الجمعة: 10/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

نساء غزة لا يجدن حرجا في البحر ولكن مع الحفاظ على الزي الشرعي

نشر بتاريخ: 02/07/2009 ( آخر تحديث: 03/07/2009 الساعة: 08:20 )
غزة- تقرير معا- في حين يمنع النقاب بفرنسا فإن شواطئ قطاع غزة تزخر بآلاف المصطافات من مرتديات الحجاب والنقاب والجلباب أو بلفظة أدق الزي الشرعي الإسلامي.

هؤلاء المحجبات لا يجدن حرجاً في الجلوس على رمال شواطئ غزة وملاعبة أطفالهن وإعداد الوجبات الخفيفة لهم لدى خروجهم من البحر، ولا تتورع مجموعات منهن من النزول للبحر ومداعبة المياه وممارسة هواية السباحة لمسافات قد لا تتجاوز بعض الأمتار لأن نساء غزة لم يتمرّن على هذه المهارة مسبقاً.

البحر الملوث في سبع نقاط من الجنوب حتى الشمال لا ينفك يشهد إقبالاً مكثفاً منذ مطلع أيام الصيف، ولأن قطاع غزة يخلو من أماكن الترفيه فإن الشاطئ يبقى حتى ساعات الليل المتأخرة ملاذاً لآلاف الأسر الفارة من قيظ الحرارة داخل المنازل الإسمنتية.

ولا تخفي نساء غزة المصطافات على الشواطئ حذرهن من إغضاب الدين والأزواج أو الأشقاء بارتداء ما ترتديه النسوة الأخريات على شواطئ بلدانهن، وتعترف النساء بغزة أن "الاحتشام هو طريق النجاة لهن" مؤكدات لـ "معا" أنهن لا يجدن ضيقاً في ارتداء الزي الإسلامي على شواطئ غزة.

آية تبلغ من العمر ( 15 عاما) هي طفلة ولكنها تعارض بالمطلق ارتداء ما يكشف جسدها على شاطئ البحر، وتؤكد "لماذا أغضب ربي في وقت استطيع الاستجمام والترفيه حتى بالجلباب والحجاب".

أما أم أحمد فترى أن على الفتيات الصغيرات التمتع بحياتهن بعيدا عن لاءات العرف والعادة ولكنها تعارض بذات الوقت ما يمارس على الشواطئ الأخرى.

وقالت: "لا اتمنى ان أرى أي سيدة ترتدي نصف ملابسها على شواطئ غزة فهذا أمر مدمر للمجتمع ولكنني مع احترام صغر سن الفتيات دون الخامسة عشر".

وفي الجانب الآخر من الحياة في غزة فإن هناك أشكالاً أخرى للترفيه تقدم عليها فتيات من الطبقات الاجتماعية الميسورة حيث يقمن بارتياد المنتجعات السياحية القليلة جدا بغزة، وهناك يتمتعن بقدر يسير من السباحة في يوم مخصص للنساء فقط.

منتجع النورس شمالي قطاع غزة يعود لعائلة السبعاوي، هذا المنتجع قرر منذ بدء إنشائه يوم الثلاثاء للنساء وبرفقتهن اطفال دون الخامسة، يتمتعن بالسباحة كيفما يشأن وبالزي الذي يردنه وتقوم منقذة وعاملات على خدمتهن، وبالمقابل فإن ثمن الدخول للمنتجع 20 شيقلا فقط وللأطفال عشرة شواقل ويمكن المكوث من الثامنة صباحا حتى السادسة مساء لمن تريد.

اما فندق الكوميدور الذي تم ابتياعه مؤخراً فقد كان يخصص يوماً للسباحة ولكن للفتيات الصغيرات حيث لم تستطع النساء السباحة فيه.

الإقبال على السباحة لم يقل نظرا للأحداث التي يمر بها قطاع غزة سيما بعد الحرب وفي ظل الانقسام السياسي، حيث يؤكد أحد مسؤولي منتجع النورس ان يوم الثلاثاء قد يشهد إقبالاً من النساء فوق طاقته حيث تقدر سعته بـ 300-400 سيدة خلال اليوم وهناك أيام يقل فيها الإقبال والأمر مرتبط بظروف تختلف من سيدة لأخرى.

مسبقاً في قطاع غزة نالت منطقة "الشاليهات" قدرا كبيرا من الشائعات في مجتمع غزة المحافظ، نظرا لأن المنطقة كانت مغلقة على من يرتادها فقط، أما اليوم فهي أشبه بمنطقة مهجورة ولا يرتادها أحد.

ويمكن الإشارة هنا إلى ان هناك فئة من النساء الغزيات يتمتعن بخصوصية السباحة في اماكن مغلقة حيث يقمن مجتمعات باستئجار فيلا معينة في يوم محدد يتم اخلائها من ساكنيها ويقمن بالتمتع ببركة السباحة المنشأة فيها مقابل مبلغ من المال يتم تجميعه من المهتمات والراغبات.