الخميس: 17/07/2025 بتوقيت القدس الشريف

فاكهة الملاعب ...دوري المعجزات أهل واد النيص لإحراج الفيصلي والشارع الرياضي يطالب بحرب مفتوحة على المشاغبين

نشر بتاريخ: 02/12/2008 ( آخر تحديث: 02/12/2008 الساعة: 21:26 )
بيت لحم - معا - متابعة وتحليل - فايز نصار - أنهى نادي واد النيص التلحمي مهمته العربية بكل كفاءة واقتدار ، وخرج من البطولة مرفوع الرأس ، متوجا بإشادة عربية ، أعادت الاعتبار للكرة الفلسطينية ، التي لن تعود بعد اليوم حصان المرور ، ورقم العبور للأندية والمنتخبات ، بل ستكون- بإذن الله - دائرة للفعل وتشريف الوفادة ، والارتقاء في التمثيل العربي والآسيوي والدولي ، إلى مستوى يليق بتطلعات هذا الشعب الماجد !

عندما يتعذب الفيصلي

المهم أنت واد النيص خسر رهان الفيصلي ، الذي تعرض لامتحان صعب أمام فتية أمنوا بقدراتهم ، وتحمسوا لتشريف شعبهم ، ووضعوا زعيم الكرة الأردنية الفيصلي في الزاوية ، تاركين نجوم الكرة الأردنية يتعذبون قبل إعلان الحكم البحراني إنهاء المنازلة .

ولسنا هنا بصدد تعداد أسباب الخسارة ، لأن الطبيعي أن يخسر واد النيص وغير واد النيص ، من الأندية الفلسطينية وغير الفلسطينية أمام الزعيم الأردني أمر طبيعي ، باعتباره وصيف أندية العرب ، وبالنظر للخبرة التي يملكها لاعبوه ، والعدة والعتاد التي توضع تحت تصرف نصف الكرة الأردنية ، التي يمثل الوحدات نصفها الثاني .

مباراة المنفى

ولسنا هنا بصدد صبّ اللعنات على العارضة ، لأن هذه الخشبة التي طالما غير النتائج عاندت فرسان الواد التلحمي ، ولكن أليس من حقنا أن نتساءل عن الدور الذي لعبه الملعب ، في تحديد النتيجة ، اذا كان المحللون لا يختلفون في أن الأرض تقاتل مع أهلها ، وان الجماهير لها أثر كبير في تحفيز اللاعبين ، وحثهم على الفوز ؟

الأكيد أن النيصة افتقدوا هذا العامل المؤثر ، وربما كانوا سيطيحون بالفيصلي لو أن المباراة لعبت على ملعب الخضر أو ملعب أريحا ، ولكن صبرا آل حماد فان علينا كفلسطينيين تحمل قرارات المؤسسات العريبة ، على أمل أن يأخذ سعادة أمين عام الاتحاد العربي الأستاذ عثمان السعد الأمر على محمل الجد ، ويعمد إلى اتخاذ القرارات ، التي من شأنها ترسيخ صمود شبابنا على هذه الأرض ، وليس أقل هذه القرارات ، أن تلعب الأندية التي تستطيع الدخول إلى فلسطين ، عبر العلاقات مع دولة الاحتلال على الملاعب الفلسطينية .

فاكهة الجولة 14

نعم .. لقد خرج واد النيص من بطولة العرب ، بعد عرض طيب لجميع لاعبيه ... وفور عودته من الزرقاء توجه إلى منازلات جديدة ، فكان لقاؤه بالثقافي فاكهة الجولة الرابعة عشرة ، ولا نقصد هنا النتيجة العريضة التي خرج بها واد النيص فقط ، لان المباراة كانت راقية المستوى ، وخاصة من قبل نجوم الواد ، الذين حيروا فناني الثقافي ، فرفع العنابي القبعة احتراما لسفيرنا العربي ، الذي أكد انه أهل للتمثيل الدولي .

