الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اهالي عزبة شوفة في طولكرم يطالبون السلطة والمؤسسات الحقوقية التدخل لانقاذهم من كارثة مكب النفايات المقام على اراضيهم

نشر بتاريخ: 14/06/2005 ( آخر تحديث: 14/06/2005 الساعة: 23:49 )
طولكرم-معا- اشار مراسلو وكالة معا وبعد وصولهم لمكب النفايات الصلب المقام على اراضي مدينة طولكرم ولقائهم بعدد من اهالي المدينة، الى ان كل زائر لمدينة طولكرم وبالتحديد الداخل اليها عبر حاجز الكفريات شمالا لا بد له ان يمر من جانب مكب النفايات الصلبة , هذا المكب المتواجد في تلك المنطقة منذ اكثر من 60 عاما , حيث يستخدم لتفريغ النفايات الخارجة من مدينة طولكرم , ومنذ ذلك الحين ومع التوسع السكاني في تلك المنطقة , وقرب الاراضي الزراعية من هذا المكب, اصبح يشكل عبئا ثقيلا وضررا صحيا وبيئيا على كل من هو متواجد في تلك المنطقة , عدا عن توسع المكب ذاته , حيث انه بدأ صغيرا حتى اصبح اليوم مساحته ما يقارب الـ50 دونم تقريبا , هذا التوسع جعل المكب قريب جدا من البيوت في هذه المنطقة وكذلك الاراضي الزراعية مسافة ما يقارب العشرين مترا ليس اكثر .
و بالاضافة الى الروائح الكريهه التي تنبعث من المكب، وما يزيد الوضع الصحي سوءا تصاعد الدخان من خلال عملية الاحتراق التي يسببها تفاعل الغازات المتواجدة فيه , ليس هذا فحسب , بل هنالك خطرا كبيرا وحقيقيا على السكان من جراء تواجد الكلاب الضالة التي تتواجد هناك اضافة الى الحشرات الناقلة للأمراض , و الطيور التي تتغذى على الاوساخ , كل ذلك يشكل انتشارا سريعا وكبيرا للأمراض الذي تحمل من هذا المكب و ينقل الى الاماكن الاخرى.
قام مراسلو وكالة معا الاخبارية و كاميرا تلفزيون السلام في طولكرم بزيارة المنطقة للإطلاع على الظروف المعيشية والحقيقية هناك وخلال تواجدهم لما يزيد عن ثلاثة ساعات قال المراسلون : شعرنا بما يعيشه ساكني المكان , اصابنا الم شديد في الرأس , اضافة الى ضيق في التنفس , فما هو حال الاهالي الذين يسكنون هناك منذ اكثر من اربعين عاما .
ويضيف المراسلون توجهنا الى المختار السابق لعزبة شوفة الحاج ابراهيم عبد الله صالح ( ابو فتحي ) البالغ من العمر 72 عاما , حدثنا عن معاناته اليومية من جراء تواجد هذا المكب حيث انه يعيش هناك منذ اكثر من 60 عاما, فقال: هذا المكب بدأ صغيرا و كان بعيدا عنا الا انه ومع التوسع السكاني في المنطقة , وتوسع المكب ايضا الذي تعدى على اراضي المواطنين , اصبح عبئا كبيرا علينا جميعا وعلى اطفالنا , فالامراض منتشرة بكثرة , اضافة الى انني رجل كبير في السن , لا استطيع ان اجلس على باب بيتي بحرية من جراء الدخان الكثيف , زوجتي ايضا اصبحت تعاني منذ فترة من مرض الربو , طرقنا جميع الابواب دون فائدة , لم نترك أي شخص مسؤول الا وشكونا له حالنا , توجهنا الى رئيس البلدية , الى المحافظ , رفعنا العديد من مذكرات الاحتجاج الى المسؤولين في الحكم المحلي دون جدوى , فلا بد من ايجاد حل سريع لهذه المأساة الحقيقية , إما بإزالة المكب من هذه المنطقة , او ردمه بالتراب .
ومن خلال لقاء فريق الوكالة مع السيد ابو عمرو, مزارع يمتلك اراضي زراعية في المنطقة وقريبة من المكب , تحدث بألم شديد , اصبح محصولي قليل وضعيف , فقد خسرت كثيرا , المكب يؤثر علينا بقوة , من خلال دخانه وعصارته السامة التي يفرزها على التربة , بل غير ذلك , اصبحت ازرع ولا اجد من يشتري محصولي ) .
اقتربنا اكثر من المكان , من خلال توجهنا الى بيت الحاجة ام سمير البالغة من العمر 55 عاما , والتي استقبلتنا وكأنها تبحث عنا منذ زمن بعيد , ارتفع صوتها وهي تتحدث الينا , اين المسؤولين , أين رئيس البلدية , اين انت يا محافظ , اين هم جميعا من هذا المشهد البشع , ايعقل ان يكون المكب على مدخل المدينة , ايعقل بأن يكون قريب من بيوتنا لهذا الحد , لا نستطيع ان نفتح نوافذ غرفنا نهائيا بل نحن محرومين من الجلوس على سطح منزلنا , اطفالنا اصبحوا يعرفون الطبيب معرفة شخصية من كثرة الامراض التي تصيبهم , فالمرض جزء من حياتنا .
خرجنا من المكان متوجهين الى مكتب الدكتور سعيد حنون مدير دائرة صحة طولكرم , تحدث عن امراض كثيرة وخطيرة يسببها ذلك المكب من جراء النيران و الدخان المنبعث منه , اضافة الى الحشرات الكثيرة والكلاب والطيور الناقلة للأمراض , كما اضاف بأن هذا المكب يصل تأثيره لأكثر من 70 الف نسمه , فتأثيره يمتد الى قرى شوفه وعزبة شوفه و كفا و فرعون و ارتاح اضافة الى سكان الحي الجنوبي للمدينة , ان تأثير المكب يصل ايضا الى التربة و الاراضي الزراعية هناك , حيث انه اصبح المزارعين لا يجدون من يشتري محصولهم الملوث من عصارة المكب , اضافة الى تأثيره على الآبار الارتوازية خاصة في فصل الشتاء .
رئيس بلدية طولكرم المهندس محمود الجلاد ,توجهنا اليه و نقلنا له ما سمعناه من سكان المنطقة , وما قالوه وطلبوه من البلدية ورئيسها , فقال الجلاد : نحن في بلدية طولكرم نعمل ليلا نهارا بالاشتراك مع محافظ المدينة وكل المسؤولين على ازالة هذا المكب من تلك المنطقة التي اصبحت مأهولة بالسكان , ولكن المشكلة الحقيقية التي تواجهنا هي التمويل , فنحن لا نملك التمويل اللازم لأستخدام مكب اخر , مع ان الموقع موجود في منطقة بعيدة جدا عن السكان , وموافق عليه من الجانب الاسرائيلي , ولكن هذا المشروع يتطلب ما يقارب 8 مليون دولار , ونحن لا نملك هذا المبلغ , ليس هذا فحسب , بل يتطلب جرافات وسيارات خاصة لنقل النفايات اليه , فبمجرد ان يصل التمويل اللازم , سنقوم بنقله فورا .