الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

سيناريوهات الانتخابات الاسرائيلية :حكومة مشتركة بين الليكود وكاديما

نشر بتاريخ: 05/02/2009 ( آخر تحديث: 06/02/2009 الساعة: 14:02 )
بيت لحم- معا- نسبت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية اليوم الخميس الى زعيمة حزب كاديما تسيفي ليفني"ان على كل اسرائيلي ان يقوم بخدمة عسكرية او مدنية وعلى كل طفل في اسرائيل ان يتعلم قبل اي شئ رسالة اسرائيل انها دوله يهودية وديمقراطية وخلال الستين عاما السابقة اضعنا هذه الرسالة وهذا امر سيئ".

جاءت اقوال ليفني عندما تطرقت لمنصب وزير التعليم الاسرائيلي والتي تعتبرها مهمة، حيث اكّدت "ان من سيشغل هذا المنصب في حكومتي القادمة لن يكون من حزب متعصب وبالتأكيد ليس من شاس".

من جهة ثانية اظهرت نتائج الاستطلاعات الاسرائيلية الاخيرة تفوق حزب الليكود، حيث من المتوقع ان يحصل على 28 مقعدا او اكثر وهذا ما سيعطي نتنياهو امكانية تشكيل الحكومة القادمة والتي سيغلب عليها الطابع اليميني مع التأكيد ان هذه الاستطلاعات لن تكون نهائية خاصة انها تظهر ان نسبة ليست ببسيطة من الاسرائيليين لا زالت مترددة في اعطاء صوتها مما يعني ان نتائج الاستطلاعات قابلة للتغيير يوم الانتخابات التي ستجرى يوم العاشر من شهر شباط الجاري.

وحسب التقارير الاسرائيلية فان العديد من قيادات حزب كاديما يتعاملون مع الاستطلاعات على انها قريبة من الواقع ويمكن ان تؤدي النتائج الى تقدم بسيط بمقعد او اثنين لحزب الليكود وقد يحصل تعادل بينهم لذلك بدأوا منذ الان التفكير في حكومة مشتركة يتسلم نتنياهو رئاسة الحكومة لسنتين وتسيفي ليفني لسنتين وهذا السيناريو هو الاقرب لتفكير العديد من قيادات حزب كاديما، وفي نفس الوقت لا يزال الخيار ان يحقق كاديما تقدم على الليكود وتشكيل الحكومة القادمة.

وبحسب ما ورد اليوم الخميس على صحيفة" معاريف" الاسرائيلية فان حزبي الليكود وكاديما كل على حدة سيحاول تشكيل الحكومة القادمة من خلال ائتلاف اساسي يضم حزب العمل وحزب اسرائيل بيتنا الذي يقف على رأسه افيغدور ليبرمان مع كل التحفظات الصادرة عن بعض قيادات حزب العمل بعدم المشاركة في اي حكومة يكون بها ليبرمان ولكن يبقى الامر مفتوحا لما بعد الانتخابات خاصة ان حزب العمل شارك في حكومة كان بها ليبرمان ويمكن ان تكون هذه الاصوات في حزب العمل مجرد دعاية انتخابية لكسب مزيد من المقاعد في الكنيست.

ويبقى الاعتماد على نتائج الاستطلاعات التي اظهرت تقدما لليكود في الانتخابات بفرق اربعة او خمسة مقاعد عن حزب كاديما لتكون الصورة القادمة تشكيل حكومة من قبل نتنياهو باشتراك حزب العمل الذي تعطية الاستطلاعات من 16 الى 18 مقعدا، وكذلك ليبرمان الذي سيحصل على عدد مشابه لحزب العمل بحيث سيحتاج نتنياهو لحزب صغير من اليمين ليستطيع تشكيل حكومة دون حزب كاديما، وهذه الامكانية الاقرب للواقع من تشكيل حكومة مشتركة من الليكود وكاديما والتي لم تحدث في تاريخ اسرائيل الا مرة واحدة بين اعوام 84 و88 حين حصل تعادل بين الليكود والعمل انذاك وتم تشكيل حكومة مشتركة بين اسحق شامير زعيم حزب الليكود وشمعون بيرس الذي كان زعيما لحزب العمل.