مكرمة تلفزيون العرب

الجماهير الرياضية ، التي وقفت مع واد النيص من وراء الشاشات ، تدغدغت عواطفها بالإطراء الواقعي ، الذي حبا به المعلق الأستاذ محمد المعيدي فريق واد النيص ، فاكتسب الواد قاعدة رياضية واسعة في مختلف محافظات الوطن ، والاهم أن الجمهور الرياضي الفلسطيني ، وقف على عينة من مكارم راديو وتلفزيون العرب ، المؤسسة الرائدة ، التي ترعى بطولة أبطال العرب ، وبطولة الدوري التصنيفي عندنا ، ولذلك وجد المشاهد الكريم نفسه بصدد مقارنة لا تبدو متكافئة بخصوص الفرق بين نقل المباريات العربية والمباريات المحلية على الشبكة نفسها .

كرة القد في البيوت

ولست هنا بوارد تقييم أداء المؤسسة الناقلة لمبارياتنا - شكلا ومضمونا - لان التقييم سيكون بعد انتهاء المهمة ، وبعد الوقوف على حجم التطور في النقل ن جولة بعد أخرى ، لأننا اتفقنا على أن لا نذم ولا نشكر ، إلا بعد سنة وستة أشهر .

ولكن تأجيل التقييم بقصد التقويم لا يمنعنا من الإشادة بالشبكة ، وبكل الساهرين على نقل المباريات ، من المصورين والمخرجين والفنيين والمعلقين ، لأنهم ادخلوا كرة القدم الفلسطينية إلى كل البيوت ، وساهموا في هذا الحراك المحمود في ملاعبنا ، التي عادت الروح إلى مدرجاتها .

تحليل المباريات

ولا يجب أن تقتصر الإفادة من النقل التلفزي على الجماهير الرياضية ، لأن الفنيين في الأندية يجب عليهم تسجيل جميع المباريات ، للاطلاع على مستوى الفرق ، ودراسة خططها وأساليب أدائها قبل مواجهتها ، وهذا ما من شانه تحسن الأداء ، ، وإثراء الحوار التكتيكي بين الفنيين وبالتالي تطوير المستوى الفني... أقول هذا وأنا متأكد أن كثيرا من أنديتنا لا تكلف نفسها حتى عناء تسجيل المباريات ، رغم أن العملية غير مكلفة ، وفي متناول الجميع من الناحية الفنية ، وحتى الحكام يجب عليهم تسجيل المباريات لتقييم أداءهم وأداء رفاقهم ، لتحسين الأداء في المباريات التالية .

المهمة الإعلامية

ولا شك أن نجاح النقل التلفزيوني للمباريات خطوة أخرى في الاتجاه الصحيح تسجل للاتحاد القائم على العملية الكروية ، وخطوة مشجعة تسجل للإعلاميين الفلسطينيين ، ممن يسهرون حتى مطلع الفجر للمساهمة في إنجاح الدوري ، ولكن هذا العمل شبه الطوعي لا يجب أن يكون بتجاوز خطوط المهمة الإعلامية ، لأن كثيرا من الحكام ومراقبي المباريات اشتكوا من تجاوز بعض الإعلاميين لمهامهم ، وتحولهم إلى مناصرين للفرق ، وأحيانا إلى مدربين ، رغم أنهم دخلوا محيط المستطيل الأخضر ببطاقاتهم الصحفية .

جدارة الصدارة !

قلنا : إن واد النيص فاز على الثقافي ، وجاءت خسارة المركز غير المتوقعة أمام أبو ديس لتكمل حلقة الخسارة الكرمية ، إذ لأول أسبوع يخسر المركز والثقافي معا ، ومع خسارة المركز خلي الميدان لأم حميدان ، فاستغل الرائد الامعري الفرصة ووسع الفارق ، متنفسا الصعداء ، بعد تجاوزه استحقاقات البقاء ، للتفرغ للمهمة التي خطط لها البلعاوي ، وكتيبته الغزاوية منذ البداية ، لأن أمر اللقب بات قاب قوسين أو أدنى من أخضر رام الله .

جبل المكبر المقدسي لم تلن قناته بعد ، وقد يكون له رأي آخر في كلامي هذا ، لأن رفاق احمد علان يرابطون على بعد ثلاث نقاط فقط من الرائد ، بعد تجاوزهم الصعب للإسلامي التلحمي ، الذي لم ينهزم بسهولة ، ولكن لاعبي المكبر يرون أن فريقهم حقق الأهم ، وظفر بالنقاط الثلاث ، قبل مباراتهم الأسهل أمام العربي .

