السبت: 11/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

فاروق القدومي لوكالة معا : هناك من يحاول انهاء منظمة التحرير واستبدالها بالسلطة

نشر بتاريخ: 15/12/2005 ( آخر تحديث: 15/12/2005 الساعة: 16:00 )
خانيونس -معا- في ظل الحالة المتعثرة التي تعيشها حركة فتح ، وفي ضوء الخلافات الحادة التي تعصف بها وتشكل تهديدا واضحا لانقساهما واحداث اهتززات بركانية حقيقة داخل اطرها وهياكلها المختلفة مما قد يعيد حقبة الأنشقاقات وخاصة عام 83 ، بالأضافة التي التهديد الحقيقي الذي تعيشة حركة فتح في ظل المنافسة القوية من حركة حماس الأكثر انضباطا والتزاماً واستعدادا لمعركة التشريعي ، وعلى ضؤء ذلك أجرت وكالة معا الأخبارية هذا الحوار مع السيد فاروق القدومي أمين سر الحركة فتح ورئيس الداءرة الساسية لمنظمة التحرير الفلسطينية .


1- ما هو تقييمك للانتخابات الداخلية "برايمرز" داخل حركة فتح ؟

الانتخابات التمهيدية "برايمرز" التي تبنتها حركة فتح في الداخل أمراً غريب على حركة فتح وتجربتها الطويلة, وقد شاهدنا أن الحابل قد اختلط بالنابل فلم يعرف حتى الآن الأسس التي قامت عليها هذه الانتخابات التمهيدية فعضوية فتح كما نعلم وخاصة في الأوساط القاعدية عضوية غير مكشوفة ولكننا شاهدنا طوفانا من البشر يقترعون لهذا المرشح أو ذاك, ولذلك واجهت هذه التجربة نقدا واسعا من أعضاء الحركة ومرشحيها وحتى من الجماهير المناصرة.

كان من المفروض تحديد العضوية بدقة وان تجرى الانتخابات على مختلف المستويات الحركية لنخرج بالتصفيات المطلوبة في المرحلة الأخيرة ولذلك كانت الانتخابات التمهيدية "البرايمرز" تجربة غريبة عن حركة فتح.

2- هل الانتخابات التمهيدية بطريقتها الحالية هي الأنسب للإجماع على اختيار مرشح فتح في المجلس التشريعي؟

لا اعتقد أن هذه الانتخابات التمهيدية ستوفر لنا الشروط الأنسب لاختيار مرشحي فتح للمجلس التشريعي, وكان لابد من تسمية المرشحين كما قلت بعد إجراء سلسلة من الانتخابات الحركية , بعدها تقرر اللجنة المركزية الأسماء التي لا بد أن نتفق حولها لنرشح لانتخابات المجلس التشريعي.


3- هل أقدم الأخ فاروق القدومي أمين سر الحركة على دعم شخصيات بعينها في الانتخابات؟

ليس لي رغبة في تسمية الأعضاء المرشحين للمجلس التشريعي ونترك ذلك كما قلت للقيادات الحركية في المناطق فهي اقدر على اختيار المرشحين لمعرفتها في أعضاء الحركة ممن تتوفر فيهم الكفاءة والفهم السياسي للظروف المحلية بشكل خاص ولبرنامج العمل السياسي العام الذي أقرته الحركة.


4- يرى البعض بان هناك فشلا للقادة التاريخيين ,وتنامي تيار الشباب في الحركة , هل يعتبر ذلك فشلا لمنهج الكبار أو تدافع الشباب ورغبتهم في التغير؟

