الأحد: 12/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

التاريخ سيذكر انجازات يعالون

نشر بتاريخ: 12/06/2005 ( آخر تحديث: 12/06/2005 الساعة: 11:58 )
ترجمة عن هارتس
بقلم - موشيه آرنس
وزير الدفاع الاسرائيلي السابق
رْيس هيْة الاركان السابق يعالون ، يصر على أن (حملة الارهاب الفلسطيني) ضد اسرائيل و التي ابتدأت في أيلول 2000 كانت حربا بكل ما تعني الكلمة ، حربا يراد بها تركيع اسرائيل, لا يمكن أن يوجد وصف أكثر دقة للأحداث التي وقعت والتي دخل من خلالها( الارهاب) لكل شارع وبيت اسرائيلي على مدى السنوات الأربع الماضية ، خلال هذه السنوات تم تدمير الاقتصاد الاسرائيلي ، وأجبرت اسرائيل على استدعاء قوات الاحتياط من أجل وضع حد لأعمال الارهاب0
على يعالون أن يدرك أنه قاد الجيش الاسرائيلي بكل نجاح في هذه الحرب ، وأن أولئك السياسيين والصحفيين الذين تعاملوا معه بسخرية ، وقليل من الاحترام ، لا يستطيعون تغيير الحقائق ، فجميع الانجازات التي حققتها اسرائيل في هذه الحرب ، يعود الفضل فيها أولا وأخيرا الى يعالون ، سوف يكتب التاريخ أن هذا الرجل جهزوقاد الجيش الاسرائيلي في حربها هذه .
فمنذ آذار 2002 حيث سمحت الحكومة الاسرائيلية لقوات الجيش باجتياح المدن الفلسطينية ، تقلص عدد الضحايا من الاسرائيليين بشكل كبير ، ومنذ ذلك الحين بدأت القيادات الفلسطينية وعلى رأسها أبو مازن ، تدرك أن حملتها الارهابية بدأت بالتراجع والهزيمة .
فهل كنا منتصرين حقا في هذه الحرب ؟؟ ان مفهوم الانتصار والهزيمة في الحروب مفهوم مطاط ، وقد يكون غير دقيق ، الا اذا استطاع المنتصر فرض شروط الاستسلام على الطرف المهزوم ، وبهذا المعنى فان هؤلاء الفلسطينيين الذين دعموا بكل قوة ( الفرق الأنتحاريه) لا يمكن ان يشعروا انهم قد يستسلموا بدون شروط. . ان البنى التحتية لقوى الارهاب في غزة والضفة لا تزال موجودة بل ويتم تعزيزها ، ومما لا شك فيه ان العديد من الفلسطينيين ينظرون الى خطة الانسحاب على أنها جاءت نتيجة لاعمالهم الارهابية وأنهم بذلك يحققون انتصارا لهم ، وسوف نرى ذلك فى الاشهر القادمة عندما تبدأ القيادة الفلسطينية بترديد ذلك ، وهذا ما سوف يشجع على استمرار اعمال الارهاب .
ان أحد مميزات الصراع العربي الاسرائيلي ، والفلسطيني الاسرائيلي ،ان الانتصارات الاسرائيلية لم تتم ترجمتها الى انتصارات نهائية ، ترسخ في الذاكرة وبالتالي تضع حدا لأعمال العنف ضّد اسرائيل ، فكل الحروب التي خاضتها اسرائيل منذ نشأتها ، لم يتم ادراكها كقول فصل في العداء العربي لاسرائيل ، فحتى اليوم لا يزال المصريون يحتفلون بحرب أكتوبر وكأنها حرب انتصار لهم ، لكن وعلى ضوء ما حقق الجيش الاسرائيلي من انتصار حقيقي على الارض في تلك الحرب ، فان المصريين منذ ذلك الحين تحاشوا حتى ان يخططوا للاعتداء على اسرائيل ، كان ذلك في ظل ادراك كامل بتفوق اسرائيل العسكري ، هذا التفوق الذي تعزز عبر السنين وكان دائما الشاهد على أن اسرائيل انتصرت في تلك الحرب ، الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان ، تم تصويره من قبل البعض على أنه دهاء سياسي عالي المستوى ، لكن في نظر الكثير من اللبنانيين والفلسطينيين فانه كان هزيمة لاسرائيل ، وهذا ما شجّع الفلسطنيين على شن (حربهم الأرهابيه) ضد اسرائيل بعد ذلك بوقت قصير.... بالتالي ، فان الادراك هو المهم ، فالادراك ، والحقيقة , شيئان مختلفان ، لكن بالتأكيد ليس في الشرق الاوسط ، وعلى اسرائيل ان تفهم ذلك ، لقد فعل "جابو تنسكي" هذا قبل 82 عاما عندما كتب مقالته (( السور الحديدي )) حيث قال - طالما كان هنالك أمل مهما كان صغيرا في قلوب العرب للتخلص منا فهم لن يفرطوا بذلك ، لا بالكلام المعسول ، ولا بالوعود البعيدة -
ترى هل تغير في الأمر شيئا ......؟؟!!