الغزلان قادمون ..

والحديث عن مجموعة المنطقة الخضراء يجرنا لغزلان الجنوب ، الذي يطبخون على النار الهادئة ، ويقتربون بخطة مدروسة من الكوكبة ، فحق لمشجي الظاهرية الزهو بفريقهم ، الذي لم يتأثر أداؤه بغياب الفنان حسام وادي ، لان الشيخ سالم الأطرش عوض كل شيء بهدف باغت به فريق يطا المجتهد ، لينال الغزلان عن جدارة لقب أمير المباريات المحلية ، لأنه انتزع تسع نقاط من مبارياته الثلاث أمام الأهلي والشباب ويطا .

وفي المنطقة الخضراء أيضا مؤسسة البيرة ، التي يقودها ناصر سليم لحلقة جديدة من النجاح ، حي لم تكن المأمورية سهلة أمام جنين ، المتشبث بالممتازة حتى آخر رمق ، والذي لن يتوقف عن النضال الكروي -كشأن كل الأندية -حتى آخر صافرة في هذا الدوري ، وبهذا الفوز اقترب زملاء عبد الجواد من المقدمة ، على بعد ست نقاط فقط من الرائد .

انطلاقة بني هلال !

وتغلق منافذ المنطقة الخضراء لهذا الأسبوع عند الهلال المقدسي ، الذي يواصل مسيرته المظفرة ، التي جلبت له 15 نقطة في خمس جولات متتالية ، بعد قدوم المعلم نعيم سويريكي ، وللفريق مباراة متأخرة أمام واد النيص ، وهي مباراة غير مضمونة ، تماما كما أن مباراته مع العميد ستكون أصعب امتحان للفريقين ، لأن وضع شباب الخليل لا يحتمل خسارة أخرى .

بين عسكر وبلاطة

وبعد فترة حرجة عاد العسكر لدائرة الفعل والفوز ، وخرجوا برباعية رائعة أمام صور باهر ، ورغم ذلك ما زال الفريق النابلسي يحتاج إلى مزيد من العمل ، ومباراته القادمة مع الثقافي غير مضمونة للجانبين ، وبجانب العساكر يرابط الخضراوية ، الذين تراجعوا في الجولة الماضية أمام الرائد ، وبعدهم مباشرة مركز بلاطة المكتفي بالتعادل مع السلاونة .

نداء العميد !

وقد شهدت الجزولة 14 نتيجتين غير متوقعتين ، كانت الأولى فوز أبو ديس على المركز ، والثانية فوز حامل المصباح الأحمر العربي على شباب الخليل ،فوضع محبو العميد أيديهم على قلوبهم ، تحسبا من مصير لم يحسب حسابه ، والأمر يقتضي وقفة جادة من كل المخلصين ، كما دعا زعيم أنصار الشباب الخميني ، لأن خسارة الشباب تمثل خسارة للكرة الفلسطينية بأسرها ، وإنقاذ الفريق ممكن إذا خلصت النوايا ، لان الفريق يملك تعدادا من اللاعبين القادرين على انجاز مهمة الخلاص .

حيرة الريحاوية

أهلي الخليل بدوره ما زال في أجواء المنطقة البرتقالية ، وهو حقق تعادلا متأخرا مع هلال أريحا ، الذي يليه في المنطقة نفسها ، وقد أصبحت المباراة مفتوحة ، فكان بإمكان الأهلي الفوز بنتيجتها ، تماما كما أن الهلال كان بإمكانه الحفاظ على تقدمه ، فيما لم يستفد الإسلامي من هذه الجولة لتحسين موقعه ، وهو معذور لأنه كان بمواجهة جبل المكبر ، الذي اعتبره من أفضل فرق هذا الدوري ، وأكثرهم جاهزية .

