الثلاثاء: 28/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا قال اوباما لنتنياهو وهل نجح الاخير في كسب ود زعيم البيت الابيض؟

نشر بتاريخ: 19/05/2009 ( آخر تحديث: 20/05/2009 الساعة: 08:02 )
بيت لحم- معا- على مدى اسابيع خلت عمل بعض المحيطين برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على تهدئته واقناعه بان الرئيس الامريكي باراك اوباما لن يحرجه خلال اجتماعهما الاول وسيحاول اضفاء صفة التواضع على الخلافات بينهما وتقزيمها لكن سيد البيت الابيض على ما يبدو لم يسمع بهذه النصائح والتعهدات فغمر نتنياهو فور جلوسه الى جانبه في المكتب البيضاوي بالحديث عن فكرة حل الدولتين وخارطة الطريق وردا على تصريحات ليبرمان تناول الرئيس الامريكي في حديثه مؤتمر انابوليس مرتين خلال الاجتماع القصير نسبيا.

بهذه المقدمة افتتح موفد صحيفة معاريف للعاصمة الامريكية واشنطن بن كاسبيت تقريره الذي تناول اجواء اللقاء الاول واضاف : تحدث الرئيس الامريكي عن وقف الاستيطان وعن التزامات الاطراف السابقه وضرورة التعامل معها بجدية وعن الوضع الانساني في غزة ولم يترك اية قضية لم يتناولها ولم يترك حجرا الا وقلبه فيما بقي نتنياهو جالسا بجانبه ومصغيا بشكل جيد .

ومن الجانب الاخر يقول موفد معاريف بانه يتوجب الاعتراف بان اتصالا وعلاقة جيدة وجدت بين الاثنين ويستطيع نتنياهو ان يخرج من هذا الاجتماع بمشاعر مختلطة ومتضاربة ومن الصحيح القول بانه تلقى " الدوش" البارد ولكنه نجا ليتحدث عنه وفي النهاية تسخن المياه الباردة او يعتاد الشخص عليها .

وحاول نتنياهو بكل السبل ان يترك انطباعا جيدا لدى الرئيس الامريكي وان يثير اعجابه بشخصه وان يجد وسيلة للتواصل معه لدرجة فرض نفسه عليه لكن لم يعرف حتى الان مدى النجاح الذي حققه .

والثابت من بين كل الاشياء التي احاطت بالزيارة هو ان الاجتماع الثنائي الذي منع من حضوره حتى كاتب البروتوكول استمر ساعه ونصف وبعدها فقط بدأ بعض المساعدين بالتسلل الى غرفة الاجتماع حتى تحول الى اجتماع موسع واستمر النقاشات اربع ساعات وهذا قد يكون مؤشرا ايجابيا وقد يكون العكس .

والسؤال الاهم ماذا وجه نتنياهو هناك ؟ باراك اوباما لم يترك نتوءا صغيرة الا وداس عليه بقدمه " في اشارة الى شمول المواضيع التي طرحها وكان هناك الكثر من الاشارات والرموز المهمه مثل قول اوباما بانه يثق بقدرات نتنياهو السياسية وكأنه اراد القول لا تزعجني ولا تحاول اللعب معي بالقول بانك تواجه مشاكل ائتلافيه انت بالنسبة لي رئيس الوزراء وعليك ان تعرف كيف تقرر وتنفذ .

واضاف اوباما: انا واثق باننا سنتقدم خلال الاسابيع او الاشهر القادمة ولكن ليس السنوات القادمة نحو هدف اقامة الدولتين ولسان حاله يقول لنتنياهو لا يوجد مزيدا من المماطله انا اتحدث عن ايام واسابيع وعليك ان تنسى السنوات او تشكيل لجان لنتصارع على كل بؤرة استيطانية ستة اشهر .

والاشارة الاخرى جاءت في ثنايا قول باراك اوباما في وصف نتنياهو الذي قال فيه " بانه يجمع بين الشباب والحكمة مقتنع بانه سيستغل الفرصة التاريخية " ويرمي من وراء هذا القول افهام نتنياهو بعدم العودة على اخطاء ولايته الاولى وليخبر نتنياهو بان الموقف المطلوب منه عليه طرحه الان والا اضاع الفرصة للابد وعليك استخلاص العبر والدروس مما جرى لك .

نتنياهو من ناحيته لم يبخل هو الاخر في طرق الرموز والاشارات فحين قال " على الفلسطينيين والاسرائيليين العيش جنبا الى جنب " قصد ان يقول " اتركوني من فكرة الدولتين من الصعب علي قول هذا المصطلح لانني اواجه مشاكل داخل الائتلاف ولكن من الناحية الاخرى كيف سيعيش الاسرائيليون والفلسطينيون جنبا الى جنب ؟ في برك السباحه ؟! في النوادي الليلية ؟! من الواضح انهم سيعيشون في دولتين متجاورتين .