الخميس: 02/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

في حين تسارع الدول العربية للتطبيع - مجلس محافظة نرويجية يقر بالأغلبية مقاطعة البضائع الإسرائيلية

نشر بتاريخ: 16/12/2005 ( آخر تحديث: 16/12/2005 الساعة: 12:46 )
أوسلو - معا - هدية نرويجية للفلسطينيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد تحقق اليوم جزءا من حلم الكثيرين من أصدقاء وأنصار فلسطين في النرويج، حيث صوت غالبية أعضاء مجلس مقاطعة سور ترونديلاغ الذي يضم ثالث اكبر مدينة نرويجية (تروندهايم) ويبلغ عدد سكانه 270000 ألف نسمة وهو عدد كبير إذا ما قارناه بعدد سكان النرويج 4.600000 ألف نسمة على نص قرار يقاطع البضائع الاسرائيلية.

وقال موقع " الصفصاف" الذي يعنى بقضايا الجالية الفلسطينية في النرويج أن المشروع تقدم به عضو مجلس المقاطعة عن التحالف الأحمر (القوى الشيوعية) وصوت لصالحه أعضاء المجلس من حزب التقدم المسيحي المعادي للأجانب (هذه مفاجأة من العيار الثقيل ولم تكن بحسبان المتابعين لأن لرئيس الحزب المذكور مواقف عنصرية ومعادية للفلسطينيين والعرب والمسلمين). كذلك صوت مع القرار أعضاء التحالف الحاكم في البلاد وهم ممثلي أحزاب العمل النرويجي و اليسار الاشتراكي و المحور (الوسط).

وينص قرار المقاطعة على إلزام كافة بلديات المقاطعة بعدم شراء وبيع المنتجات الإسرائيلية وتداولها في أراضي المقاطعة بشكل عام وكامل.

و يعد هذا الأمر تطورا دراماتيكيا في الصراع الدائر داخل النرويج حول إقرار مقاطعة كيان إسرائيل الذي يحتل أراضي الفلسطينيين وجزءا من سوريا (الجولان)، ونتيجة لسياسة الاحتلال الإسرائيلي المتبعة مع الفلسطينيين. حيث اعتبر مجلس المقاطعة أن كيان إسرائيل لا يختلف عن كيان الابارتهايد في جنوب أفريقيا سابقا. ولذا توجب على مجلس المدينة الذي عرف عنه أنه كان أيضا أول مجلس نرويجي يقاطع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، إقرار المقاطعة. وبقرارها مقاطعة كيان الابارتهايد الصهيوني تكون مقاطعة سور ترونديلاغ حافظت على تقاليدها العريقة في نصرة المظلومين وأصحاب القضايا العادلة، وفي الوقوف ضد الظلم والعدوان والعنصرية والاحتلال.

يذكر أن حملة مقاطعة كيان إسرائيل في النرويج تشهد تقدما ونشاطا متزايدا بعد أن تراجعت لفترة من الزمن ومع صعود اليمين إلى الحكم في السنوات الماضية. لكنها بدأت في التصاعد مع عودة اليسار الى الحكم. وهناك خلافات حادة داخل أكبر الأحزاب النرويجية حزب العمل حول هذا الموضوع، حيث ينقسم أعضاء وقادة الحزب بين مؤيد ومعارض لمقاطعة إسرائيل. ومن المحتمل أن يؤثر قرار المقاطعة المذكورة بشكل ايجابي كبير على الحملة النرويجية والأوروبية الداعية لفرض عقوبات ومقاطعة على كيان الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين المحتلة.