خطوة للعربي وأبو ديس

وتضم المنطقة الحمراء سلوان المتعثر أمام بلاطة ، في انتظار لقائه المتأخر أمام واد النيص ، وجنين الذي توقفت انطلاقته منذ أسابيع ، وصور باهر المنهزم أمام عسكر ، وشباب يطا الذي لم يشفع له نضاله وضراوة مقاومته أمام جاره شباب الظاهرية ، وابو ديس الذي يأمل أن يكون فوزه على السمران فاتحة خير ، وأخيرا العربي الصفافي ، الذي نجح في اختبار الشباب الخليلي ، واتحاد نابلس الذي عاد إلى دوامة الخسائر العريضة ، ولا بد هنا من الإشادة بالعربي ، الذي طالما لعب مباريات كبيرة ، ولم يحسن الفوز بنتيجتها ، ولكن "هالمرة زبطت" معه في انتظار القادم ، لان الفريق من أفضل الفرق التي تقدم كرة نظيفة .

تألق المقدسيين

ولابد هنا من الإشادة بأندية العاصمة ، التي دخلت في الموضوع ، وحققت نتائج باهرة ، جامعة 13 نقطة من ست مباريات ، بعد فوز الهلال والمكبر وأبو ديس والعربي وتعادل سلوان ، وحده صور باهر من أندية القدس خسر في هذه الجولة .

منسوب الإثارة

كما نشير إلى أن الجولة أنجبت تعادلين فقط بين الأهلي وهلال أريحا ، وبين سلوان وبلاطة ، وهذا يؤكد أن الأندية ما زالت تلعب للفوز ، ولكن الأيام القادمة ستشهد نزاعا أكثر ضراوة على النقاط ، بما قد يزيد منسوب الإثارة ، ويرفع في عدد التعادلات ، وهذا ما قد يساهم في تراجع خط الإنقاذ إلى ما يقترب من ثلاثين نقطة ، بعد أن كان 35 نقطة .

ورغم تفاوت مستويات الأندية ونتائجها ، الا أن اللائحة أصبحت متقاربة ، حيث تفصل 23 نقطة بين الأول والأخير ، وتفصل 8 نقاط فقط بين سكان المنطقة الخضراء ، بدءا بالمتصدر الامعري ، وانتهاءا بصاحب المركز الثامن الهلال ، كما أن 5 نقاط تفصل بين أهل المنطقة البرتقالية ، ومثلها تفصل بين حاملي الإشارة الحمراء ، ولكن يبقى الاتحاد والعربي أكثر المعنيين بالمنافسة في الايام القادمة ، لان نضالهما يقتصر على البقاء في الممتازة الثانية .

لا تهاون مع الشغب!

والمؤسف أن الشغب أطل برأسه مرة أخرى في بعض الملاعب ، وخاصة في ملعب فيصل الحسيني بالقدس ، ومصدر الخزي الذي جلبه المفسدون في المدرجات ، أن تحركات الزعران والبلطجية جاءت أمام عشرات الضيوف ، من سفرائنا في آسيا وإفريقيا ، ممن استضافهم اللواء جبريل الرجوب ، ليحملهم رسالة النضج الكروي ، بحثا عن مزيد من الدعم المادي والفني لكرتنا ، ولكن المشاغبين خيبوا ظن اللواء ، الذي أصبح الشارع الرياضي يطالبه بإجراءات أكثر صرامة ، لان القرارات الردعية المخففة ، التي عولجت بها الحالات السابقة شجعت غير العقلاء على المضي في غيهم ، والإصرار على تدنيس حرمة ملاعبنا ، والشارع الرياضي يطالب مجلس الاتحاد بقمع مثيري الشغب ، لان سياسة ضبط النفس مع هؤلاء كانت غير ناجعة !

دوري المعجزات

مضت أبع عشرة جولة من دورينا ، تمثل ثلثي المنازلات ، ورغم بعض الزلات ، والأحداث المعزولة ، نجح اتحادنا في السيطرة على السفينة ، وسط جو عاصف ، وبحر متلاطم ، فالتحية لكل من يسهر على نجاح هذا الدوري ، من رئيس الاتحاد الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب ، حتى اصغر طفل فلسطيني يتجشم متاعب الترحال إلى الملاعب ، للمساهمة في إنجاح دوري المعجزات .