الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

جوروزاليم بوست : وجود اسرائيل ليس المشكله وانما هو الحل

نشر بتاريخ: 12/06/2005 ( آخر تحديث: 12/06/2005 الساعة: 12:01 )
في كل استعمالهم البلاغي ومحاولاتهم المستمرة لاستخدام المصطلحات واستنباطها عن الوحشية وقسوة الاحتلال , فأن الفلسطينيين بما في ذلك قياداتهم في بعض الاحيان يتخلى عن تيقظه ويعترفون صراحة وبها لا يدعوا مجالا للشك كم يفضلون اسرائيل على سلطتهم الفلسطينية .
فيما يلي بعض من هذه الافكار :

. القيود على العنف .
بعد ان قامت قوات الشرطة الفلسطينية بمهاجمة بيت احد مؤيدي حماس بعد منتصف الليل, وتعاملت معه ووالده بخشونة واضحة , صرخ الاب في وجوههم " حتى اليهود لم يتصرفوا مثلكم ايها الجبناء " اما الابن وبعد خروجه من معتقل السلطة , فقد قال بان ما واجهه في سجنه الفلسطيني لم يواجهه في السجون الاسرائيلية,,, احد المعارضين لياسر عرفات اشار الى ان القوات الاسرائيلية " تطلق اولا قنابل الغاز المسيل للدموع , وبعد ذلك الطلقات المطاطية , واخيرا تلجاء الى استعمال الذخيرة الحية ,, لكن الشرطة الفلسطينية فأنها تبدأ باطلاق الرصاص الحي مباشرة "

. سيادة القانون
حيدر عبد الشافي احد القياديين الفلسطينيين في قطاع غزة , قال " هل بالامكان ان يتخيل المرء ان عائلة سوف تشعر بالسعادة عندما يقوم الجيش الاسرائيلي بطرق باب بيتهم بعد منتصف الليل ؟ ثم اضاف " عندما بدأ القتال في غزة , شعر الناس بالسعادة لان القوات الاسرائيليةفرضت حظر التجول "
وبطريقة قد تبدو مماثلة فان موسى ابو مرزوق , احد قيادين حماس شبه وبشكل سئ عرفات بدولة اليهود قائلا " لقد رأينا ممثلي المعارضة الاسرائيلية ينتقدون " رئيس الوزراء باراك " ولم يتم اعتقالهم , ولكن في حالتنا نحن الفلسطينيين فان اول عمل لقوات السلطة الفلسطينية هو القيام باعتقال المواطنين .

. الديمقراطية
في الانتخابات التي جرت في اسرائيل عام 1999 , حيث خسر رئيس الوزراء تلك الانتخابات, وهذا ما اثار انطباع الكثير من المراقبين الفلسطينيين ,, وقد علق احد الكتاب الفلسطينيين على هذا الانتقال السلس للسلطة في اسرائيل , وطالب بأن يتحقق ذلك عندهم , " انني احسد " الاسرائيلين " واتمنى بأن يكون لنا نظام مشابه (( لذلك الموجود في اسرائيل)) في دولتنا المستقبلية , حتى حسن الكاشف , المدير العام في وزارة الاعلام الفلسطينية فقد قارن بين التغيرات الحاصلة في اسرائيل و((سلطة بعض الاسماء بعينها في قيادتنا)) والتي تتخلد في سدة الحكم,,, نايف حواتمة الامين العام للتنظيم الارهابي المعروف بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ,طالب بان تتخذ قيادات السلطة الفلسطينية القرارات بشكل يماثل الطريقة التي تصنع فيهاالقرارات في اسرائيل , اي من خلال التصويت .

. حقوق الاقليات
المسيحيين والعلمانيين الفلسطينيين المسلمين بشكل خاص, يثمنون عاليا دور اسرائيل في حمايتهم, خاصة بعد ما نحا السياسيين الفلسطينيين منحا اكثر باتجاه الاسلام, احد المسيحيين الفلسطينيين صرح بالقول, بأنه عندما تظهر الدولة الفلسطينية الى الوجود , فان هذا الحلف المقدس ضد الصهيونية سوف يتلاشى , عندئذ سوف يأتي وقت تسديد الحساب , وسوف نخضع لما يخضع له اخواننا اللبنانيين او الاقباط في مصر , يؤلمني جدا ان اقول ذلك , لكن القوانين الاسرائيلية توفر لنا حماية اكبر.

. حرية التعبير :
المحامي نعيم سلامة تم اعتقاله " لانه جرئ " على ايدي قوات السلطة الفلسطينية في غزة, قال ان على السلطة ان تتبنى المعايير الاسرائيلية للديمقراطية .
حنان عشراوي , " المفرطة في انتقادها لاسرائيل " تعترف على مضض, ان لدى الاسرائليين بعض الاشياء لتتعلمها الدولة الفلسطينية الوليدة, " يجب ذكر الحرية , رغم انها مورست بشكل نخبوي , على سبيل المثال حرية الكلام او الخطابة "
اياد السراج الطبيب النفسي المعروف يعترف ويقر " لقد كنت حراً مئة مرة في ظل الاحتلال الاسرائيلي , اكثر مما اناعليه في ظل السلطة الفلسطينية "

. المساعدات الاقتصادية
الفلسطينيون الذين يعيشون في اسرائيل , بما في ذلك ابناء القدس يقدرون التقدم الاقتصادي الاسرائيلي وكذلك الخدمات الاجتماعية وما الى ذلك ,, ان معدل الرواتب في اسرائيل , هو خمسة اضعافه في غزة والضفة , ونظام الضمان الاجتماعي الاسرائيلي لا مثيل او مقابل له في فلسطين ,, والفلسطينيون الذين يعيشون خارج اسرائيل يرغبوا ان يكونوا فيها من وجهة نظر اقتصادية , وعندما اعلنت اسرائيل انها انتهت من بناء الجدار في احدى المناطق, قال احد السكان الفلسطينيين الذين لم يشملهم الجدار في قلقيلية ," اننا نعيش في سجن كبير ".
هذه الملاحظات محل تقدير لدى بعض الفلسطينيين ,فهم يقرون بحقيقة ايجابية الأنتخابات, وضرورة سيادة القانون, و الأقرار بحقوق الأقليات, و حرية التعبير, و الأرتقاء بالمستوى المعيشي, في الواقع, انهم يعترفون بتقدم اسرائيل على السلطة في كافة المجالات , وانها اكثر تمدناَ من السلطة الفلسطينية, وسط هذا الواقع السياسي المتطرف والأرهابي, فان من الجيد ان نعلم ان الشرعية الفلسطينية تبقى في حدودها العادية, لكن ولسوء الحظ فان هذه الشرعيه تبقى مسروقة ومختلسة , وبدون مضامين سياسة .
لقد حان الوقت لكي يقوم الفلسطينيين الجديرين بالأحترام ان يرفعوا اصواتهم عاليا و يصرحوا بدون مواربه بان وجود اسرائيل ليس هو المشكلة , و انما هو الحل !


عن جيروسالم بوست
الأحد 15-5-2005
لكاتبها دانييل بايبس