الخميس: 09/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاسير الغزي العطار يكشف معاناة الاسرى المختطفين خلال الحرب على غزة

نشر بتاريخ: 22/02/2009 ( آخر تحديث: 22/02/2009 الساعة: 15:53 )
نابلس- معا- أفاد الاسير الغزي صبحي ماجد العطار الذي اعتقل من بيته في بيت لاهيا يوم 312009 هو ووالده واخوه الصغير عرفات 17 عاما، في لقائه مع محامي نادي الاسير الفلسطيني في مركز تحقيق عسقلان، بانهم اقتيدوا الى منطقه بالقطاع بالقرب من الشريط الحدودي، وتم وضعهم في حفرة كبيرة بالاضافة الى معتقلين آخرين كانوا موجودين فيها ومكثوا ليوم وليلة تحت الشتاء والبرد الشديد.

وفي اليوم التالي تم نقل جميع اسرى القطاع وهم مقيدي الايدي ومعصوبي الاعين الى منطقة تل الشقف على البحر بحدود اسرائيل وتم ادخاله الى المحققين والذين توالوا في ضربهم وتعذيبهم بشتى الوسائل، حيث اعتدي على العطار باعقاب البنادق والركل على كافة انحاء جسمه وقاموا بنتف شعره من ناحية الرقبة، وعند احتجاجه على التعذيب قام أحد الجنود "ببطحه" على الارض ووضع سلاحه على راسه موهماً اياه بانه سيطلق الرصاص عليه، واعاد تكرار هذا الامر، وبعد خروجه وخروج كل المعتقلين من عند المحققين تم تقييدهم بالقيود البلاستيكية وتم رميهم في حفرة كبيرة في ارضيتها حجارة كبيرة وامروهم بالنوم فيها حتى الصباح وتحت المطر الشديد والبرد القارس.

واشار محامي النادي أن آثار القيود لا زالت ظاهرة تاركة لونا اخضرا مكانها، ومن ثم تم نقلهم الى منطقة عسكرية تدعى "زوكيم" وتم اجبارهم على خلع ملابسهم كما ولدتهم امهاتهم وتركهم في البرد القارس حتى ساعات الصباح الاولى.

واضاف الاسير العطار بأنه تم اخذه الى التحقيق هناك واثناء نقله من قبل الجنود تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح باعقاب البنادق وتم نتف شعره مرة اخرى، وقام المحقق بسؤاله حول انتمائه الى حماس وبالتحديد القسام واطلاق الصواريخ، الا أن الاسير اجابه بانه لا يرى بعينه اليمنى وعينه اليسرى يكاد لا يرى فيها فكيف به ان يقوم بما ينسب اليه.

وقال العطار بأنه وبعد عدة جولات تم نقلهم الى بركس كبير جدا ومقسم الى قسمين يكاد يكون القسم الواحد يصل الى 3 دونمات، وهناك التقى باخيه عرفات والذي اخبره نبأ استشهاد اخيه أمجد، ورغم كل ما مر به الاسير العطار اقتيد مرة اخرى الى التحقيق وتم ضربه على رقبته وخنقه من حنجرته وتهديده بالقتل اذا لم يعترف بما هو منسوب اليه.

واشار بانه مكث 3 ايام بلياليها في غرفة التحقيق وهو مشبوح على كرسي صغير ومقيد اليدين والرجلين ومنعوا عنه الطعام والشراب، وفي اليوم الثالث من التحقيق امره المحقق بالوقوف وانهال عليه بالضرب على وجهه ما ادى الى تكسر اسنانه وفقدانه للوعي ولم يستيقظ الا في غرفة الطبيب حيث تلقى علاجا اوليا هناك، وبعد مرور يومين على ذلك واثناء تواجد الاسرى الغزيين في البركس قام احد الجنود برشهم بالغاز المسيل للدموع بواسطة انبوبة كان يحملها ما ادى الى اختناق الاسرى وتم نقل بعضهم الى غرفه الطبيب منهم صبحي وسمير وخليل وحامد العطار، وبعد كل هذا العذاب تم نقلهم الى زنازين عسقلان، وتم ادخاله الى التحقيق مرة اخرى ليوم كامل دون السماح له بالنوم او الاكل او حتى الشرب وتم تهديده بانه غصبا عن انفه سعترف بانه حماس ومن القسام والا سيقومون بقتل ابيه واخيه امام عينيه الا انه كرر ما قاله بالسابق بانه لا يرى بعينه اليمنى وعينه اليسرى لا يكاد يرى بها، الا ان المحقق لم يقتنع بذلك وانهال عليه بالسب والشتائم والضرب العشوائي على كافة انحاء جسمه.

واضاف العطار بانه تم نقله بعد ذلك العصافير في بئر السبع وبمجرد دخوله تم الاعتداء عليه واتهامه بانه عميل للموساد الاسرائيلي ورغم اخبارهم بانه بريء الا انهم استمروا بضربه ومن ثم نقل الى التحقيق مرة ليستمر مسلسل التعذيب معه.

وقال قدوره فارس رئيس نادي الاسير إن سلطات الاحتلال استحدثت قبل شن الحرب بعدة أيام جهازاً قضائياً خاص مهمته الرئيسية محاكمة الأسرى الذين يتم "اختطافهم" خلال حرب تشنها على غزة أو جنوب لبنان في إطار ما يسمى "مقاتلين غير شرعيين "وهذا القانون يسمح لسلطات الاحتلال بالاستمرار في اعتقال أسرى دون محاكمة إلى ما لا نهاية، كما يُحرم الأسير من ممارسة حقوقه في الدفاع عن نفسه, والاطلاع على التهم الموجهة اليه، ويوفر غطاءً قانونياً وتشريعاً لاستمرار اعتقال الأسرى دون محاكم ولفترات طويلة جداً".

وأوضح أنه وحسب تصريحات قادة الاحتلال فإن تشكيل هذا الجهاز جاء لأن سلطات الاحتلال لن تكون مستعدة لإعطاء أسرى الحرب المتوقع اختطافهم أي حقوق أو امتيازات، لذلك سيتم تحويلهم إلى قانون المقاتل غير الشرعي والذي يتيح لهم معاملة هؤلاء الأسرى كمجرمي حرب وممارسة كافة الانتهاكات وأساليب التعذيب والتضييق بحقهم، واحتجازهم دون الحاجة إلى اللجوء لتقديم لوائح اتهام أو أدلة إدانة تحول دون احتجازهم إلى فترات طويلة".

وتجدر الاشارة إلى أن سلطات الاحتلال بدات بتطبيق هذا القانون قبل عدة أشهر مع الاسيرين رياض وحسان عياد من سكان حي الزيتون بمدينة غزة واللذين كانا معتقلين اداريا لفترات طويلة، كما ضمت اليهم شقيق الاسير حسان (نصر عياد) الذي أمضى مدة محكوميته البالغة سبع سنوات في السجن، وأعادت سلطات الاحتلال اعتقاله عند معبر بيت حانون وتم تحويله إلى الاعتقال المفتوح.

وطالب قدورة المؤسسات الحقوقية الدولية والصليب الأحمر الدولي بتحمل مسؤولياتها والعمل بشكل فوري على الاطمئنان على أسرى غزة الذين "اختطفوا" خلال العدوان ومعرفة مصيرهم، وأماكن احتجازهم، ثم العمل على إطلاق سراحهم وإعادتهم سالمين إلى أهلهم، وشدد على أن هذا القانون يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان، ويخالف كافة القوانين والمعاهدات الدولية، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة.