الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المبعد محمود عزام لم يهنأ بالاستقرار بين عائلته منذ الثامنة عشرة

نشر بتاريخ: 26/05/2009 ( آخر تحديث: 26/05/2009 الساعة: 23:33 )
جنين – تقرير معا – اختلط الحزن بالفرح لدى ام عادل زوجة المبعد محمود عزام وهي تشاهد حفل استقبال زوجها في غزة عبر الشاشات الفضائية والذين انتظروه على مدى 12 عاما كان يقبع خلالها خلف القضبان الاسرائيلية دون اي تهمة او محاكمة او سجن اداري او تعبر عن فرحها لانه انتهى من رحلة الالام والمعاناة طوال هذه المدة.

الزوجة ام عادل وبجانبها ابنتها البكر سمية 26 عاما وبالقرب منها عمير وهناك اصغر اولاده محمود والهاتف يدق ليطمئن ابنهم عادل المتواجد حاليا في القاهرة على امه واخوته جميعهم يشاهدون لحظات استقبال عزام من قبل اهل غزة الذي خرج من حاجز ايرز وابعدته سلطات الاحتلال لا لذنب سوى انه كان طالب علم بين الرياض وباكستان ولأن خاله الشهيد عبد الله عزام الذي قاتل الاحتلال الروسي انذاك على اراضي افغانستان .

تقول ام عادل في حديث مع مراسل معا في جنين "الان سيرتاح ابو عادل من الالام والمعاناة التي عاناها فترة وجوده داخل سجون الاحتلال فعندما ارى الاستقبال الحار من قبل اهلنا في قطاع غزة انما يدل انه توجه الى بيته الثاني .

واعتبرت ام عادل قضية ابعاد زوجها عن اهله وعائلته وابناء بلده والنفي القسري انما هي جرائم حرب لا تتعلق بقوات الاحتلال فقط او بممارسات استثنائية ونادرة كل بضعة سنوات وانما هي سياسة ممنهجة متبعة منذ بدايات الاحتلال، وتحظى بمصادقة ومباركة أعلى الجهات الإسرائيلية كما أن هذه السياسة تتنافي مع كافة الأعراف والمواثيق الدولية.

وحول رحلة معاناته داخل السجون الاسرائيلية قالت ام عادل انه اعتقل بتاريخ 29/10/1997 عندما اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال قرية سيلة الحارثية وحاصروا المنزل واقتحموه وعاثوا في المنزل فسادا ليتم اقتياده الى غياهب السجون ليمكث 12 عاما دون توجيه اي تهمة او محاكمة او اعتقال اداري بل كانت النيابة العامة والمخابرات الاسرائيلية تدعي ان ملفه سري وخطر على امن الدولة الاسرائيلية لانه قدم من باكستان.

واشارت ام عادل ان ليلة اعتقاله كان ليلة التاسع عشرة منذ دخوله البلاد التي حرم من زيارتها ورؤية اهله مدة 30 عاما قضاها بين الرياض العاصمة السعودية حيث حاز على شهادة البكالوريوس في جامعه الامير محمد بن سعود وعمل في الرياض مدة خمس سنوات ومن ثم خرج الى باكستان ليحوز على شهادة الماجستير في مقارنة الاديان ويعمل هناك ومن ثم حرمه الاحتلال باعتقاله من اكمال شهادة الدكتوراه في باكستان حيث كانت زيارته قبيل اعتقاله لرؤية اشقائه ووالدته .

وتقول ام عادل ان الاحتلال حاول ابعاده عدة مرات حيث ابعد اول مرة بعد ثلاثة اشهر من اعتقاله الى الاردن ليتم رفض استقباله على الحدود الاردنية الاسرائيلية ومن ثم حاولت مرة اخرى بعد اشهر ابعاده الى الاردن ليرفض مرة اخرى ومن ثم حاولت اسرائيل ابعاده الى لبنان وقطر وسوريا والاردن الا انه تم رفض استقباله بالاضافة الى انه كان من الرافضين بالابعاد عن وطنه واهله .

واضافت" لكثرة ما حاولت اسرائيل ابعاده الى الدول المجاورة اقترحت عليه ان يتم ابعاده الى غزة او البقاء في سجون الاحتلال الى ما شاء الله دون توجيه اي تهمة او محاكمة وقبل اقتراحهم بالابعاد الى غزة المهم ان ينتهي من المعاناة ليتم تسليمه كتابا رسميا امس الاثنين من قبل ادارة سجن نفحة بأن يتم ابعاده الى غزة اليوم .

وقالت "بعدما سمعت بقرار الابعاد بشكل رسمي من قبل الاحتلال لم اعرف ان اعبر عما يجول في قلبي هل افرح على هذا القرار ام احزن عليه لكن وكلت امري لرب العباد ".

وتقول ام عادل ان زوجها طوال فترة توقيفه دخل عدة سجون وهي مجدو والجلمة وبئر السبع وعسقلان وشطة وكان اخرها نفحة ويعاني من عدة امراض اهمها ارتفاع في ضغط الدم وضعف في نظره وسمعه .

وتمنت ام عادل من كافة المؤسسات الحقوقية والانسانية باعادة زوجها الى بلده في سيلة الحارثية بين زوجته واولاده الذين حرموا من رؤيته وحنان الابوة حيث كان اكبرهم فترة اعتقاله سمية 14 عاما وتبلغ الان من العمر 26 عاما واضغرهم محمد سنتين ويبلغ من العمر الان 14 عاما .

بينما اشارت ابنته سمية في حديث مع مراسل معا عن ارتياحها للافراج عن والدها وعدم تحقيق الهدف الاسرائيلي بابعاده الى خارج الوطن ولتنتهي معاناته وهو داخل السجون متمنية ان يعود والدها بين اكناف عائلته .

وتطرقت الى المعاناة التي عاشتها والدتها في تربية اولادها طوال وجود والدها في سجون الاحتلال وخاصة انه تركهم صغارا حيث قالت ان العائلة كانت في حاجة الى والدها الذي حرمهم الاحتلال من حنانه واطلاله عليهم.

كما تطرقت سمية الى معاناة والدتها خلال زيارتها لوالدها التي كانت تمكث طوال النهار على الطريق للجلوس فترة 45 دقيقة فقط ويكون الحديث فيما بينهما من وراء زجاج كما تم رفض تصريح والدتها عدة مرات والسبب ان اسرائيل لم تعترف بأن ام عادل زوجة ابو عادل لأن والدها لا يملك هوية المواطنة ولم يكن اسم والدتها مسجلا في هوية والدها.

وناشدت سمية كافة المؤسسات الحقوقية والانسانية والقيادة الفلسطينية بالعمل الجاد والدؤوب لاعادة والدها الى بلدة بين اهله وعائلته فيكفيه من عذاب الترحال منذ سنوات فهل سيبقى مغتربا طوال حياته؟