هذا في الحقيقة دليل على فقدان التنظيم الدقيق بسبب قبولنا لاتفاق اوسلوا , فقد دفع البعض من القيادات الفلسطينية للالتقاء مع الإسرائيليين من خلال المفاوضات أو لتنفيذ الاتفاقات أو مواجهة الدوائر الإسرائيلية للسماح للبعض منهم للدخول أو الخروج أو ما يقال له التنسيق , كأن السلطة ما زالت بكاملها بيد المؤسسات الإسرائيلية , هذا يعني أن الإسرائيليين هم الذين يتحكمون في الأوضاع السائدة وليس بيد احد من السلطة الفلسطينية الحق في القيام بمثل هذه الواجبات, المعروف أن الذي يتولى هذه الاتصالات كوادر معظمهم من فتح وعدد قليل من المستقلين. أما فصائل المقاومة كانت بعيدة عن لقاءات الإسرائيليين, وكان تماسهم في معظمه من خلال الصراع المسلح بقيت كوادر هذه الفصائل بالرغم من قلتها وكتائب الأقصى التابعة لحركة فتح بعيدة كل البعد عن تطبيع العلاقات مع الإسرائيليين واتسمت علاقاتهم مع الإسرائيليين بالعداوة والنزاع المسلح.

5- ما هي الخطوات التي يرتأيها الأخ فاروق القدومي لعودة فتح إلى حالتها الوطنية والشعبية الفاعلة ؟

أن الضرورة تقتضي أن تستمر كوادر فتح في رفع شعار المقاومة مادام الاحتلال قائماً كما لا بد من التحقق في عضوية من يدعي انتمائه لحركة فتح ولا يجوز مطلقاً أن تستوعب هذا العدد الضخم من الذين يرفعون شعار "أنا ابن الفتح ما هتفت لغيرها" على لجان المناطق والأقاليم أن يعيدوا النظر في انتماء الأعضاء من خلال اختبار كفاءاتهم والتزامهم ومراعاة المدة الزمنية في مختلف المراتب الحركية والتزامهم بتعاليمها وبرنامج عملها السياسي , وإطاعة قرارات القيادة على مختلف المستويات علينا تحديد المرجعيات الحركية على مختلف المراتب بدءاً من الخلية حتى لجنة الإقليم بالإضافة إلى مراجعة السير الذاتية للأعضاء من آن لآخر على مختلف المستويات القيادية السياسية والعسكرية وإعادة الاعتبار للقيادات السياسية والعسكرية ذات التاريخ النضالي الناصع والقادرة على الاستمرار في المسيرة ممن تمت إحالته على التقاعد (النضال لا يحدد بالسنوات بل بالقدرة على الاستمرار والعطاء وحسن القيادة).


6- هل يشعر الأخ أبو اللطف أن هناك توجهاً حقيقياً من قبل بعض القيادات الفلسطينية لإقصائه عن دوره القيادي؟

أن من ينادي بذلك ينفذ الإملاءات الخارجية ويتخذها ذريعة للمطالبة بمثل هذه الترهات ولكنهم ينسون أن الانتماء العضوي في الحركات الثورية يتخذ صفة الأبوية هي الرابطة القوية بين العضو وقائده ولذلك ليس من السهل أن تزول هذه الرابطة في الحركات النضالية , فأنا مطمئن إلى استمرار هذه الروابط المبنية على الأواصر الحيوية بين القيادات العليا ومجموعة الأعضاء في الحركة ولكني اعلم أن القوى الخارجية تحاول أن تشوه هذه العلاقات من خلال قيامها بغسل الأدمغة الشابة ودس أفكار مستوردة لا تتصل بواقعنا ومحيطنا المعيشي فسرعان ما تتلاشى هذه المحاولات اليائسة من خلال التوعية الوطنية والقومية لذلك فنحن مطمئنون إلى مثل هذه الروابط الأبوية لان مهمتنا تعتمد على ثقافتنا وتاريخنا العربي وحضارتنا الإسلامية وتجارنا النضالية الطويلة التي سنقدمها لأجيالنا الصاعدة.

7- قلت أكثر من مرة بأنك عائد إلى قطاع غزة بعد زوال الاحتلال فلماذا لم تعد حتى الآن ؟

إن خروج الجيش الإسرائيلي وإزالة المستوطنات لا يعني أن قطاع غزة أصبح حراً يتعرض لاعتداءات إسرائيلية متكررة بشتى أنواع الأسلحة وهذا يتطلب قراراً من مجلس الأمن يؤكد أن هذه الأرض فلسطينية تتمتع بالسيادة الإقليمية وليس منطقة حرام تقوم إسرائيل بالاعتداء عليها متى شاءت أن أهلنا في قطاع غزة مازالوا يعيشون في حالة حرب مع إسرائيل فقيود الدخول والخروج قد فرضت عليهم وما زالت تحت الرقابة الإسرائيلية فأنا ممنوع من الدخول حسب الشروط الإسرائيلية إسرائيل ماتزال تواصل الحصار البحري والجوي على قطاع غزة حتى الآن.

