه كتاب ليس لدراسة التطور الحضاري بحسب. بل أيضا لدراسة التطور الاجتماعي. حيث تنعكس عبر مبانيها و أحواشها كيف نمت وتطورت العائلات والحمائل والعلاقات الاجتماعية والأصول الدينية و العرقية.

انطلاقا من حرص القيادة الفلسطينية على الحفاظ على الخليل مدينه عربيه إسلاميه وصيانة تراثها الحضاري والثقافي ولإنقاذ البلدة القديمة من أطماع المستوطنين اليهود تم تشكيل لجنة إعمار الخليل بموجب مرسوم رئاسي من الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1996 و من شخصيات ومؤسسات وفعاليات محافظة الخليل.

ووضعت اللجنة اهداف من اجل مواجهة ومحاصرة الاستيطان اليهودي داخل البلدة القديمة، من خلال تطويق البؤر الاستيطانية بحلقات من المباني المأهولة لمنع توسعها أفقياً، ومنع التواصل العمراني لهذه البؤر بزيادة الكثافة السكانية العربية بينها بالإضافة على الحفاظ على التراث الثقافي، من خلال الحفاظ على عناصر الوحدة التكوينية للمبنى القديم وصولاً للحفاظ على النسيج العمراني بأكمله.

كما و قامت لجنة إعمار الخليل بإحياء البلدة القديمة، من خلال تعزيز ارتباط السكان بها، وإعادة استخدام المباني المهجورة، وتأهيل البنية التحتية، وربط البلدة القديمة بباقي أجزاء المدينة.