الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

افتتاح مؤتمر القدس السابع في جامعة النجاح:المتحدثون يدعون الى حماية الطابع العربي للمدينة المقدسة

نشر بتاريخ: 12/12/2005 ( آخر تحديث: 12/12/2005 الساعة: 17:44 )

نابلس - معا -عقد اليوم في جامعة النجاح الوطنية مؤتمر يوم القدس السابع بمشاركة مجموعة من الباحثين الفلسطينيين من مختلف الجامعات الفلسطينية وبحضور جمهور غفير من ممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية وممثلي المؤسسات الدينية في فلسطين، إضافة لأعضاء الهيئتين الادارية والتدريسية في الجامعة.

وفي بداية المؤتمر تحدث الأستاذ الدكتور خليل عودة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر عن أهمية الموضوع الذي يتناوله المؤتمر من حيث رصده للخطر الاستيطاني الداهم على مدينة القدس ومحاولة عزلها عربياً وإسلامياً، وتغييبها عن وجدان وفكر الأمة الآسلامية.

ثم ألقى الأستاذ الدكتور رامي حمد الله رئيس الجامعة كلمة أكد من خلالها على أهمية تدارس موضوع مدينة القدس وما تتعرض له في ظل تغاضي العالم عما يجري لهذه المدينة المقدسة، وأكد أن جدار الفصل العنصري الذي يبنى حولها يعيد إلى الأذهان جدار برلين، كما طالب خلال كلمته بضرورة التصدي للاستيطان الصهيوني في القدس وايجاد طرق لمعالجته.

في حين طالب فضيلة الشيخ الدكتور عكرمة صبري تخصيص ميزانية لمدينة القدس من أجل الحفاظ على عقاراتها وأبنيتها، ومن أجل دعم مؤسساتها الدينية والصحية والطبية والتعليمية والتربوية والثقافية والاجتماعية والانسانية، كما ناشد الملوك والحكام في العالمين العربي والاسلامي العمل على إنهاء الاحتلال الاسرائيلي لمدينة القدس المعرضة للتهويد يومياً، مشيراً خلال كلمته إلى أهمية القدس باعتبارها جوهرة فلسطين وقلب العالم الاسلامي، وهي تشكل جزءاً من عقيدة وايمان المسلمين.

وأكد صبري إن الاستيطان يشكل سرطاناً قاتلاً لبلادنا المباركة المقدسة بما فيها مدينة القدس ذاكراً أن اليهود لا يملكون أصلاً أرضاً في فلسطين وليس لهم تواجد فيها وبالتالي فإنهم يركزون منذ القرن التاسع عشر على امتلاك اراض في فلسطين بطريقة أو بأخرى،وذلك تمهيداً لاقامة دولتهم العبرية، مستغلين ضعف الدولة العثمانية رغم رفض السلطان عبد الحميد السماح للهيود بالهجرة إلى فلسطين، وانشغال الأتراك في مشاكلهم الداخلية، ثم استغلوا أحداث الحرب العالمية الأولى وصدور وعد بلفور المشؤوم في عام 1917م.

ثم تطرق صبري إلى الإجراءات التعسفية الاسرائيلية منذ عام 1948 والتي تهدف إلى نزع ملكية الأراضي العربية من أصحابها بما في ذلك الأراضي الوقفية والمساجد والأضرحة والمقامات والمقابر، كما أشار إلى الهدف من إقامة هذه المستوطنات والتي تتمثل بإقامة الدولة العبرية وأحاطة القدس بالمستوطنات وعزلها عن سائر المناطق الفلسطينية، وعرقلة وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك، والتركيز على الأغلبية السكانية اليهودية بالقدس.

وبدوره شكر المطران الدكتور عطا الله حنا جامعة النجاح على احتضانها لهذا المؤتمر السنوي وعلى ضرورة حضور القدس في كل مؤسسات الوطن لارتباطنا بها قوميا وروحياً، مشيراً إلى الكارثة التي تتعرض لها المدينة، حيث يهدف الاسرائيليون إلى تحويل الكنائس والمساجد إلى متاحف وذلك بهدف القول أن هذا المكان يرتبط بعقيدة وتاريخ معين، ولا يريد القول أن هذه مقدسات للشعب الفلسطيني.

وحول الاستيطان ذكر المطران حنا أن السياسة الاسرائيلية تتضمن تهويد مدينة القدس وهنا أشار إلى أن محاربة الاستيطان والتهويد تقع على عاتق الأثرياء العرب، فالمدينة تحتاج منا إلى الحفاظ عليها وعلى طابعها العربي والاسلامي والمسيحي، مؤكداً أن الديانة المسيحية هي ديانة شرقية باعتبارها جزءاً من الشعب الفلسطيني.

ووجه المطران حنا رسالة إلى الأمة العربية والاسلامية بضرورة التحرك لحماية القدس من المخطط الصهيوني باعتبارها تمثل نموذجاً لوحدة الأديان.

كما تم خلال المؤتمر قراءة كلمة أ.د. حسن السلوادي من القدس والتي شكر من خلالها جامعة النجاح على عقدها لهذا اليوم الخاص بالقدس في ظل واقع عربي بائس، واستذكر خلال كلمته أهمية القدس الدينية والاقتصادية، مشيراً إلى الجدار الذي حولها إلى معتقل كبير وعزلها عن محيطها العربي والاسلامي، .

واشار السلوادي في كلمته أن الواجب يقتضي أن نتصدى لمشاعر اليأس والاحباط التي يحاول المهزومون ترسيخها في قلوب الأمة، وهذه مهمة العلماء والمفكرين والكتّاب فلديهم رصيد ضخم من الحقائق الايجابية والتاريخية والواقعية لجعلهم قادرين على بعث الأمل في النفوس.

وتناول الباحثون المشاركون في المؤتمر أوراق عمل وأبحاث تتعلق بالاستيطان في القدس.

هذا وتمخض عن المؤتمر مجموعة من التوصيات نذكر منها:
- ضرورة عقد هذا المؤتمر في كل عام.
- حث المؤسسات الوطنية على إعطاء مدينة القدس الأهمية القصوى في تفكيرهم وابحاثهم ونشاطاتهم.
- إصدار كتاب سنوي عن مؤتمر يوم القدس.
- الاتصال بالمؤسسات العربية والاسلامية خارج فلسطين لحثها على المشاركة في أمال المؤتمر، وعقد مؤتمرات مشابهة.


وذكر الأستاذ الدكتور خليل عودة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أن جامعة النجاح قد دأبت سنوياً على عقد هذا المؤتمر الخاص بالمدينة المقدسةوهو السابع من حيث تناول أوراق علمية وبحثية تتعلق بالمدينة ومشاكلها وهمومها وخاصة الاستيطان، وقد قدمت إلى المؤتمر عشرون ورقة عمل من باحثين فلسطينيين من الجامعات الفلسطينية وتناولت موضوعات البحث قضايا هامة خاصة بالاستيطان، ومحاصرة الاستيطان الاسرائيلي لمدينة القدس، وحجم الاستيطان الاسرائيلي في القدس بعد عام 67، والتحليل المكاني للمستوطنات الاسرائيلية اليهودية في مدينة القدس، والصراع على العاصمة.

كما شاركت جوقة الجامعة بتقديم مجموعة من الأغاني التراثية المتعلقة بالقدس ( زهرة المائن) و(إني اخترتك يا وطني).