الثلاثاء: 03/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

خسرنا ولكن كنا نداً بقلم: علي عبيدات

نشر بتاريخ: 26/11/2008 ( آخر تحديث: 26/11/2008 الساعة: 21:46 )
بيت لحم - معا - مقولة الكاتب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني، لا تمت قبل أن تكون ندا، خطرت ببالي بالأمس عندما كنت أفكر في مواجهة فريقنا الفلسطيني واد النيص، مع الفيصلي الأردني في إياب الدور الـ 16 من بطولة دوري أبطال العرب، فقلت في مخيلتي لن نذهب إلا لنكون ندا.

ورغم أني تمنيت أن ترسم شبابة الوادي لوحة النصر هناك في الأردن، وأن تصدح النسوة بأنشودة الفجر هنا في فلسطين، إلا أن أبناء الوادي الميامين، رفعوا بكل شرف راية فلسطين، ولم يخيبوا ظني أبدا، فكانوا ندا.

فكان أحمد العلان الجلاد، في موعد مع فرسان اللعبة أبناء أبا حماد، لم ينتصروا، لكنهم لم يستسلموا، وبرهنوا مجددا أن عزيمة الفلسطينيين لا تنحني، وأن الهزائم والكبوات تكون الولادة، ورغم شح الإمكانيات، يكون الفلسطينيون في الريادة.

لا شك أن الكل في فلسطين تفاعل، مع كل لاعب نافس على الكرة وقاتل، هتفنا بملئ الحناجر، رغم الاحتلال رغم الجرح المكابر، خلف فريق مسافر، مع كل نقلة وكل تسديدة، يؤكد أن في فلسطين شعبا يعشق وطنا ليس بحقيبة، وأنه ليس بمسافر.

قد لا تُعزف الشبابة اليوم في الوادي، ويغادر سرب البلابل بحثا في البوادي، قد لا تزغرد النسوة، ولا ينتظم في حلقة الدبكة زملاء وأخوة، إلا أن علامات النصر سترفع لتحد تحقق، والأيدي ستصفق لفجر تشقق.

فالوادي لم يمشي على العادة، وأداؤه في الملعب كان الشهادة، لم تتلقى شباكنا كثيرا من الأهداف، ولم يستسلم لاعبينا تحت وطأة الهتاف، أثبتوا بكل حرية، أن القدس كانت وستبقى عربية، كانوا بقلوبهم يرددونها رغم أنهم بآذانهم يسمعونها مختلفة، فالقدس بالأمس في الأردن كانت بهتاف مشجعي الفيصلي هاشمية.

كلهم اليوم كانوا نجوما، من العباسي صخرة الحراس، إلى الحجازي سامر وأبناء حماد يرفعون الرأس، ومن أمامهم مراد إسماعيل وفادي سليم شديدي البأس، وفي المقدمة أشرف النعمان، وأحمد العلان جلاد الحراس.

البعض قال أن الوادي سيكون للزعيم الفيصلي صيدا ثمينا، إلا أن أبناء الوادي الشجعان، ومعهم العباسي حاتم وأبناء الجبل الحجازي والعلان، وإلى جانبهم مراد إسماعيل وفادي سليم نجم السمران، كانوا على قدر التحدي وشكلوا سدا متينا.

لقد كان الوادي اليوم ندا، ووقف دفاعه أمام هجوم الفيصلي سدا، وكعادة الفلسطينيين دائما لا ينحنون للأسماء الكبيرة أبدا، وقف أبناء الوادي، عزفوا أنشودة الصمود والتحدي كحسون شادي، فرفعنا لهم القبعات إعجابا، وصفقنا لهم بالروح وبالأيادي.

وسيشهد كل من شاهد اللقاء، على كتيبة درَست فن الانتماء، ومثلت شعبا سطر أسطورة الصمود والبقاء، فكانوا خير مدافعين، وكانوا خير مهاجمين، ولا فرحةً ستوازي، فرحة الفلسطينيين بهدف أبن المكبر سامر حجازي.

لم تأت الرياح كما اشتهت أمانينا، فالسعي إلى النصر دوما هاجسا فينا، إلا أن الهزيمة لا تعني عيبا مُشينا، ورغم الخسارة على الأداء الرائع نقدم تهانينا، وسنستقبل الفريق بزغاريدنا ودبكتنا وأغانينا، وسنرفع القبعة لفرسان أدوا ما عليهم.

فقد كانوا مقاتلين في الميدان، نسورا محلقةً فرسان، مدفوعين بشوق إلى رسم النصر، لشعب طال عليه بزوغ الفجر، فكانوا كلوحة فنان، مع أبناء حماد ونعمان، خير سلف لأبناء يوسف وعثمان، مع الحجازي والعلان، وفادي سليم ومراد إسماعيل وحاتم العباسي العنوان.

سنخترق القاعدة، ونبدل العادة، فهزيمة الوادي اليوم كانت شهادة، لكرة فلسطينية مجدها طور الولادة، مع اتحاد كرة فيه خير القيادة، إلى المجد سنمضي، ولن يطول الانتظار، فقريبا سيكون للكرة الفلسطينية انتصار.

وأخيرا لتعزف شبابتك مجددا يا أبا حماد، فنحن بانتظارك هنا عند العودة غدا إلى البلاد، فرفاقك كانوا على العهد، ورغم الخسارة حققوا المجد، سننظرهم لتزغرد النسوة، وينتظم في حلقات الدبكة رفاقٌ وإخوة.