الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاتب اسرائيلي ساخر : كيف هزمت اسرائيل الرئيس الامريكي اوباما؟

نشر بتاريخ: 01/06/2009 ( آخر تحديث: 02/06/2009 الساعة: 02:13 )
بيت لحم- معا - سخر كاتب اسرائيلي من قدرات اسرائيل في مواجهة الولايات المتحدة عبر مقال تهكمي كشف فيه ادعاء اسرائيل بقدرتها على رفض الاستجابة للمطالب الامريكية بوقف الاستيطان.

وقال الكاتب عكيفا الدار في هارتس:

يجب ان تقرأ الخبر مرتين حتى تصدق " اسرائيل تنتقد الولايات المتحدة " موظف اسرائيلي كبير يقول محذرا " املنا خاب" وكانه يقول بان الذبابه الواقفه على صوان الاذن تشتكي من عدم اطاعة الفيل لاوامرها ، كم هو وقح الرئيس او باما ما ان دخل البيت الابيض حتى وجد ما يتحدث به وما يقوله " كم بيت جديد بني في عوفرا ؟ متى نزيل الجدران البالية في البؤر " غير المرخصه " ؟ .

بهذه العبارات الساخرة والقاسية افتتح الكاتب الاسرائيلي عكيفا الدار مقاله المنشور اليوم " الاثنين" في صحيفة هأرتس واضاف ساخرا " بدلا من ان يشغل الرئيس اوباما ببذور ناحل" الاسم الحركي لاول مستوطنة" عليه ان ينشغل بالذرة الايرانية والا ستجد القدس نفسها مجبرة على اعادة تقييم علاقاتها مع واشنطن وستبحث من جديد قضية الحفاظ على التفوق النوعي للولايات المتحدة واذا ما استمر الوضع على حاله سنمتنع عن استخدام الفيتو ضد القرارات المعادية للولايات المتحدة في مجلس الامن.

لنفترض بانه يوجد لدينا انتقادات على موقف الرئيس الامريكي الحاسم والمصمم بكل ما يتعلق بالنباء اليهودي في الضفه الغربية ولنسلم بان الرئيس الامريكي يتصرف بسذاجه وبتفاهه مثل تفاهة بعض البؤر الاستيطانية الحقيرة فهل يبرر ما يبدو في عينيها تافها ان تدخل اسرائيل في ازمة مع القوى الاعظم في العالم ؟

وهل يوجد لدى اسرائيل ذخر وجودي استراتيجي اكثر من علاقاتها مع الولايات المتحدة واكثر من قناعة جيرانها بعد امكانية اهتزاز هذه العلاقة؟ هذه هي الطريق للحفاظ على جميع الخيارات مفتوحه بما في ذلك الاذن الامريكي بتحليق الطائرات الاسرائيلية في سماء العراق في طريقها لمهاجمة المنشأت النووية الايرانية ؟ وماذا سنفعل حين يطلق الايرانيون صواريخهم باتجاه تل ابيب؟ نرسل لواشنطن ابا ايبان جديد " افيغدور ليبرمان " ليطالب اوباما باعلان الحرب على طهران ؟ حينها يستطيع المستوطن الموجود في نيكوديم ان يقرع الرئيس الامركي على عدم اهتمامه بزيادته الطبيعيه.

وتساءل عكيفا الدار قائلا " هل فعلا من مصلحة اسرائيل ان تنتصر في معركة المستوطنات؟ ماذا سيحدث حين نهز صورة اقوى رجل في العالم ونظهره فارغا من اي مضمون لا يقوى على وقف مخطط استيطاني لربيبة الولايات المتحدة ؟ نصر اسرائيل سيعزز موقف الولايات المتحدة في المعركة الدولية ضد ايران ؟.

اجابة جزئية لهذه التساؤلات يمكن ايجادها في احاديث رئيس الوزراء نتنياهو الذي قال الاسبوع الماضي لاعضاء كتلة الليكود البرلمانية بخصوص الاضطرار لاخلاء البؤر الاستيطانية .

في اليمين يتعقدون بانهم اذا ما فطموا هذه العنزه الحقيرة فان النتيجة ستكون ما اطلق عليه شارون تنازلات مؤلمة اكثر وايضا نتنياهو يدرك بان الرئيس اوباما لا يرغب في دخول لعبة الماعز والرئيس اوباما ليس غرا سياسيا كما المح وزير الجيش باراك من خلال قوله بان تفكيك البؤر الاستيطانية لن يوقف البرنامج النووي الايراني .

الرئيس اوباما سيصل هذا الاسبوع للرياض والقاهرة في محاولة منه لبلورة ائتلاف مؤتمر مدريد مجددا والذي انتقده رئيس لليكود في حينه يتسحاق شامير بشكل حاد وايضا اعرب عن خيبة امله من رفض المؤتمر الاعتراف بـ" الزيادة الطبيعيه " للمستوطنين ولا شك بان حقيقة عدد المستوطنين " دون القدس الشرقية" ارتفع منذ مؤتمر مدريد حتى الان من 100-300 الاف قد تسللت الى مسامع الرئيس اوباما وان هذه الدرجة العالية من الخصوبة تثير الحسد .

ان الائتلاف العربي الاسرائيلي الامريكي القديم الجديد هو اجابة اوباما على ائتلاف ايران – حماس- حزب الله وهذا الائتلاف يستند اساسا على المبادرة العربية للسلام التي تم تبنيها من قبل الدول الاسلامية ايضا بما في ذلك ايران وتبني اسرائيل لمبادئ هذه المبادرة " جميع الاراضي مقابل جميع السلام " ستخرج الاقلية الشيعيه الايرانية من دائرة الاجماع الاسلامي وان بناء البؤر الاستيطانية وتضخيم المستوطنات القائمة والعمل المستمر على تحجيم دور الرئيس الفلسطيني عباس يعتبر اقصر الطرق الايرانية من غزة الى رام الله .

اسرائيل نفسها لا تدرك العلاقة بين يتسهار وبوشهر وتدعي ان حماسستان ما هي الى دمية ايرانية وان احمدي نجاد لن يذرف دمعه واحده اذا ماوضعت اسرائيل الرئيس اوباما وحل الدولتين الذي يتبناه في مهب الريح وفي النهاية كلما كان الصراع بين اليهود وامريكا اشد كانت فرحة " شوشنه " اعظم.