الخميس: 02/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيف خففت واشنطن من حدة التوتر مع اسرائيل بعد خطاب اوباما؟

نشر بتاريخ: 05/06/2009 ( آخر تحديث: 07/06/2009 الساعة: 12:37 )
بيت لحم- معا- تسعى الولايات المتحدة الى تخفيف حدة التوتر مع اسرائيل عقب خطاب باراك أوباما في القاهرة، حيث نقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين امريكيين كبار قولهم "أنه لا توجد أزمة في علاقتنا مع اسرائيل، وسننجح في التوصل الى تفاهمات حول المستوطنات".

ورغم ثناء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على كلمة اوباما في بيان صدر عن مكتبه، الا انه أعرب عن خيبة أمله إزاء ما رآه من الموقف اللين بشأن طموحات ايران النووية.

نتانياهو شاهد خطاب أوباما مع مساعديه المقربين في مكتبه في القدس الخميس حيث كان التوتر يهيمن عليهم قبل الخطاب، ولكن جرى تطمين اسرائيل عن طريق مكالمة هاتفية من مساعدي أوباما اطلعوا القيادة الإسرائيلية على بعض تفاصيل الخطاب التي تخص إسرائيل، مثل الدعوة لإقامة دولة فلسطينية وفيما يتعلق ببناء المستوطنات.

وبعد خطاب اوباما عاد نتنياهو واجتمع مرة اخرى مع مستشاريه، موشيه يعلون، وبيني بيغن ودان مريدور. كما حضر الاجتماع دوف فايسغلاس، تشاوروا حول الاتفاقات السابقة بين إسرائيل و إدارة بوش حول خطة خريطة الطريق للسلام، والمستوطنات.

ورغم استعداد اسرائيل التعاون مع ما ورد في خطاب اوباما فانه خلف الكواليس كانت اللهجة مختلفة بين نتانياهو ومساعديه ففي حين أعرب نتنياهو عن ارتياحه لدعوة أوباما الدول العربية الى الاعتراف باسرائيل والمضي قدما في تطبيع العلاقات، وكذلك التأكيد على العلاقات القوية التي تربط بين اسرائيل والولايات المتحدة، لكنه شعر بخيبة امل من رسالة أوباما "اللينة"بالنسبة لإيران وطموحاتها النووية.

وقالت مصادر قريبة من نتانياهو انه على عكس التوقعات، لم يؤكد أوباما على التصريحات التي أدلى بها في الماضي على ضرورة منع ايران من امتلاك أسلحة نووية، أو عن الحاجة إلى إعادة تقييم طبيعة الحوار بين واشنطن وطهران قبل نهاية عام 2009.

اضافة الى ذلك قالت مصادر في مكتب نتنياهو ان التوتر مع الولايات المتحدة قد تفاقم بسبب كلمات اوباما عن الاستيطان حيث اعلن انه يعارض بناء المستوطنات, لكنه وبالرغم من ذلك، فقد نقلت "هآرتس" عن مسؤول كبير بالبيت الابيض قوله "انه لا يوجد اي ازمة مع اسرائيل ونحن نعمل جنبا إلى جنب مع الاسرائيليين من اجل التوصل الى الاتفاقات والتفاهمات بشأن بناء المستوطنات وسننجح في ذلك".

وأضاف المسؤول الكبير ان اسرائيل تدرك ان الرئيس اوباما يسعى لتعزيز السلام في المنطقة وبيان حكومة نتنياهو حوله يبين أن ثمة حسن نية واستعداد للعمل معا".

وقال "يجب إيجاد طريقة لإحراز تقدم في عملية السلام ولكن لا بد لنا من التأكيد على أن الرئيس اوباما أوضح للعالم العربي والإسلامي ان العلاقة بين الولايات المتحدة واسرائيل قوية لن تنكسر".

وعقب الخطاب الذي ألقاه في القاهرة، عقد أوباما اجتماع استمر 45 دقيقة مع سبعة صحفيين من مصر ولبنان والمملكة العربية السعودية والسلطة الفلسطينية وإسرائيل وماليزيا واندونيسيا. قال، انه لا يتوقع حلا سريعا للصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وقال : "عندما شخصت المشكلة، الامر قد يستغرق وقتا طويلا لعلاجه".

وردا على سؤال عن الخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة فيما يتعلق بالمستوطنات، قال أوباما : "انه خلال بضعة اشهر سيتم النظر في السيناريوهات المنتظرة رغم صعوباتها وكما قلت في خطابي، فإن هذه المستوطنات تشكل عقبة أمام السلام ، وهذا لا ينفي حقيقة أن هناك أشخاصا يعيشون في هذه المستوطنات، وهناك قوة دفع لبعض هذه المستوطنات".

بشأن العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل، قال أوباما : "ان العلاقة قوية مع اسرائيل وهذا ما اوضحته في خطابي ".

وعن علاقته مع نتانياهو، قال : "كان لي ثلاثة اجتماعات مع نتانياهو، الأول والثاني عندما كنت في مجلس الشيوخ، وأخيرا عندما كنت في البيت الابيض. وفي كل حالة من الحالات وجدت انه شخص ذكي جدا ".

لكنه استدرك قائلا": "كما أن الكثير من الفلسطينيين فقدوا الثقة بأن هذه العملية السلمية لا يمكن ان تمضي قدما، اعتقد ان الكثير من الاسرائيليين فقدوا الثقة ايضا في امكانية ان تعترف بهم الدول العربية، أو يكون هناك أمن".

ورأى أوباما أن نتانياهو يستطيع بحكم قيادته حكومة ذات طابع يميني التوصل إلى حلول وسطى يصعب على أي زعيم إسرائيلي يساري اعتمادها .

وأعرب أوباما عن اعتقاده بأن نتانياهو يدرك الضرورة الإستراتيجية لإحلال السلام كونه رجلاً يعمل بدافع الاعتبارات التاريخية.

وأضاف أن نتانياهو يحتاج إلى مزيد من الوقت لصياغة خطوط سياساته كما أن ثمة أهمية لكسب الحكومة الإسرائيلية ثقة الجمهور الإسرائيلي إزاء الملف الفلسطيني.