الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

مروان البرغوثي يدعو المقدسين الى المشاركة الكثيفة في الانتخابات التشريعة تأكيدا على عروبة القدس

نشر بتاريخ: 07/01/2006 ( آخر تحديث: 07/01/2006 الساعة: 17:24 )
رام الله- دعا النائب مروان البرغوثي، امين سر حركة فتح في الضفة الغربية ورئيس قائمة فتح في الانتخابات التشريعية القادمة،الى اعتبار يوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري "يوم للقدس"مؤكدا على اهمية انجاح معركة تثبيت الحق الفلسطيني بكثافة في الانتخابات في القدس مشددا على ان الانتخاب في المدينة هو "شكل من اشكال ممارسة السيادة فيها" .

وشدد البرغوثي على وجوب عدم الربط ما بين اجراء الانتخابات الفلسطينية والتطورات الداخلية الاسرائيلية الناشئة عن التدهور الصحي لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون وقال"الانتخابات عملية سياسية وقانونية ووطنية من الدرجة الاولى ولا ينبغي اخضاعها لأي مؤثرات خارجية مثل ما يحدث من تطورات في اسرائيل ".

ورأى البرغوثي انه في حال فوز "فتح" في الانتخابات التشريعية القادمة ، وهو ما يأمله، فانه ليس بالضرورة ان تكون الحكومة القادمة مقتصرة على نشطاء الحركة مشيرا الى انها ستكون"حكومة ذات قاعدة عريضة وحكومة ائتلاف وطني"لمواجهة الاخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية بل سنعمل على تشكيل حكومة موسعة على اساس الكفاءة والخبرة ونظافة اليدين ".

واعتبر البرغوثي مشاركة الفصائل الفلسطينية باتجاهاتها المختلفة في الانتخابات التشريعية القادمة امرا هاما من شأنه ان يخلق نظاما سياسيا فلسطينيا جديدا يشارك فيه الجميع باتخاذ القرار ويتحمل الجميع المسؤولية عن هذا القرار من خلال وجودها في المجلس التشريعي الذي يمثل عامودا اساسيا من اعمدة السلطة الفلسطينية التي ستكون مسؤولة عن الحرب والسلم.

استهجن البرغوثي الموقف الاسرائيلي الضبابي من موضوع الانتخابات في مدينة القدس وقال "مشاركة اهلنا في القدس في هذه الانتخابات هو جزء من صراعنا حول القدس، مسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقيامة سيدنا المسيح عليه السلام .

وأضاف"واننا اذ نتمسك بحقنا باجراء الانتخابات في القدس فاننا ندعوا اهلنا في المدينة لتحويل يوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري الى يوم للقدس يتدفقون فيه نساءا ورجالا على صناديق الاقتراع ليؤكدوا بأصواتهم على عروبة المدينة وليردوا على حكام تل ابيب الذين يتحينون الفرصة لسرقة المدينة ".

وتابع"انني ادعوا كل الاحبة المقدسيين المرابطين في هذه الارض المقدسة الى اعتبار يوم 25 كانون الثاني يوما للقدس في اطار تثبيت وتاكيد هويتها الفلسطينية والعربية والتعبير عن ذلك من خلال التصويت بكثافة مؤكدا على ان التصويت والانتخابات في المدينة المقدسة هو شكل حضاري وديمقراطي سياسي للتاكيد على ان القدس العربية هي فلسطينية وجزء لا يتجزأمن السيادة الفلسطينية التي يجاهد شعبنا من اجلها".
ودعا المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات ذات مصداقية لتميكن الشعب الفلسطيني من اجراء انتخابات حرة ونزيهة في القدس كما في سائر ارجاء الارض الفلسطينية.
واخذ البرغوثي عهدا على نفسه بأن يحقق امنية القائد الشهيد الرئيس ياسر عرفات بأن ينام قرير العين في القدس بعد تحريرها وقال"اذا كنت انا الوحيد من ابناء "فتح"الذي شرفني زعيمنا الخالد القائد ابو عمار برفع صورتي فانه بذلك كان يكرم الحركة الوطنية ..اذا كان رفع صورتي بيديه فانني احمله بقلبي ووجداني واعتبررسالته وصية وامانة علينا جميعا ان نحققها في اقرب وقت ممكن".

