الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

عرفات السموني.. جمعونا ببيت وقصفونا.. تركت 20 من أسرتي بين شهيد وجريح

نشر بتاريخ: 06/01/2009 ( آخر تحديث: 08/01/2009 الساعة: 10:27 )
غزة- معا- للأسبوع الثاني على التوالي، تواصل اسرائيل ارتكاب المجازر بحق المدنيين من النساء والأطفال، فقتلت عائلات بأكملها لم يبق منها إلا فردا أو اثنين، كما هو الحال مع عائلة "السموني" في حي الزيتون شرق مدينة غزة التي لم ينج منها إلا عددا من الرجال تمكنوا من الفرار بعد أن انهال على المنزل الذي كانوا يحتمون به عدد من قذائف المدفعية، لتتناثر جثث ابناء العائلة من الشهداء والجرحى داخله.

الطفل حلمي رشاد السموني "14 عاما" والذي يعاني من شظايا المدفعية في أنحاء مختلفة من جسده ويرقد في مستشفى الشفاء الطبي لتلقي العلاج، فقد أباه وأمه وأخته الصغرى وأخاه الكبير وزوجته وابنته، واثنين من أعمامه فجر امس بعد استهداف المنزل بقذائف المدفعية.

وقال حلمي "منذ بدء الاجتياح البري لقطاع غزة ليلة السبت، تجمعنا داخل منزلنا في منطقة السموني، وجلسنا في احدى غرف المنزل أنا وأسرتي وكنا ثمانية أفراد، الا ان الجنود دخلوا منزلنا واجبرونا على تركه والذهاب لمنزل عمي عرفات، بعد أن فتشونا جميعا واجبرونا على رفع ايدينا على الحائط".

هنا وقعت الواقعة:
-----------------
واضاف "وصلنا لمنزل عمي ووجدنا أغلب عائلات السموني محتجزة هناك، فجلسنا في مخازن البيت المكون من ثلاثة طوابق وقضينا نهار السبت والأحد، ولكن فجر امس الاثنين خرج أبي وأعمامي الاثنين طلال وعطية لجلب الماء للأطفال فقد كنا أكثر من 100 فرد محتجزين، وفور عودتهم محملين بالماء لم نر إلا قذائف المدفعية تنهال عليهم".

وتابع حلمي والدموع تنهمر من عينيه "رأيت أبي وأعمامي الاثنين وأمي وأخي وأختي الصغرى وأغلب أفراد أسرتي بما فيهم من أطفال رضع أمواتا أمامي، واصبت بشظايا قذائف المدفعية في انحاء جسدي وغبت عن الوعي، الا ان احد اقاربي ممن فروا من المنزل حملني وهرب بي من المنزل وتركنا خلفنا أسرتي وجثثا وجرحى".

وقال عرفات السموني "40 عاما" صاحب المنزل المستهدف "منزلي كان به أكثر من 9 عائلات من عائلة السموني، وأغلبهم نساء وأطفال وفجأة انهالت قذائف المدفعية عندما عاد الرجال محملين بالماء للأطفال".

هربت وتركت زوجتي وابنتي شهيدات:
------------------------------------------

واضاف "بعد أن أنهالت علينا القذائف طلبنا النجدة، واستغثنا برجال الاسعاف لكنهم لم يتمكنوا من دخول المنطقة -التي سيطر عليها الجيش الاسرائيلي بالكامل واطلق النار على كل من يقترب منها- ما دفعنا لاخذ بعض جرحى العائلة والخروج أمام الجنود والفرار من المنزل".

وبالقرب من عرفات كان يجلس عدد من رجال العائلة في انتظار خبر عن افراد العائلة بينهم نائل السموني، الذي قال والألم يعتصر قلبه "هربت من المنزل وتركت خلفي زوجتي وابنتاي شهيدات".

واضاف نائل "اصبحنا نصرخ على الجنود لمساعدتنا الا انهم لم يلتفتوا لنا، وعندما قررنا الهروب صرخ علينا الجندي لخلع ملابسنا، ومن ثم هربنا وتركنا أطفالنا ونساءنا، الذين لا نعرف مصيرهم حتى الآن "، مشيرا الى أن هناك ما لايقل عن عشرين من ابناء العائلة ما بين جريح وشهيد ما زالوا محتجزين في المنزل".