الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاجتماع القادم لعباس وشارون فرصة لانجازات كبيرة

نشر بتاريخ: 15/06/2005 ( آخر تحديث: 15/06/2005 الساعة: 19:11 )
معا - من المفروض ان تكون حالة ادخال ابو مازن الى احدى المستشفيات الاردنية ، حدثا لتحفيز سيادته وكذلك السيد شارون على ان يخرجا باشياء مهمة وجيدة وليس مجرد صور تذكارية .
ان التساؤلات المثارة حول صحة ابومازن الجسدية (( والسياسية )) لا تمنع من ان ندرك نحن الاسرائيليون ان الفرصة المتاحة للتحاور مع هذه الشخصية "البراغماتية " لن تدوم الى الابد,وكذلك فان على الفلسطينيين ان يعلموا ، ان قبضة شارون على السلطة ، سوف يتم اختبارها عندما تتم عملية الانفصال في آب القادم .
على عباس وشاروون ، ان يخرجا من قمتهم المرتقبة بمجموعة من التفاهمات بحيث يقوي كل منهما موقف الاخر ، فلدى الزعيمان مصلحة مشتركة في ان تتم عملية الانفصال بيسر وسهولة ، كذلك فانه لابد من وضع نظام للتعاون الامني بين القيادتين وعلى الصعيدين المحلي والثنائي من اجل وضع حد للمشاكل المرتقبة ، ولابد ان يكون الجنرال الاميريكي وليام وورد جزءا من العملية ، وذلك لمساعدة الطرفين على ايجاد الحلول خلال اوقات الازمة التي قد تنشأ.
على شارون ان يسمح للسلطة محاربة الارهاب
فعلى سبيل المثال ، كيف يمكن للاسرائيليين والفلسطينيين وضع حد لاطلاق الصواريخ ضد التجمعات الاسرائيلية فيما تتم عملية الانفصال ؟ وماذا عن الهجمات المتوقعة او تلك التي من الممكن حدوثها ضد المستوطنين والجنود خلال عملية الانسحاب ؟ ماذا عن الهجمات والاعتداءات الي يمكن ان يقترفها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الاراضي المحتلة ؟
كيف سيكون رد الفعل في الحالة التي تنفذ فيها جماعات اليمين الاسرائيلي تهديداتها بالقيام بالمسيرات عبرغزة للوصول الى المستوطنات؟
وبعيدا عن مجالات التنسيق ، لابد لشارون ان يسمح للسلطة الفلسطينية من خلال قواها الامنية = باشراف اميريكي = التسلح بالاسلحة والادوات اللازمة لمحاربة "الارهاب" كما تطلب اسرائيل ،، ان السلطة تقوم عمليا بتجنيد الآلاف من المتطوعين للمساعدة على ان تتم عملية الانفصال بسهولة ويسر ، ولكن هؤلاء تنقصهم الاجهزة والحد الادنى من الادوات والاسلحة للقيام بمهامهم في مطاردة اعضاء حماس والجهاد المدججين بالاسلحة .
على اسرائيل ان تسمح للسلطة بادخال تلك السيارات المدرعة التي تبرعت بها روسيا مؤخرا ، كذلك لابد من السماح للسلطة من الحصول على المزيد من البنادق واجهزة الاتصالات وكذلك الاسراع في الموافقة على السماح لمزيد من المتطوعين للتدريب في اجهزة الامن المصرية .
كل هذا يجب ان يكون متزامنا مع اجراءات يقوم بها ابو مازن ، فعليه المزيد ليعمله تجاه ما تطلبه اسرائيل منه حول محاربة "الارهاب" ، مقابل موافقة اسرائيل له على تحويل الميليشيات الى احزاب سياسية ، ومن ثم اخراطها في اللعبة والنظام السياسي ، وعليه مواجهة اولئك الذين يرفضون القاء اسلحتهم بكل قوة ،،، ولابد من تشكيل لجنة اميريكية ، اسرائيلية ، فلسطينية ، لمتابعة ما اذا كان المطلوبين على اللائحة الاسرائيلية قد القوا اسلحتهم ونبذوا " الارهاب " ام لا
على ابو مازن ان يمنع التحريض في الاعلام الفلسطيني
بامكان ابو مازن تعزيز مصداقيته لدى الجانب الاسرائيلي من خلال ايقاف التحريض الذي تمارسه اجهزة الاعلام الفلسطيني ، بامكانه ان يقترح قيام طرف ثالث محايد لمراقبة تصريحات واعمال كل من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي والتي قد تساعد على استثارة اعمال العنف من هذا الطرف ضد الاخر ، وتحديد من المسؤول عن اعمال التحريض من كلا الطرفين ، كذلك لابد من التوصل الى تفاهمات اقتصادية لتحسين الاوضاع في الاراضي المحتلة بعد الانسحاب ، فعلى سبيل المثال ، اسرائيل كانت قد تقدمت باقتراحات مثيرة للاهتمام ، مثل بناء معابر متطورة على الخط الاخضر ، وكذلك انشاء خطوط للسكة الحديد تربط ما بين مرفأ اسرائيلي والاراضي الفلسطينية من اجل تسهيل انسياب البضائع ، اضافة الى ما كانت اسرائيل قد اقترحته من بناء خط سكة حديدي يكون بمثابة الممر الامن الذي يربط ما بين الضفة وغزة والسماح كذلك ببناء ميناء فلسطيني في غزة ، لذلك, لابد من وجود او تشكيل لجنة لمتابعة كل هذه القضايا لبحثها والخروج بالاليات المناسبة لتنفيذها ،
اخيرا ،، ورغم ان شاروون لايبدي الكثير من الحماسة للتوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين ، فلابد له من ان يعطي افقا سياسيا لابومازن فيما يتعلق بانشاء دولة فلسطينية مستقبلية وهذا حتى يوفر الفرصة له للاثبات لشعبه ان بالامكان التوصل الى نتائج ملموسة دون الحاجة الى اللجوء الى العنف .
شارون ايضا بحاجة الى ان يجتمع مع الفلسطينيين ، واللجنة الرباعية ، وجميع الاطراف المهتمة وذلك من اجل مراجعة الطرق الكفيلة بالعودة الى خارطة الطريق والالتزام بها خاصة بعد اتمام عملية الانسحاب وكذلك الانتهاء من عملية الانتخابات التشريعية في الجانب الفلسطيني ، هكذا اجتماع قد يقود الى تطورات دبلوماسية ، بدون ان يؤدي ذلك الى الزام اسرائيل فيما يتعلق بمحادثات الوضع النهائي, اذا استطاع الزعيمان ان يستفيدا من الفرصة المتاحة امامهما خلال الاجتماع القادم كما هو موضح اعلاه ، فسيكون بامكانهما ان ينجحا في انجاز ما هو اهم من ذلك.