الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران عطاالله حنا يعود الى القدس في ختام زيارته الى روسيا

نشر بتاريخ: 10/08/2008 ( آخر تحديث: 10/08/2008 الساعة: 16:36 )
القدس- معا- عاد الى مدينة القدس ظهر اليوم الاحد المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بعد زيارة عمل ناجحة لجمهورية روسيا الاتحادية أستغرقت أسبوعا كاملاً.

زار خلالها مدينتي موسكو وسان بطرسبرغ وترأس عدداً من القداديس الاحتفالية وزار الأديرة والكاتدرائيات والكنائس الروسية كما ألقى سلسلة محاضرات في عدد من الأكاديميات والمعاهد اللاهوتية الروسية والتقى مع عدد من السفراء العرب المقيمين في موسكو, والتقى مع عدد من المسؤولين الكنسيين والمرجعيات الروحية الروسية.

وقبل مغادرته مدينة سان بطرسبرغ عائدا الى القدس وفي لافرا القديس الكسندرنفسكي التاريخية كان للمطران حنا حديثا مع عدد من وسائل الاعلام الروسية وكذلك مع التلفزيون الروسي الرسمي.

وقال "إننا نتطلع الى روسيا والى شعبها بكل فخر وأعتزاز وروسيا بلد ينظر اليه كافة الأرثوذكس في العالم لأنها دولة تفتخر بأرثوذكسيتها وهويتها الروحية الأصيلة (..) أن روسيا أكبر تجمع أرثوذكسي في العالم ونحن أذ نلتقي فيها نفكر بفلسطين وشعبها وألامها وأمالها ونصلي من أجل وطننا الجريح".

وأضاف في ختام زيارته "إن أجواء هذه الزيارة كانت روحية بأمتياز وأنا سعيد جدا لأن الزيارة جعلتني أتعرف عن قرب على الكنيسة الروسية والشعب الروسي. وأود أن أقول بأننا فخورون بالكنيسة الروسية فقد شاهدت بأم العين أثناء زيارتي نهضة روحية كبيرة وقد أصبحت الأديرة والكنائس والكليات ورشات عمل من أجل تقديم ما أهو أفضل من الخدمات الروحية, وما لمسته بأن من يزور هذه الكنيسة لا يشعر بالغربة بل يكون هنالك أحساس بأنه في بيته وبين أخوته فروح المحبة هي التي تسود".

ودعا الى توثيق العلاقة وتقويتها بين كافة البطريركيات والكنائس في العالم مذكرا ومنوها بأهمية العمل من أجل القدس والأراضي المقدسة. وأضاف "يؤسفني جداً بأن الكنيسة الأرثوذكسية في العالم غير موحدة. ولذلك وجب العمل من أجل تحقيق هذه الوحدة خدمة للأنسانية ودفاعا عن المظلومين والمعذبين في هذه الدنيا. أننا نريد أن نكون مرتبطين بشعبنا ونسعى من أجل موقف أرثوذكسي عالمي مما يحصل في فلسطين وأننا ندعو الى الوقوف الى جانب الحق ونعتقد بدون أي تحفظ بأن الحق مع الفلسطينيين. فكنيستنا هي الكنيسة الأم وتعاني ما يعانيه الكل في فلسطين. وما شاهدناه في روسيا بأن الكنيسة بقيت صامدة بالرغم من الظروف الصعبة التي مرت عليها وقد قامت هذه الكنيسة بأعمال بطولية. وما رأيناه هو أن شعبكم هو شعب مؤمن. وأضاف سيادته بأن علاقة كنيسة موسكو بكنيسة القدس هي علاقة أخوية لا سيما أننا في النهاية كنيسة أرثوذكسية واحدة".

ودعا المطران حنا كافة الكنائس الى التعاون والتعاضد "فنحن نعيش في عالم فيه ديانات وطوائف متعددة وعلينا أن ننبذ التعصب والعنصرية لأن الله محبة. ونحن في الشرق من واجبنا أحترام المسلمين ومن واجب المسلمين أحترامنا لا سيما أن المسيحية والاسلام هي من المكونات الروحية والانسانية الأساسية لمنطقتنا".

وقال: "المسيحية المشرقية أنطلقت من فلسطين ومن ثم أنطلقت الى العالم وللأسف وبسبب الهجرة أصبح المسيحيون أقلية في الموطن الذي أنبعث منه هذا الأيمان. ولكن أستطاع المسيحيون في المشرق العربي من تأسيس سلوك من التعايش بين الطوائف المتعددة وخاصة مع الأخوة المسلمين. وأن رسالتنا من هذا المكان التاريخي العريق هي رسالة المحبة والحوار والتلاقي والتضامن (..) وأقول للعرب وللفلسطينيين بأن الدفاع عن القدس وعن فلسطين يحتاج الى الوحدة العربية ويحتاج الى وحدة الشعب الفلسطيني".

وأضاف "أن كنيستنا مرتبطة روحيا بالقدس التي نستمد منها الأمل والرجاء ونحن متمسكون بمدينتنا ومقدساتنا ونعبر عن أعتزازنا بأنتمائتا الى الكنيسة المشرقية والى الأمة العربية والشعب الفلسطيني".

وقال المطران حنا "إننا نرفض رفضاً قاطعاً ربط الأسلام بالارهاب، فالارهاب قد يمارسه أشخاص قد يكونوا مسلمين أو مسيحين أو يهود. ولذلك فالتحريض على المسلمين مرفوض من قبلنا جملة وتفصيلا. فخبرتنا كمسيحيين عرب مع المسلمين هي خبرة تستحق التوقف لأنها تحمل الكثير من معاني الأخوة والمحبة والتضامن".

هذا وقد وصل المطران عطالله حنا الى القدس مختتما زيارته الى روسيا.