وأضاف" لقد حلم ابو عمار دائما ان ينام بالقدس قرير العين بعد تحريرها ويبكيني انه ينام الان قريبا منها الا اننا نعاهده عهد المحبة والوفاء انه سينام قريبا في القدس لتعود روحه الطاهرة امنة مطمئنة الى ربها ولتصلي ليل نهار في رحاب القدس".
ودعا البرغوثي الشعب الفلسطيني لتجديد الثقة بحركة فتح وقال"قد لا تكون قائمتنا مثالية ولكن هذا ما استطعنا ان ننجزه في الظرف الصعب الذي وضعنا فيه وفي حوارنا المتعب والمرهق"وأضاف"ولكننا نعد بأن نعمل على بناء سلطة قوية ،قادرة على القيام بمهامها وتكسب احترام المواطن الفلسطيني قبل كل شيء وتكسب احترام العالم ..ان السلطة القوية والقادرة هي تلك التي تكون اداة لبناء الديمقراطية التي يندمج فيها الجميع ويشارك فيها الجميع وتكون مسؤولة عن الحرب والسلم".
وخاطب البرغوثي ابناء ومناصري حركة فتح والاغلبية الفلسطينية الصامته"ان التصويت حق فردي وجماعي بل هو واجب وطني واخلاقي وديني وانني ادعوكم لتجديد الثقة بحركة فتح واعطاء فرصة لهذا الجيل من قادة الحركة الذين يتواجدون معكم في الميدان ويعرفون همومكم الوطنية وتعرفون تضحياتهم الكبيرة "وقال"اعدكم باخلاص من داخل اسوار سجني ان فتح اذا نالت ثقتكم ستتعامل مع الاولويات الوطنية والشعبية بصورة شفافة وستكون سندا للوحدة الوطنية وضمانة للطموحات الوطنية وسنكون خاضعين للحساب والحسابة في كل ما يتعلق بامن وامان المواطن الفلسطيني الذي يعاني كل انواع الفلتان وانعدام الامن".
وفي هذا الصدد قال"لم نتعامل يوم في فتح مع السلام والمقاومة كاهداف بحد ذاتها وانما كانت هذه على الدوام ادوات لتحقيق استقلالنا الوطني مع استعداد عال وهامش واسع لامكانية تحقيق حلول سياسية عادلة معناها بمفهومنا قيام دولة فلسطينية مستقلة على كامل الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967 بعاصمتها القدس الشريف ورفع الظلم والمعاناة المستمرة عن اكثر من 60% من الشعب الفلسطيني الذين يعيشون حياة التشرد والجوع والحرمان في مختلف بقاع الارض وتحقيق حقهم بالعودة والتعويض".
وأضاف"واذا كانت المقاومة العنيدة والطويلة هي شرف لحركة فتح والشعب الفلسطيني بقواه المختلفة فان الديمقراطية هي الدرع الحصين لحماية قضيتنا الوطنية وحماية جبهتها التاريخية وهي ورقة اعتمادنا الى العالم والامة العربية والاسلامية ودليل على حضارة هذا الشعب وعمق تجربته التي شكلت توأمة مع استعداد الشعب الفلسطيني اللا محدود للتضحة بالدم وبذل الغالي والرخيص في سبيل رفعة هذا الوطن".
وفيما شدد على اهمية استقطاب الكفاءات الفلسطينية المميزة في فلسطين والشتات فقد وعد ب"ادارة تنتهج الشفافية الكاملة في ادارة شؤون الحكم بما يقنع المواطن الفلسطيني والمستثمر الفلسطيني والعربي والاجنبي على العودة للاستثمار في هذا البلد".
ودعا البرغوثي حركة"فتح" والفصائل الوطنية والاسلامية الفلسطينية الاخرى لحماية الانتخابات والحرص على اجرائها في موعدها المحدد في الخامس والعشرين من الشهر الجاري في عرس ديمقراطي كبير بعيدا عن التشويش والتخريب مستهجنا الاعتداءات على مقار لجنة الانتخابات المركزية وقال"الاستقلال والحرية ليستا عناوين للاعتداء على الناس وانتشار ظواهر الفلتان الامني".
وعبر البرغوثي عن اسفه وحزنه الشديد للاشتباكات التي دارت على الحدود المصرية -الفلسطينية والتي راح ضحيتها جنديان مصريان داعيا كل القوى المجتمعية للتعاون لانهاء حالة الفلتان الامني والتي تلحق الاضرار بالشعب الفلسطيني وقال"ادعوا لاعتبار الجنود المصريين الذين سقطوا شهداء للقضية الفلسطينية ورفاق درب ومعاملة اسرهم على هذا الاساس من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية".
وفي هذا الصدد فقد وجه البرغوثي التحية لكل القوى والفصائل المشاركة في الانتخابات التشريعية متمنيا لها النجاح والتوفيق وخاصة تلك القوى التي تدخل المجلس للمرة الاولى معتبرا وجودها في المجلس انما يعزز التعددية والشراكة ويضمن الحياة الديمقراطية في المؤسسات الفلسطينية.