الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

فروانة: اللجوء للعنف والقوة المفرطة في التعامل مع المعتقلين يتصاعد بشكل غير مسبوق

نشر بتاريخ: 22/10/2008 ( آخر تحديث: 22/10/2008 الساعة: 10:19 )
رام الله -معا- أدان الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر عوني فروانة بشدة صمت المجتمع الدولي بكافة مؤسساته الحقوقية والإنسانية، تجاه ما وصفه باستمرار الاستخدام المفرط للقوة بحق المعتقلين الفلسطينيين في سجون ومعتقلات الإحتلال، مما منح سلطات الإحتلال الضوء الأخضر في التمادي في سياستها المؤلمة دون رادع وبعيداً عن الملاحقة والمحاسبة لمقترفيها، مما أدى الى استشهاد ( 7 ) معتقلين واصابة المئات.


جاء ذلك في بيان صحفي أصدره اليوم بمناسبة الذكرى الأولى لأحداث معتقل النقب الصحراوي، حينما احتج المعتقلين على سوء معاملتهم من قبل الإدارة في الثاني والعشرين من تشرين أول / أكتوبر من العام الماضي، فتدخلت القوات الخاصة ولجأت لإستخدام القوة المفرطة، مما أدى الى لإستشهاد المعتقل محمد صافي الأشقر بعد اصابته بعيار ناري في الرأس واصابة المئات من المعتقلين باصابات مختلفة منها الخطيرة.

وفي السياق ذاته انتقد فروانة كافة المؤسسات المحلية الحقوقية والإنسانية على قصورها في توثيق تلك الأحداث ومتابعتها واثارتها دولياً، ضمن استراتيجية واضحة تكفل أن تُبقي هذه القضية حية، الأمر الذي من شأنه - فيما لو حصل - أن يؤثر ايجاباً على المؤسسات الدولية ويدفعها للتحرك الجدي لوضح حد للانتهاكات الخطيرة بحق المعتقلين بشكل عام، والإستخدام المفرط للقوة بحقهم بشكل خاص وملاحقة مقترفيها واتخاذ إجراءات جادة لمنع تكرارها.

وأكد فروانة أن اللجوء للعنف الشديد و الإستخدام المفرط للقوة في التعامل مع المعتقلين، قد تصاعد في السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق، ولم يَعد بالحدث الاستثنائي والنادر، بل أصبح يشكل ظاهرة وسياسة ثابتة وممنهجة، اعتمدتها كافة المؤسسات الأمنية، وينتهجها كل من يعمل بها بمن فيهم الطبيب والممرض، وأخذت شكلاً أكثر تنظيماً في السنوات الأخيرة تمثلت في تشكيل وحدات خاصة في كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية أطلق عليها اسم " نخشون " و" ميتسادا " ، ومهمتها اذلال المعتقلين والتفنن في إلحاق الأذى والألم الجسدي بهم، وزُودت بأسلحة مختلفة بما فيها الأسلحة النارية ذات الذخيرة الحية القاتلة المحرمة دوليا، بهدف التدخل السريع لقمع المعتقلين العُزَّل تحت حجج واهية وعديدة، وأحياناً تفتعل التصادم والإحتكاك بغرض ايجاد مبرر لإستخدام القوة كفرض ارتداء " الزي البرتقالي " أو اجبارهم على التفتيش العاري.


واضاف:" أنه وبعد مرور عام على استشهاد " الأشقر" واصابة المئات من المعتقلين، وما أعقبه من فعاليات واحتجاجات وبيانات الإدانة والإستنكار، بالإضافة للتحركات الجدية آنذاك من قبل المؤسسات ذات الصلة لاسيما وزارة الأسرى والمحررين، لم ننجح في وضع حد وللأسف الشديد لإستخدام القوة المفرطة بحق المعتقلين، مبيناً أن السبب في ذلك يعود الى أن جميع تلك التحركات لم تتوحد، ولم تتواصل بنفس الزخم، وبالتالي لم ترتقِ جميعها الى مستوى الفعل المؤثر الذي يمكنه أن يُغير من سياسة ادارة مصلحة السجون تجاه المعتقلين، وبالتالي عادت نفس الوحدات وبعد فترة وجيزة للجوء لإستخدام العنف والقوة ضد المعتقلين، ونفذت بعدها عشرات عمليات القمع بحق المعتقلين بشكل فردي وجماعي وفي أكثر من سجن ومعتقل مما أدى الى اصابة العديد من المعتقلين.

وأوضح فروانة الى أن عدم استشهاد أي معتقل جراء استخدام القوة ضده منذ استشهاد " الأشقر " في 22 أكتوبر من العام الماضي، لا يدلل بالمطلق على أن ادارة السجون قد تراجعت في استخدامها للقوة بحق المعتقلين، ولا يعكس حقيقة ما يجري داخل السجون، بل على العكس تماماً، عمليات القمع واستخدام القوة المفرطة بحق المعتقلين قد تصاعدت بشكل ملحوظ وغير مسبوق خلال الفترة الممتدة من أكتوبر 2007 ولغاية أكتوبر 2008، وأدت الى الحاق الأذى المعنوي والجسدي بحق المئات من المعتقلين .

وتعقيباً على ذلك قال فروانة: يبدو أن تلك الوحدات قد تعلمت من تجربها واستخلصت العبر من ردات الفعل بعد استشهاد " الأشقر "، وبالتالي فهي تتجنب قتل المعتقلين، فيما تسعى لإذلالهم وإيلامهم والمساس بكرامتهم أكثر فأكثر، مما فاقم من أعداد المصابين بشكل كبير، على اعتبار أن ردود الفعل في مثل هكذا حالات أقل بكثير من تلك الردود عقب استشهاد " معتقل "، وهذا وللأسف الشديد ما نلاحظه حقيقة من قبل المؤسسات المحلية ، الحقوقية والإعلامية.

وذكر فروانة أنه ومنذ آب / أغسطس عام 1988 استشهد جراء الاستخدام المفرط للقوة من قبل ادارة السجون والمعتقلات الإسرائيلية ( 7 ) سبعة معتقلين هم : أسعد الشوا، وبسام الصمودي واستشهدا بتاريخ 16-8-1988 في معتقل النقب، نضال ديب واستشهد بتاريخ 8-2-1989، عبد الله أبو محروقة واستشهد بتاريخ 12-9-1989 في معتقل أنصار 2 بغزة، صبري عبد ربه استشهد بتاريخ 7-7-1990 في معتقل عوفر، موسى عبد الرحمن واستشهد بتاريخ 18-1-1992، بالإضافة الى محمد الأشقر والذي استشهد بتاريخ 22-10-2007 في معتقل النقب.

وطالب فروانة كافة القوى الفلسطينية والمؤسسات ذات الصلة بالأسرى وبحقوق الإنسان، بتحمل مسؤولياتها الوطنية والإستفادة من التجارب السابقة، وتوثيق تلك الأحداث ومتابعتها والحصول على شهادات حية من قبل المعتقلين، واعادة النظر في كافة الفعاليات التضامنية مع الأسرى والتي هي بحاجة الى تطوير والإرتقاء بها، وابتداع أساليب أكثر تأثيراً، بما يوازي حجم "الجرائم" التي ترتكب بحق المعتقلين.