الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تيار الوسطية في فلسطين يعقد مؤتمره السنوي الثالث برام الله

نشر بتاريخ: 22/03/2009 ( آخر تحديث: 22/03/2009 الساعة: 21:09 )
رام الله -معا- عقد تيار الوسطية في فلسطين مؤتمره السنوي الثالث، بعنوان ( الاختلاف والتنوع في الوحدة) في قاعة المؤتمرات في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في البيرة، بدعم من مؤسسة ( كونارد أديناور) الألمانية.

وبدأ المؤتمر أعماله بجلسة افتتاحية تحدث فيها الأستاذ الدكتور محمد سليمان الدجاني، مؤسس تيار الوسطية في فلسطين، موضحا أهداف تيار الوسطية ومبررات تأسيسه والحاجة إليه في فلسطين ونشاطاته ومنجزاته، تبعه في الحديث الشيخ الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي حيث بين فضيلته مفهوم الوسطية وأنها من أسس وركائز الدين الإسلامي الحنيف.

ثم تحدث في نفس الجلسة توماس بيرنجر مدير مؤسسة (كونارد أديناور) في فلسطين، حول التعاون والشراكة الإستراتيجية بين مؤسسته وتيار الوسطية في فلسطين. وكان مسك ختام الجلسة الافتتاحية تخريج دورة تدريبية حول ( الوسطية في الإسلام) لمجموعة من العاملين في سلك القضاء الشرعي بالتعاون مع ديوان قاضي القضاة.

الجلسة الأولى من أعمال المؤتمر ترأسها الشيخ تيسير التميمي وتحدث فيها الشيخ خميس عابدة الوكيل في وزارة الأوقاف الذي تناول في حديثه ثقافة الحوار من منظور إسلامي، مبينا أن الحوار مظهر حضاري دعا إليه الإسلام، وانه من أسس الثقافة الإسلامية، ضارباً لذلك بأمثلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ومن التاريخ الإسلامي الحافل.

وفي نفس السياق كانت الورقة الثانية التي قدمها الدكتور بركات فوزي التي أكد فيها على أن الحوار هذه الأيام غدا ضرورة لازمة، وان الدين الإسلامي اهتم بالحوار كثقافة وممارسة وسلوك اهتماماً كبيراً، وان يكون هدفه البحث عن الحقيقة ولزوم إتباعها، وأن هناك إقرار بالاختلاف بين البشر لذا كان الحوار وسيلة للتقارب بين الناس كلهم وان اختلفت دياناتهم ومللهم، وتطرق في حديثه أيضا إلى آداب الحوار وشروط نجاحه.

الجلسة الثانية من أعمال المؤتمر التي أدارها الدكتور إسماعيل نواهضة كانت بدايتها بورقة عمل قدمها الدكتور سعيد القيق، بعنوان ( التعددية والتنوع في الإسلام) تحدث فيها عن التعددية السياسية كمظهر من مظاهر الوسطية في الإسلام، مبيناً آراء العلماء فيها، وتحدث أيضا عن الحقوق السياسية في الإسلام كحق التعبير عن الرأي وحق المشاركة السياسية، وتطرق في حديثه كذلك إلى الأحزاب السياسية وشرعية وجودها وخلص الدكتور القيق إلى إباحة وجود الأحزاب السياسية في الإسلام ضمن شروط وضوابط .

العهدة العمرية كنموذج للتعايش والتسامح في الإسلام كانت محور الورقة التي قدمها الدكتور حامد التميمي، وأشار فيها إلى أن العهدة العمرية هي تطبيق عملي للعدل والوسطية في الإسلام وتجلت بأبهى صورها في تطبيق الجيش الإسلامي لبنودها السمحة.

(الوسطية: مفهوم ورسالة) كانت عنوان الورقة التي قدمها الباحث والأكاديمي الأستاذ عدنان شعراوي دعا في بدايتها إلى تجلية مفهوم الوسطية بشكل واضح لا لبس فيه، عارضاً وجهة نطره القائلة أن المفهوم الأقرب إلى الوسطية هو مفهوم (الخيرية) وأن الوسطية هي العدل وهي الأخلاق وهي الاستعداد لملاقاة الآخر في منتصف الطريق.

وفي نهاية أعمال المؤتمر تلا الدكتور محمد الدجاني مقررات وتوصيات المؤتمر والتي كان من أهمها : تفعيل ثقافة الوسطية ونشرها في المجتمع الفلسطيني، والعمل على ضبط الفتاوى والخطابات المتشددة والمنابر المحرضة، وضرورة تثقيف الأئمة والخطباء والمربين والإعلاميين، المطالبة بإصدار تشريعات وطنية لمحاربة المحرضين على الغلو والتطرف، تفعيل القواسم المشتركة بين أفراد المجتمع، تعزيز قيم المواطنة وإعلائها على أي قيم أخرى.