8- كيف يقرأ الأخ أبو اللطف نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة على ضوء الخلافات الداخلية لحركة فتح؟

هناك تيار ينادي بعدم عسكرة الانتفاضة معتمداً على وعود أمريكية ودولية أخرى واهمة وهم الذين صنعوا اتفاق أوسلو وما زالوا يدعون أن اتفاق اوسلوا "مازال حياً" ولم يدفنه مجرم الحرب شارون الذي سبب بزيارته المشئومة للحرم الشريف انفجار الانتفاضة الثانية على أوسع نطاق , لقد أدركت الجماهير أن زيارة رئيس السلطة الفلسطينية للرئيس الأمريكي بوش صاحب خارطة الطريق الذي وعد بحل على أساس قيام دولتين متجاورتين ومستقلتين ذات سيادة قد نكث بعهده واقر مع شارون في 14/04/2004م بأن حدود عام 1949م حدود غير شرعية وان وجود المستوطنات شرعي ولا يحق للاجئين الفلسطينيين العودة لديارهم وممتلكاتهم ويحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها واذكر وجود مفاوض فلسطيني نداً لشارون أي كانت الزيارة فاشلة, ولم تحقق أي انجاز , سنشهد انتخابات تشريعية لها برامج سياسية متنوعة فكيف سيكون عليه المجلس التشريعي سيكون خليطاً من انتماءات حركية متعددة تختلف في وجهات نظرها ومواقفها السياسية ولا بد هنا مكن الإشارة إلى أن الديمقراطية تحتاج إلى الحرية وليست هناك حرية حتى نقول أن الانتخابات جاءت بالمقياس السليم وأنها تمثل إرادة الشعب.

9- هل دخول حركة حماس في المجلس التشريعي بقوة يشكل تهديداً حقيقياً لمشروع فتح الوطني؟

لا اعتقد ذلك بل أرى أن الأفق السياسي لحركة حماس سيضيق بدخولها إلى المجلس التشريعي لان هذا الإطار السياسي محدود ومحكوم بنصوص اتفاقيات أوسلو .

10- كيف ترى تأثير التغيرات السياسية الداخلية في إسرائيل على مستقبل عملية السلام في المنطقة ؟

أنا انظر بتفاؤل إلى هذه التطورات السياسية والحزبية في داخل إسرائيل, وأتوقع هزيمة للنهج السياسي الذي يتبعه شارون كما أن الخلافات السياسية سوف تستمر بين الأحزاب الإسرائيلية وهذا يعني غياب الوفاق الوطني بين هذه الأحزاب في الكنيست الإسرائيلي وسوف يظهر للرأي العام الدولي أن الضرورة تقضي مزيداً من التدخل لإنقاذ المسيرة السلمية من الضياع والتدهور , وارى أن الدور الأمريكي سيضعف يوما بعد يوم وهذا يتطلب مزيداً من التدخل من الأوساط الدولية المؤثرة للضغط على إسرائيل , ومن الناحية الأخرى ستنموا فاعلية المقاومة الفلسطينية وسنحاصر القوى الأخرى المناهضة لها وسيزيد تنظيم قوي للمقاومة مع تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

11- هل يشعر الأخ فاروق القدومي بأن هناك توجها للسيطرة على مؤسسات منظمة التحرير؟ وهل هناك سلباًُ لصلاحياتها؟