لكن الامر الواضح ان العديد من الظروف تغيرت منذ تلك الفترة حيث ظهر حزب كاديما الذي لم يكن اصلا موجودا وللتذكير فان كاديما اسسه رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارئيل شارون من اعضاء في حزب الليكود والعمل بحيث ادى وجود هذا الحزب الى تراجع كبير لحزب العمل وكذلك شبه انهيار لليكود في اول انتخابات جرت بعد تشكيل كاديما، وتشير بعض الاوساط المقربة من نتنياهو ان الليكود سيحاول ان يرد الضربة التي وجهت له من قبل كاديما في هذه الانتخابات بحيث سيعمل على تشكيل حكومة دون ان ينضم لها حزب كاديما حيث ابدى نتنياهو رغبه واضحة في هذا الاتجاه وذلك لان نتنياهو يعتقد ان بقاء حزب كاديما خارج الحكومة سيكون له تاثير على تراجع الحزب.

ويبقى ان نشير ان الانتخابات الاسرائيلية تحمل العديد من التغيرات كل فترة من الزمن وبالخصوص على صعيد الاحزاب والتشكيلات التي تظهر وتتقدم وتتراجع، حيث شهدت اسرائيل خلال السنوات الاخيرة سلسلة من التغيرات الكبيرة ولن نعود لسنوات السبعينيات او حتى الثمانينات فقط نذكر ان رابين استطاع تشكيل حكومة من العمل دون الليكود وبعد اغتياله كل الاستطلاعات كانت تعطي تفوقا واضحا لبيرس على نتنياهو ولكن النتائج في الانتخابات كانت لصالح نتنياهو الذي شكل حكومة الى ان جاء باراك واستطاع تحقيق نجاح كبير على الليكود وتشكيل حكومة عصفت بها الانتفاضة الثانية وسقطت قبل ان تكمل اربع سنوات، حيث عاد الليكود الى الحكومة برئاسة شارون والذي شكل بعد ذلك حزب كاديما الذي حصل على 38 مقعدا في اول انتخابات يخوضها الحزب الجديد والذي تراجع الى 28 مقعدا في الانتخابات الاخيرة برئاسة اولمرت رئيس الحكومة الاسرائيلية الحالية.

فهل ستشهد انتخابات الكنيست الاسرائيلي القادمة متغيرات على صعيد الاحزاب ؟ خاصة اننا لا نتحدث عن السياسة ذلك انه لا يوجد اختلاف كبير بين الاحزاب الاسرائيلية في القضايا الاساسية رغم تنوع الاحزاب بحيث سيكون لها تأثير على وجود بعض الاحزاب خاصة اذا جاءت نتائج الانتخابات كما تظهرها الاستطلاعات.

وفي حال استطاع الليكود تشكيل حكومة باغلبية مناسبة ودون تهديد حجب الثقة وبقاء حزب كاديما في صفوف المعارضة فان المتوقع ان ينحدر حزب كاديما، اذا اخذنا في عين الاعتبار العديد من القيادات الحالية لهذا الحزب جاءت من احزاب اخرى وكذلك اظهر سلوكها السياسي الشخصي خلال السنوات الاخيرة انهم يبحثون عن دور شخصي والبقاء في تشكيلات الحكومة الاسرائيلية ولن يستطيعوا الصمود في صفوق المعارضة وللتوضيح اكثر يكفي التذكير بحاييم رامون من زعيم في العمل الى زعيم في الهستدروت ومهاجمة حزب العمل ومن ثم العودة الى العمل والخروج مع شارون في تشكيل حزب كاديما كذلك شاؤول موفاز الذي فكر اعتزال الحياة السياسية والتهديد بالخروج من حزب كاديما بعد فشله في انتخابات الحزب الداخلية لصالح ليفني.

لم يتبق الكثير من الوقت للانتخابات حيث ستجرى يوم الثلاثاء القادم وستعطي النتائج الحقيقية اي من الاحتمالات لتشكيل الحكومة القادمة والتي تشير كل التوقعات انها ستشهد عودة بيبي نتنياهو لرئاسة الحكومة.