الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسرائيل تتهم فتاة روسية بعضوية كتائب شهداء الاقصى

نشر بتاريخ: 15/06/2005 ( آخر تحديث: 15/06/2005 الساعة: 20:19 )
معاً - يبدو أن اييرينا سراحنة لم تكن تدرك أن القدر سيسوقها من برد روسيا القارص الى أجواء مخيم الدهيشة المشتعلة دائماً, فهي مولودة هناك في بلاد اعتادت أن تحتل وتغزو لا أن تحتل وتستعمر, فقد قادها اليه حبها لزوجها ابراهيم سراحنة الشاب الهادىء الذي يقطن مخيم الدهيشة القريب من بيت لحم لتتزوجه وتسكن معه ومع زوجته الأولى وأطفالها الخمسة لتضيف له طفلتين.
عاشت اييرينا بتواضع شديد ونسجت علاقة حميمة مع الأهل والجيران الذين يذكرونها بالخير دائماً وتقول عايشة عبيد التي كانت لسنوات في المعتقلات الاسرائيلية بتهمة الانتماء لفتح أنها عاشرت ايرينا بحكم الجيرة وتلمست فيها نموذج للفتاة المخلصة والمحبة للناس لدرجة تعلمها العربية وبسرعة وأن العديد من الفتيات لا يقدمن على ما أقدمت عليه ايرينا وهي ذات الأصل الروسي وليس الفلسطيني.
ففي يوم 23 . 5 . 2002 صعدت الى جانب زوجها ابراهيم في سيارته التي تحمل اللوحة الصفراء وانطلقوا من مخيم الدهيشة متوجهين الى داخل اسرائيل ومعهما عيسى بدير وعرين شعيبات وكانت الأراضي الفلسطينية تخضع لحصار مشدد واجتياح لمعظم المدن الفلسطينية.
وصلوا جميعاً الى "ريشون لتسيون" وهناك كان الهدف شارع مزدحم والتعليمات من المغربي الصغير ومحمود سالم الذان يقضيان الآن حكم بـ 18 مؤبد في السجون الاسرائيلية بان تكون العملية مزدوجة حيث يفجر بدير نفسه وعند تجمع طواقم الجيش والاسعاف تقوم عرين بتفجير نفسها ولكن عرين تعود عن ذلك وتتردد في التنفيذ ليعودوا بها الى بيت لحم.
ووسط زحمة المكان يقوم الشهيد عيسى بدير بتفجير نفسه مما أدى الى مقتل 6 واصابة العشرات كما اعلن الجيش الاسرائيلي في حينه.
وفي غرفة لاحدى الفنادق القريبة من المكان تقتحم قوات من الجيش الاسرائيلي المكان وتلقي القبض على ابراهيم وزوجته ايرينا علماً أن ابراهيم يحمل البطاقة المقدسية.
خضع ابراهيم واييرينا الى تحقيق قاسي جداً وحسب ادعاء المخابرات الاسرائيلية فاييرينا كانت تحمل بطاقة هوية اسرائيلية مزورة.
ابنتها غزالة بقيت تجوب شوارع المخيم, فايام عمرها الأولى لم تسعفها في ادراك ما يجري من حولها وزيادة الاهتمام الحاصل من الأهل والجيران تحسباً لسنوات الحرمان من أمها التي تقبع خلف القضبان ووالدها الذي حكم بستة مؤبدات و45 عام.
وبعد أسبوع داهم الجيش منزل ابراهيم وقام بهدم أجزاء داخلية منه وعاث به خراباً, وقبل المغادرة اعتقل شقيقه موسى (40 عاما) وهو متزوج ولديه أربعة أطفال وكذلك شقيقه عيسى (38 عاما) ولم يكتفي الجيش بذلك بل وبالسؤال عن خليل الشقيق الأصغر الذي لم يكن موجوداً في المنزل ليطاردونه ويلقون القبض عليه في منطقة الخليل بعد شهرين.
والمحكمة الاسرائيلية حكمت على عيسى بستة شهور قضاها في سجن عوفر, أما خليل فقد حكم بمؤبد وعشرين عاماً بتهمة ايصال الاستشهادي الشوعاني من كتائب الأقصى والذي نفذ عملية فدائية في القدس. وموسى أيضاً حكم بالمؤبد وعشرين عام بتهمة معرفته بمخططات أخيه.
ووقف القاضي الاسرائيلي في المحكمة ليعلن الحكم على ايريينا بالسجن ثلاثة سنوات ونصف بتهمة الانتماء لكتائب الاقصى ومساعدة ناشطين.
ويقول عنها عيسى قراقع رئيس نادي الأسير الفلسطيني تعرضت لتعذيب شديد خاصة أثناء الفترة الأولى لاعتقالها, اضافة الى تعرضها للضرب من قبل السجانين حيث كانت تتصدر الدفاع عن زميلاتها.
أما والد ابراهيم العجوز أبو يوسف والبالغ من العمر 70 عاما فأنه يدعو الله ليل نهار أن يفك أسر أبنائه وجميع المعتقلين ويناشد المؤسسات المحلية والدولية أن تتدخل لاطلاق سراحها تحديداً لخصوصية وضعها كما يعبر عن تخوفه من أن تقدم اسرائيل على ابعادها خارج البلاد بعد فترة حكمها مما سيشكل كارثة أسرية فابنتيها تنتظران في مخيم الدهيشة عودة امهما بفارغ الصبر وغزالة التي يبلغ عمرها اليوم أربعة أعوام تقول " نفسي أبوس أمي وأحضنها, ما بدي أبوس الشباك والحديد أنا بكون بعيدة عن أمي و ما بقدر ألمس ايدها". فغزالة محرومة حتى أثناء الزيارة من حضنة سريعة أو قبلة لقاء ووداع ما بين الزيارة والزيارة التي تبداء بالدموع وتنتهي به. وما بين روسيا ومخيم الدهيشة كانت ايرينا تحمل أحلام وطن انتمت له ودفعت ثمن سنوات من عمرها خلف القضبان وتنتظر المجهول القادم من سراديب الزمان.