الخميس: 29/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

الحديث ذو شجون ***ذروة الغرور! بقلم :فايز نصار

نشر بتاريخ: 23/11/2008 ( آخر تحديث: 23/11/2008 الساعة: 19:11 )
بيت لحم - معا - لم أسمع قبل اليوم أن لاعبا تجرأ على أطلاق تصريح مغرور ، مثل البرتغالي كريستيانو رونادو ، الذي اعتبر نفسه اللاعب رقم 1 ، والرقم 2 ، والرقم 3 ... وكأن شقائق الرجال من كل الأجناس والأعراق لم يلدن الا كريستانيو أفندي !

قبل هذا التصريح الموتور ، كنت اقدر نجومية الفتى البرتغالي ، الذي تفتقت معالم عبقريته في المان يونايتد ، ونجح الجنتلمان البرتغالي في كتيبة السير اريغسون انجليزيا وأوروبيا ، تماما كما نجح الشياطين الحمر على الجبهتين ، قبل أن يولد كرستانيو ، وقبل أن يأتي الوسيم البرتغالي إلى الملاعب في بلاد الضباب .

الكلام الكبير الذي قاله كريستيانو تواردته كل صحف المعمورة ، ولم اسمع بصحيفة واحدة فندت الأمر على لسان رونالدو ، بما يؤكد أن التصريح ثابت ، وان الرجل لم يشاهد في المرآة إلا مواهبه ، وعبقريته ، رغم أنه - وهذا ثابت في كل البالماريسات - لم يقد البرتغال للقب أوروبي أو عالمي واحد ، فكيف قبل على نفسه أن يكون النجم الأوحد في هذه المعمورة ؟

في مونديال السويد سنة 1958 كان جلاد الحراس الفرنسي فونتين يهز كل الشباك ، ويسجل في مرمى كل الحراس ، فجمع ثلاثة عشر هدفا ، تمثل الرقم القياسي لكل المونديالات ... ورغم ذلك رفع فونيتن القبعة للفتى القادم بيليه ، الذي ظهرت بصماته الأولى فوق المستطيل الأخضر فى البلاد الاسكندينافية .

وعلى مدار ثلاثة مونديالات ظل اسمر البرازيلي اللؤلؤة الكروية السمراء ، التي أسمعت العالم صوت الكرة الصفراء ، القامة من حواري الريو والفاسكو ، ولكن هذا الإجماع على بيليه لم يجعل الرجل يقول انه اللاعب رقم واحد ، أو عشرة في هذه المعمورة ، لان الملاعب الخضراء كانت حافلة بالنجوم ، من مختلف المدارس الكروية ، وخاصة القيصر الألماني بكنباور ، والساحر الهولندي كرويف ، تماما كما أن بكنباور وكرويف قبلا موقعها على سلم النجومية وراء بيليه ، لأنهما بصما بالعشرة للجهورة البرازيلية !

ومنذ مونديال الشباب بطوكيو سنة 1997 أنجبت الملاعب نجما جديدا ، ولد وملعقة العبقرية الكروية في فمه ، انه مارادونا ، الذي رسم اللمحات الفنية الجميلة في كل الملاعب ، وقاد التانغو للتاج العالمي وللوصافة ، وقاد نابولي المجهول الهوية في الكالتشيو للسكوديتو ثلاث مرات ، ورغم ذلك - ورغم مزاجه المتقلب - لم يقل مارادونا إنه النجم الأوحد في هذا العالم ، لأنه كان يقدر نجوما آخرين ، كانوا يتحفون عشاق المستديرة ، من أمثال الفرنسي بلاتيني ، والهولندي رود غوليت ، والبرازيلي زيكو !

وبعد مارادونا جاء الفرنسوجزائري زيدان ، ومن بعده رونالدينو ، وكلهم اقتنعوا بموقعهم بين خيرة النجوم ، وقبلوا التناوب على ترتيب أفضل النجوم ، راضين باختيارات النقاد والإعلاميين ، وغير مزكين لأنفسهم ، لأن الرأي أولا وأخيرا للمحللين ، الذين يختارون بناء على عطاء اللاعب في الميدان مع فريقه ، ومع منتخب بلاده ، وأيضا بناء على نتائج فريقه ومنتخب بلاده ، إذ لا يعقل أن يختار نجم من فريق مجهول الهوية ، لأن النجم المبدع لا بدّ أن لمساته ستقود فريقه إلى المراكز المتقدمة .

نعترف أن كريستانيو رونالدو من أفضل النجوم حاليا ، ولكن هناك أيضا ليونيل ميسي الذي قاد الأرجنتين لذهبية أولمبياد بكين ، وهناك كريم بن زيمة ، الذي تتهافت الأندية على خطب توقيعه ، وهناك أيضا الأنيق الطوغولي اديبايور ، الذي أستطاع أن يملا الفراغ الذي تركه هنري في الارسنال ، وهناك كثير من النجوم القادمين ، مما يؤكد أن رونالدو ليس النجم الأوحد في هذا الكون .

كلام كبير قاله رونالدو البرتغالي ، واخشي أن تكون نهاية حقبة كريستيانو بعد هذا التصريح المغرور ، والأمل في أن يتعلم نجومنا التواضع ، من نجوم اللعبة الذين ما زكوا أنفسهم يوما ، وزكتهم أقدامهم ، التي كانت ترسم اللوحات الجميلة ، وتساهم في صنع الانتصارات مع الأندية والمنتخبات !

والحديث ذو شجون

[email protected]