الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا سيربح الفلسطينيون وماذا سيخسرون من موت شارون !!!

نشر بتاريخ: 05/01/2006 ( آخر تحديث: 05/01/2006 الساعة: 13:24 )
تقرير وكالة معا -بعد حوالي العام من وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وانشغال الاعلام الاسرائيلي بكل تفاصيل حالته الصحية وجد الاسرائيليون انفسهم يعيشون نفس الحالة وان نفس الكاميرات ووكالات الانباء وحتى نفس المراسلين الذي كانوا يحاصرون مبنى مقاطعة رام الله ومستشفى باريسي العسكري لمتابعة حالة عرفات الصحية يحاصرون الان بكاميراتهم مستشفى هداسا عين كارم لبث وفاة شارون وعلى الهواء مباشرة.

وبغياب شارون وعرفات عن الساحة السياسية يدب الذعر في اوصال المجتمعين الاسرائيلي والفلسطيني واللذان اعتادا طوال سنوات على نمط معين من الصراع ، فاحزاب اليسار ضعيفة واحزاب اليمين مأزومة ايدولوجيا ولا تصلح لقيادة رشيدة نحو المستقبل رغم قوتها وعافيتها في صناديق الاقتراع.

ويأتي "موت" شارون في لحظة حرجة تفقد المحللين صوابهم لان انهيار حزب كاديما قيد الانشاء سيدفع بالمجتمع الاسرائيلي الى حافة الضياع ويجعل من الايام المئة المتبقية للانتخابات كابوسا يؤرّق السلطة الفلسطينية واسرائيل والدول العربية واوروبا وامريكا على حد سواء.

فعلى صعيد " الايجابيات" التي يمكن ان يحصدها الفلسطينيون من موت شارون يمكن الاعتبار والتفكير على النحو التالي:

* التخلص من خطة شارون الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

* الانعتاق من اضرار العلاقة الشخصية الحميمة بين شارون والرئيس الامريكي جورج بوش والتي دفع الفلسطينيون ثمنها سياسيا وامنيا طوال 4 سنوات.

* الاكتفاء السيكولوجي عند الجمهور الفلسطيني الذي سيرى في موت شارون تعويضا نفسيا على فقدان زعيمهم ياسر عرفات.

* فتح الباب امام مبادرات من حزب العمل واليسار الاسرائيلي والتحلل من سطوة شارون ونكهته الطاغية على السياسية الاسرائيلية.

* فتح المجال امام قادة يهود جدد لاعتلاء سدة الحكم وهم لا يحملون في قلوبهم التاريخ الطويل من الكراهية والحروب مع العرب ، حيث ان شارون وفي اخر زيارة له عند الرئيس الامريكي قال بوش" حين كنت طفلا صغيرا يا سيدي الرئيس كنت العب مع الاطفال العرب بالجوار وكانت امي تقول لي العب يا شارون مع اطفال العرب لكن اياك ان تثق بهم" وبالتالي شارون لم يكن يثق بالعرب ابدا.

*ملف المحاسبة عند الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا والذي يعتبر شارون المسؤول الاول عن المجزرة.

*وهناك من يعتقد بأن موت شارون قد يدفع بالمستوطنين الى محاسبة الذات وتأنيب الضمير ويخلّصهم من الشعور بضرورة الانتقام حيث كان شارون خضع في الاشهر الاخيرة لحراسة مكثفة لم يسبق لزعيم اسرائيلي ان حظي بها خشية ان يقوم مستوطن يهودي متطرف باغتياله جزاء لانسحابه من قطاع غزة.

*انكسار الروح المعنوية عند الجنرالات الاسرائيليين الذين عاشوا فكرة التفوق العسكري واهملوا فكرة الحل السياسي وتوفير السلام للاجيال القادمة.

*اما على صعيد " السلبيات" التي سيجد الفلسطينيون انفسهم قد يواجهونها من جراء موت شارون فيمكن ان تكون على النحو التالي:

*فقدان الامل بنجاح تيار سياسي يميني وسط حزب كاديما في الساحة الاسرائيلية.

* استقواء اليمين حزبيا وشعبيا على المجتمع العبري وعودة الرموز الايديولوجية الموتورة مثل بيني ايالون وافيغدور ليبرمان.

*افساح المجال مرة اخرى لسطوع نجم بنيامين نتنياهو والذي تصفه الصحافة بانه ساحر يستطيع ان يخرج ارنب من قبعته لكنه لا يستطيع ان يطعم فقيرا واحدا كفايته من الخبز.

* انهيار الاقتصاد الاسرائيلي ما يعني ان اموال الدعم العالمي ستذهب الى تل ابيب على حساب غزة ورام الله.

* شعور اسرائيل بانها مضطرة للرد العسكري العنيف على اي هجوم صاروخي من غزة ولا يستبعد ان تضرب اسرائيل بعنف مناطق فلسطينية لاظهار قوتها الردعية للمقاومة الفلسطينية.

* عدم وجود فترة زمنية محددة لا سيما العام 2006 فيما يتعلق بالشراكة السياسية مع السلطة الفلسطينية والتي ستجد نفسها وحيدة ومعثرة ومضطربة تتابع المشهد الاسرائيلي دون حيلة دفاعية تحميها من اية تطورات .

* استمرار الجفاء السياسي بين واشنطن ورام الله وعد تحمس بوش للاستثمار اكثر في القضية الفلسطينية وانشغاله بالملف العراقي.