الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسرح (الرواة) المقدسي اختتم بروفاته لمسرحية (شارع فساد الدين)

نشر بتاريخ: 29/03/2009 ( آخر تحديث: 29/03/2009 الساعة: 23:10 )
القدس-معا- برغم الاحداث المتلاحقة التي تدور في رحى القدس، والجفن الذي يأبى ان يغمض واضغاث الاحلام التي تحوم حولي مع كل ذلك ما زال هناك هاجسا يذكرني أنني مازلت أحمل على عاتقي مهمة لابد أن أنجزها منذ تخرجي من دراسة فن المسرح، وهي مهمة محددة سلفا في يومه وتاريخه وعامه ، وهي ان اخدم الوطن والقدس بفني وعلمي هكذا بدأ الفنان المقدسي اسماعيل الدباغ حديث وهو يستعد وفرقته الفنية لإحياء يوم المسرح العالمي حيث اختتم بروفاته المسرحية ليفتح الستار عن مسرحيته الجديدة (شارع فساد الدين) والتي ستعرض في 3/4 القادم على خشبة مسرح القصبة في رام الله وتنطلق من هنالك لتمثل فلسطين في ايام عمان المسرحية لمدة 3 ليال كما وستشارك في مهرجان طرطوس بسوريا للمسرح المحترف في منتصف نيسان.

وأمل الفنان الدباغ أن يكون الاحتفال هذا العام مختلفا للرواة عن السابق، حيث ستكون هذه المسرحية باكورة اعمالها .

وقال إنه على الرغم مما تعرض له الفنانون والكتاب والمسرح بشكل عام خلال الأعوام الماضية في القدس، "إلا أن إيماننا كبير بدور الفنان الحقيقي في بناء بلده نظرا للدور الملقى على عاتقه في المجتمع."

ويشير الدباغ الى ان الرواة تعكف على اتمام المهمة على اكمل وجهة ،فها هو مسرح الرواة يغرف عملا مسرحيا ملتصقا بهموم الفلسطينيين وخصوصا المقدسين داخل اسوار بيت المقدس ، ومسرحية شارع فساد الدين هي نقله نوعيه في الطرح والشكل الفني ، الجميل في لوحه سرياليه ساحرة تمثل شرائح المقدسين وتعريهم امام انفسهم ليروا ما آلت اليه امورهم وحياتهم اليوميه ، وكيف ما رايت من طرح جاد وعميق في النفس المقدسية واتهامها فيما الت اليه الامور في القدس.

والمسرحية نص وسينوغرافيا واخراج للمبدع المسرحي اسماعيل الدباغ فقد حمل في هذه المسرحية طاقه اخراجيه كبيرة تجلت في فرجته الشعبيه الجديده، وشاركه في التمثيل الممثلة المتألقة رشا جهشان والممثلين عطا ناصر وحسام الدين غوشة وعلاء ابو غربية ، وشاركهم الفنان عصام الصباح بتنفيذ الديكور بملازمة فني الصوت خالد المحتسب.

شارع فساد الدين" مسرحية تقدّم دراما الحياة في مدينة القدس في مأساتها وملهاتها الدامية، وفي لحظة يشهد أهلها سرقة الأرض من تحت أقدامهم وسرقة التاريخ من ذاكرتهم.

جرأة الطرح في النص والإخراج تقابلها عفوية أداء الممثلين الذين يقدمون حياتهم في القدس عند لحظة تاريخية حاسمة قبل أن ينجح الإحتلال في تحويلها لـ (أورشليم القدس).

في العمل إيماءة تحية للبطل صلاح الدين الأيوبي، صاحب شارع صلاح الدين ومحرر القدس من محتليها قبل ثمانية عقود.

يصاحبها تحية للتاريخ تقابلها غصة الواقع، وبين "شارع صلاح الدين" و"شارع فساد الدين" تتحرك الشخصيات في واقع صعب مواز لخشبة التاريخ في حلقة شعبية مسرحية تتجلى فيها روح الممثل الراوي.

وتأتي المسرحية لتلامس الصراع الانساني والاجتماعي والسياسي وتحولاته وتحفيزه على تقديم المزيد من الانجازات والعطاء لذلك الارث الابداعي الرصين الذي جعل مسرحيي العالم يقفون بوجل امام المسرح المقدسي ما جعل العروض تقفز عائمة في مخيلتهم وهم ينتزعون الجوائز في المهرجانات التي يشاركون فيها.

واضاف الدباع بان خشبة المسرح ليست فقط نافذة للهو والترفيه، بل هي فضاء واسع لاعادة رسم الواقع بصيغ ابداعية حضارية وانسانية متقدمة، يمد لسان السخرية والادانة لاعداء الانسان ويشيد حياة افضل تحترم انسانية وحرية الفرد.. ويبقى حب الناس للمسرح ازليا سرمديا، لان في داخل كل واحد منا ممثل على مسرح الحياة فكلنا ممثلون وفق هذا المنطق واروع الممثلين نحن الذين تحدينا الظلام والاحتلال وانتصارنا للسلام والانسان.

واهدى الدباغ هذا الجهد والعمل المتواضع الى القدس الجميلة والتي تزهى بحلتها الجديدة في احتفائية القدس عاصمة الثقافة 2009 والتي تحاصرها الامراض، علها تكون لمسة وفاء وعرفانا لما تقدمه القدس لابنائها.