هناك محاولات خارجية لإنهاء منظمة التحرير الفلسطينية وتمثيلها للشعب الفلسطيني واستبدالها بالسلطة الفلسطينية الناشئة والتي لم تعترف بها اتفاقات أوسلو وواشنطن.أن منظمة التحرير الفلسطينية هي المرجعية السياسية والتشريعية للسلطة الفلسطينية والمفاوض الشرعي عن الشعب الفلسطيني ومع الأسف فالدول الغربية تتعامل مع السلطة الفلسطينية وتمدها بالمال وكان الشعب الفلسطيني ينحصر بالضفة والقطاع فقط وليس هناك لاجئون فلسطينيون في البلاد العربية المجاورة وفي الشتات وهذا تنكر لقضية اللاجئين وحقهم في العودة لديارهم وممتلكاتهم المغتصبة, والغريب أن إخوة لنا ينسون هذه الحقائق وينتهجون سبلاً أخرى يدعون أنهم مسئولون عن سفارات دولة فلسطين التي أعلن استقلالها في 15 نوفمبر 1988م ويوم انتخب الأخ الشهيد أبو عمار رئيساً لها والأخ أبو اللطف وزيراً لخارجيتها واللذان كانا يستقبلان سفراء الدول الشقيقة والصديقة ليقدموا أوراق اعتمادهم ويعتمدون سفراء فلسطين , ومع الأسف بدأت دول عربية شقيقة تعتمد سفراء تبعت بهم السلطة الفلسطينية , ولكننا في طريقنا لإلغاء هذا النهج الخاطئ.

12- تجمع الفصائل الفلسطينية في كافة قراراتها وحواراتها على ضرورة تفعيل وتعزيز دورها في الحياة الفلسطينية إلا أننا لا نرى عملاً حقيقياً لتحقيق ذلك على ارض الواقع ما تفسيركم لذلك؟

أن الخلافات التي وقعت في الماضي بين فصائل المقاومة أثرت على موقف هذه الفصائل وأضعفت دورها في المقاومة وجاءت اتفاقية أوسلو بعد الانتفاضة الأولى والتي تبنتها حركة فتح لتزيد من ضعف هذه الفصائل لأن شروط أوسلو تطلبت وقف الانتفاضة وإلزام القوات الفلسطينية بحفظ الأمن والنظام العام في المناطق المحتلة . هناك نضالات أخرى لحماس والجهاد الإسلامي واستمرار حركة فتح بذراعها العسكري كتائب شهداء الأقصى بعد أن دمر شارون ونتنياهو اتفاق أوسلو , بدأت تنتعش مقاومة هذه الحركات والفصائل.

13- إلى من تعزي الخلاف الدائم والمستمر بين الدائرة السياسية لمنظمة التحرير ووزارة الشؤون الخارجية في السلطة حول تعيين السفراء والتمثيل الدبلوماسي في الخارج؟

قلنا أن المرجعية السياسية والتشريعية للسلطة الفلسطينية هي منظمة التحرير الفلسطينية وان الدائرة السياسية ووزارة خارجية دولة فلسطين هي المسؤولة عن إدارة شؤون السفارات الفلسطينية وتعيين السفراء وإجراء تنقلات بينهم في الوقت المناسب ولكن السلطة الفلسطينية بالرغم من تفاهمنا في اللجنة المركزية تخطت مسؤولياتها وبدأت تعين سفراء وتحيل آخرين للتقاعد وتجري تنقلات بينهم ومعظم هؤلاء السفراء الجدد ليس لديهم التجربة المطلوبة ليصبحوا سفراء معتمدين, كما أن دائرة الشؤون الخارجية في السلطة ليس لها سجلات عن هؤلاء السفراء كما أنها تختار أناسا بشكل تلقائي اضر بالتمثيل الدبلوماسي الفلسطيني وقد ساعدها في ذلك مع الأسف قبول بعض الدول العربية لهذا الإجراء مع إننا نبهنا بشكل خطي لمثل هذه المخالفات وكتبنا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أوضحنا فيها خطأ قبول أي ممثل للسلطة الفلسطينية لا يعتمد من الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية طبقاً لقرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي اتخذت عام 1974/1975بخصوص تمثيل فلسطين في الجمعية العمومية كمراقب دائم واعترافها بقرار المجلس الوطني حول إعلان الاستقلال .