الأحد: 19/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقارير دولية: جفاف نهري دجلة والفرات في العراق بحلول 2040

نشر بتاريخ: 10/06/2009 ( آخر تحديث: 10/06/2009 الساعة: 19:52 )
بيت لحم- معا- كشف تقريران أعدتهما منظمات دولية متخصصة أن العراق سيخسر واردات نهري الفرات ودجلة بالكامل بحلول عام 2040.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الموارد المائية العراقية لصحيفة "الصباح" إن التقرير المعد من قبل "المنظمة الدولية للبحوث" تحدث عن "تناقص حاد" بالحصص المائية الواصلة ضمن حوض نهر الفرات التي ستصل الى 32 مليارا و140 مليون متر مكعب في الثانية بحلول عام 2040 مقابل احتياجات العراق التي ستبلغ حينها 23 مليار متر مكعب. وأضاف أن حاجة كل من سورية وتركيا ستصل الى 30 مليار متر مكعب، منوها بأن الواردات النهائية للنهر لن تكفي لتغطية الاحتياجات الكلية لها، الأمر الذي يؤدي الى خسارة العراق موارد النهر بالكامل.

وأشارت الصحيفة الى أن واردات نهر الفرات الحالية ضمن آخر رصد لمحطة "حصيبة" أواسط الشهر الماضي بلغت 5 مليارات و700 مليون متر مكعب وهي تمثل نسبة 42 بالمائة من المعدل العام بعد إكمال سد "اتاتورك" في تركيا ضمن مشروع "الغاب" الهادف لتشييد 22 سدا على حوضي دجلة والفرات.

وذكر المصدر أن "منظمة المياه الأوروبية" توقعت جفاف نهر دجلة بالكامل في ذات التاريخ، حيث يفقد النهر سنويا ما يعادل 33 مليار متر مكعب من مياهه، بسبب "السياسة المائية الحالية التي تتبعها تركيا"، بالتالي فأن العراق وفي حال عدم تمكنه من إتمام اتفاقات دولية تضمن حصصه المائية بشكل كامل، فأنه مقبل على ما أسماه بـ"كارثة حقيقية ستلحق بملايين الدونمات الزراعية في البلاد، وهو ما يعني تحول العراق لجزء من صحراء البادية الغربية خلال مدة لن تتجاوز الـ35 عاما المقبلة.

وكانت حالة الجفاف قد استفحلت خلال العامين الماضيين في جميع محافظات العراق بسبب سوء استعمال المياه في السقي وقلة الواردات المائية لحوضي دجلة والفرات اللذين يعانيان أصلا من انخفاض حصصهما بنسب بلغت الثلثين على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، فيما بلغت كمية التراجع المسجلة للعام الحالي 55 بالمائة عن معدلها العام. وبلغ إجمالي كميات المياه الواردة لأنهر دجلة والفرات والزاب الأعلى والأسفل وديالى والعظيم حتى الآن 21 مليارا و400 مليون متر مكعب.

وأعادت "الصباح الى الأذهان" أن وزارة الموارد المائية كانت قد حذرت نهاية العام الماضي على لسان احد خبرائها من أن سد "اليسو" ضمن مشروع "الغاب" الهادف لتشييد 22 سدا بسعة خزن تتجاوز 100 مليار متر مكعب، سيحرم العراق من ثلث مساحة أراضيه الصالحة للزراعة بالتالي سيدفع بآلاف الفلاحين الى ترك مهنهم الزراعية والاتجاه الى المدن في هجرة معاكسة.

وأشارت الصباح الى أن حاجة العراق السنوية من المياه تقدر بـ50 مليار متر مكعب، 60 بالمائة منها من نهر دجلة والباقي من نهر الفرات، في حين يتوقع أن تبلغ الاحتياجات المائية له حتى عام 2015 ما يقرب من 77 مليار متر مكعب مقابل انخفاض بالواردات لتبلغ أقل من 43 مليار متر مكعب سنويا.