الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

لحسام خضر.. في يوم الانتخابات بالذات.. بقلم: د. محمد نعيم فرحات وأنور حمام

نشر بتاريخ: 29/01/2006 ( آخر تحديث: 29/01/2006 الساعة: 14:56 )
معا- في ألامس القريب، حيث ذهبت جموع من الفلسطينيين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء المجلس التشريعي، يغيب رسمياً من قائمة المرشحين أسم لامع لرجل كان شديد الحضور، واضح الرايات والمواقف في المجلس التشريعي المنتهية ولايته، هو النائب الأسير حسام خضر الذي يقيم منذ سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي بتهمة المقاومة.
ولا يرتبط الأمر هنا ببحث في السيرة الذاتية لرجل مثل حسام خضر، كي يحشد المرء عناصر ووقائع تدل على مقاوم أصيل ظل ملتحماً بقوة حول رؤيته في السراء والضراء، ولم يغير راياته ويبدل خيله.

لقد كان حازماً في موقفه ضد الاحتلال والرداءة والفساد والظلم وشتى مشتقات الإهلاك. وكان مع نفسه ومع المقاومة وعمل ما استطاع لذلك سبيلا من أجل تغيير الواقع والقيم، وما كان لذلك أن يكون بلا ثمن في غير ما صعيد.

... لقد عرفنا حسام خضر في السياقات الوطنية الفلسطينية المختلفة، ولم يكن طارئاً فيها، أو مديناً لشهامة الفرص والحظوظ والصدف، لقد كان متاحاً له مثل كثيرين أن يقيم في الفرسخ الفاصل بين الموقف والخطاب، وينتهج مقاربات مرنة إلى حد تضييع الجوهر، دون التورط في مواقف تتطلب كل هذه الأثمان المتعددة. بيد أنه إختار عن إدراك نموذجاً مختلفاً من الفاعلية والسلوك يراهن على أفق قادم قد يكون قريباً أو بعيداً.

وهنا تكمن قوة الإنسان، أي، كيف يعطي نموذجاً في زمن صعب وشاقٍ مليء بالتفسخ والانقلابات رأساً على عقب. أن قراءة اختيارات حسام خضر ومساراته تشير إلى انشغال حقيقي بهذا الأمر، بثمن المعاناة والمكابدة والصبر والسجن وما تيسر من خسائر. وحسام خضر في هذا النحو بمقدوره أن يعود إلى نفسه (راضياً مرضيا)

... أن هذا الاعتراف للنائب الأسير/ حسام خضر في هذا اليوم بالذات لا يتوقف أبداً، عند قدرة أطراف بعينها على إقصائه من كل القوائم واللوائح المتعددة أو المؤتلفة، فيما كانت قدرتها تتعطل عن العمل عندما يتعلق الأمر بمتطلبات ملحة وحقيقية كانت تحتاج ظهور هذه القدرات بإلحاح.

إن هذا التذكر والاعتراف و الذي يذهب من فوق رأس الواقع إلى اتجاه بعيد، معني وعلى نحو رفيع، بالإشارة إلى حسام خضر حيث هو الآن في منازل الجديرين بالتقدير، الخليقون بالاحترام، تلك المنازل التي يظفر بها فقط القليلون السعداء.

* د. محمد نعيم فرحات، وأنور حمام باحثان في سوسيولوجيا اللاجئين والمنفى.