الجمعة: 23/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

أول الغيث قطرة بقلم : إبراهيم مخامره

نشر بتاريخ: 13/10/2008 ( آخر تحديث: 13/10/2008 الساعة: 19:46 )
بيت لحم - معا - قد أخالف رأي كل من يعتبر تصحيح وضع الاتحادات والأندية الرياضية، أو انطلاقة الدوري بكل الفئات ، او حتى تجنيد الأموال لدعم البنية التحتية والاتحادات والأندية هي الانجازات الحقيقية على الصعيد الرياضي، وان كانت هي وغيرها من العوامل الأساسية في تحقيق الانجازات ، وذلك لسببين :



الأول :

لان الأمور سالفة الذكر ليست الغاية الأساسية ، كون الانجاز مرتبط بالغاية من جانب ومدى التأثير على الواقع الاجتماعي من جانب آخر.

الثاني :

ثمة مفارقة كبيرة ما بين الانجاز وما بين المهام الماطة بالفرد أو المؤسسة والآليات والسبل التي تنتهجها للنهوض بالواقع الرياضي وصولا إلى الغاية المنشودة ، فالمهام الرياضية يمكن تعريفها بمجموعة الصلاحيات والمسئوليات المناطة بالفرد أو المؤسسة أو الهيئة لتحقيق أهداف معينة، في حين أن الانجاز الرياضي يمكن تعريفه بأثر مخرجات المهام وانعكاساتها الايجابية باتجاه التطور نحو الأفضل في جوانب السياسات العامة وفي مجالنا الرياضي على وجه الخصوص .

ان الانجازات الحقيقية التي لم يتم التطرق إليها بشمولية من قبل العديد من الزملاء ، مع أنها تشكل انجازات فعلية ونوعية بكل المقاييس وخرجت عن نطاق التوقع بالمقارنة مع الفترة الزمنية التي تم تحقيقها فيها تتجلى في الآتي :

أولا :

تغير النظرة والمفهوم الرياضي الذي كان سائدا لدى قمة الهرم السياسي ، وتأثيره على مؤسسات العمل الرياضي وانعكاساته على الواقع الاجتماعي والاقتصادي ، فالكل يعلم أن المفهوم الرياضي لدى القيادة السياسية على مدار حقبة تجاوزت "13 " عاما لم يتعدى عن كون الرياضة عبارة عن لعب وصحة على ابعد الحدود، في حين أن النظرة الآن تغيرت وأصبح ينظر إلى الرياضة على أنها مهمة وطنية تضاهي اكبر المهام الوطنية وبالتالي أدى الأمر إلى وضع الرياضة في مكانها الحقيقي ضمن أولويات العمل الوطني ، فلا اعتقد أن هناك انجاز اكبر من أن يولي رئيس السلطة اهتمامه بهذا الجانب ، وما تزكيته وتكليفه ومباركته لأحد القادة البارزين لتولي بعض المهام المفصلية في الرياضة الفلسطينية إلا دليل قاطع على تغير المفهوم ، ولا من انجاز يضاهي وقفة رئيس الحكومة أمام إحدى الهيئات العمومية لأكبر اتحاد متحدثا ومظهرا للاستعداد بالدعم " منا الفانلة ومنكم الأجسام " بمعنى منا اللباس والدعم المادي والوطني ومنكم العزيمة والإرادة والإصرار ، ليختتم هذا الانجاز برعاية أمين سر اللجنة التنفيذية لأحد الفرق الرياضية ومتابعة إخبارها ، هذا من جانب ومن الجانب الآخر فان مفاهيم البلطجة والعربدة والمحسوبية والنظرة الذاتية التي كانت تسود أحيانا آخذة في الاندثار ، في ظل سيادة القانون والنظام ، وأصبح الوسط الرياضي ينظر بمنظور المصلحة العامة أكثر نسبيا من السابق

ثانيا :

البنية التحتية والإنشاءات : إن ما يمكن تدوينه في صفحة الانجازات على هذا الصعيد ، هو أننا نتحدث بمعيار كمي ، وأضحينا نقول " ارتفعت عدد الملاعب المنجلة في المحافظات الشمالية بنسبة فاقت أل 50% عما كانت علية وهذا الارتفاع أدى إلى انخفاض نسبة الإصابات الرياضية وارتفاع عدد الراغبين في مزاولة الأنشطة ، وتطور ملحوظ في مستوى الأداء وارتفاع عدد المتفرجين ، والاقتراب من أبواب المنافسة العربية على اقل تعديل.

ثالثا :

الزيادة النوعية غي عدد رواد المؤسسات الرياضية ، حيث أصبحت المؤسسات الرياضية تعج بالمراجعين حرصا على مؤسساتهم وزادت المتابعات حتى أصبحت بشكل يومي بعد أن كانت بعض المؤسسات أشبه بالدكاكين وتتسم بالعمل الموسمي ، وهذا بدوره أدى إلى زيادة رواد الأندية على سبيل المثال .

رابعا :

خاتمة الانجازات النوعية الواردة في هذا المقال ، ما نشهده من اهتمام عربي ودولي بالرياضة الفلسطينية ، فكما تصدرت القضية الفلسطينية قائمة القضايا السياسية فان الرياضة الفلسطينية تسير بخطوات متسارعة لأخذ مكانتها الطبيعية بين الرياضة العربية والدولية ، فالاهتمام العربي والدولي الذي تجسد في العديد من النشاطات والزيارات هو مؤشر حقيقي لمدى الاهتمام والذي جاء نتيجة للجهود المبذولة وغير العادية ، فزيارة رئيس إمبراطورية كرة القدم لفلسطين وحضوره افتتاح إستاد الشهيد فيصل الحسيني ليس بالأمر السهل والبسيط لما تحمله من معاني ومغازي ومكاسب واعتبارات أعمق واشمل من النظر إليها كزيارة لحفل افتتاح ،. وفي هذا السياق فان انجازنا لم يكتمل في هذا المجال إلا بعد أن تأخذ فلسطين المكانة المناسبة في نسيج الهيئات العربية والدولية .



ونهاية القول " أول الغيث قطرة " وهذه الانجازات شكلت القطرة واللبنة الأساسية لمنظومة رياضية قابلة للحياة والتطور ، وإذا ما أردنا التطور وحصد الانجازات وبناء المنظومة المنشودة التي نطمح اليها استوجب الأمر منا جميعا العمل على أساس من التعاون والتكامل ، ولا يهم لمن تعزى هذه الانجازات لان الوطن اكبر من الجميع ، وصاحب الانجاز هو من يجبر الناس على الاعتراف بانجازاته من خلال عمله الفعلي .