الجمعة: 01/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عميدة الأسيرات الفلسطينيات سونا الراعي رحلة نضال ومعاناة ستتوج بتحررها القريب

نشر بتاريخ: 22/10/2008 ( آخر تحديث: 22/10/2008 الساعة: 09:10 )
قلقيلية- معا- في السادس والعشرين من هذا الشهر ستشرق شمس حرية سونا الراعي عميدة الأسيرات الفلسطينيات، وسيتم إطلاق سرحها من سجن الدامون بعد اعتقال هو الثاني لسونا، دام 12 عاماً امتلأت بالمعاناة والحرمان والعزل.

كبرت سونا الراعي الطفلة إلى جانب شقيقها القائد الشهيد إبراهيم الراعي والذي "قتلته المخابرات الاسرائيلية" في 13 نيسان 1988، بعد أن رفض الاعتراف بما نسب إلية من عمليات وأنشطة مختلفة رغم أساليب التحقيق التي مورست عليه ورغم اعتقال شقيقته سونا لمدة تزيد على الشهر للضغط عليه.

لقد انخرطت سونا في سن مبكر عندما كانت 16 عاماً في النضال الوطني والمجتمعي بحكم بيئتها العائلية وقربها من الشهيد إبراهيم فكانت من السباقات إلى تشكيل لجان المرأة الفلسطينية، ومن ثم الانخراط في صفوف الجبهة الشعبية حتى "دق ناقوس الثأر" في الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد القائد إبراهيم الراعي، حيث نفذت عملية إطلاق النار على معبر الكرامة ( جسر اللنبي) ضد الجنود والحراس الاسرائيليين، ما أدى إلى أسرها والحكم عليها لمدة 12 عاماً.

في ذلك الوقت كانت سونا أم لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات ولكنها كانت "مسكونة بوعد الانتقام" لشقيها الشهيد وقناعتها المطلقة بقدرة المرأة الفلسطينية على المشاركة في كل أشكال النضال الوطني "جرياً على طريق ليلى خالد والشهيدات الفلسطينيات شادية أبو غزالة ودلال المغربي وتغريد البطمه وغيرهن الكثير من الطليعيات والشهيدات والأسيرات".

بدأت سونا مسيرتها الاعتقالية من اليوم الأول في ظروف قاسية جداً، حيث تعرضت للتعذيت في التحقيق، وبنفس الوقت وضعت في السجن بين المعتقلات اليهوديات الجنائيات لعدة سنوات بسبب عدم وجود أسيرات أمنيات في ذلك الوقت، حيث تم إطلاق سراح جميع الأسيرات الفلسطينيات في صفقات التبادل السابقة.

لذا عاشت سونا في هذه المرحلة أقسى أيام حياتها، حيث كان يتم الاعتداء عليها يومياً وكانت تتشاجر يومياً مع الجنائيات وأمضت معظم تلك السنوات في زنازين العزل بحكم انحياز إدارة السجن للجنائيات ضد سونا.

ومما زاد الأمور تعقيداً في حياتها الاعتقالية هو حرمانها من زيارات الأهل لمدة 8 سنوات، حيث لم يتمكن أبنها الوحيد محمد من زيارتها إلا مرة واحدة طول فترة اعتقالها، في وقت رفض فيه الاحتلال إعطاء تصاريح زيارة لأشقائها وأقاربها من الدرجة الثانية "لأسباب أمنية".

عاشت سونا دقائق وأيام أسرها صامدة ومثابرة وتجاوزت جحيم الجنائيات ومعاناة الأسر القاسية وها هي تقترب من باب الحرية تاركة وراءها في زنازين العزل العشرات من الأسيرات الفلسطينيات ينتظرن الفرج.