محطات من ايطاليا ... بقلم :عبد الفتاح عرار

الخليل - معا - خلال مشاركتي في دورة المدربين في ايطاليا لفت نظري ثلاثة محطات هامة ارجو ان تفيدنا خلال مسيرتنا الكروية التي تعيش افضل حالاتها ومتوقع لها ان تشهد مزيدا من الازدهار خلال الفترة القادمة.

المحطة الاولى كانت اثناء لقائي باحد المسؤولين في نادي سيينا الايطالي وهو احد اندية الصفوة هناك، فسالت الرجل عن سبب تراجع ناديه على سلم الترتيب. فاجاب الرجل اننا نفتقد لاهم عناصر الاستمرار مما اثار حفظيتي كون الرجل يشتكي لكنه تابع بالقول السبب الرئيس هو عدم وجود مصانع تفريخ لدينا مواصلا حديثه بانهم لا يمتلكون مدارس كروية لاعداد النجوم ومن ثم بيعهم للاندية وبثمنهم يقومون بشراء اللاعبين المحترفين. وحدثني الرجل عن نادي جوفينتوس قائلا انهم يدربون عددا كبيرا من اللاعبين ومن ثم يقومون ببيعهم للاندية الصغيرة والكبيرة ويستفيدون من بعضهم وبالتالي يكون لديهم السيولة لشراء المحترفين وهذه هي الطريقة الوحيدة اذا لم يتوفر ممول حقيقي مثل رئيس نادي ريال مدريد.

المحطة الثانية كانت خلال مشاهدتي بعض المدارس الكروية حيث بدى لي الامر جليا ان الطليان يهتمون بالجيل الصغير اكثر من اهتمامهم بالمصنفين. فشاهدت ان المدرسة التي تضم 60 طفلا يقوم بتدريبهم ستة مدربين مع وجود مدرب عام واخر لمجموعة حراس المرمى. ويعاملونهم بكل احترافية وسط حضور الاهالي حيث يتلقى هؤلاء الاطفال جرعتين تدريبيتين يوميا كل جرعة مدتها ساعتين ويكون التركيز على المهارات فقط فلا يعلمونهم في هذه المرحلة الاساسيات التي نركز عليها مثل رمية التماس. وما يلفت الانظار هناك هي الادوات والملابس التي لها اثر كبير على الاطفال والاهالي. ويقول احد الاباء لي ان كرة القدم اصبحت افضل مستقبل يمكن ان يتمناه اب لابنه.

اما المحطة الثالثة فكانت اثناء حديثي مع احد مدربي نادي سيينا والذي تلقينا التدريب على يدية حيث قال لي ان الخطة المتبعة حاليا في التدريب في الاندية والمنتخبات الاوروبية هي دفاع المنطقة. ولم اعلق حتى استمع لما سيقوله حيث كنت اعتقد انه سيتحدث الي عن الخطة الدفاعية كون ايطاليا مشهورة على مدى العصور بقوتها الدفاعية. فقال هذا المدرب ان مفاهيم الكرة تتطور وتتغير من عام الى اخر وما تشهده اوروبا حاليا هو التركيز على ان جميع اعضاء الفريق يهاجمون وجميعهم ايضا يدافعون. وقال لي انظر عندما تشاهد مباراة اوروبية كيف يتكتل جميع اللاعبين في وسط الملعب فيندفعوا جميعا الى الامام في حالة الهجوم وجلهم يتراجع الى الخلف للدفاع. وهذا ما يساهم في تقارب الخطوط والمحافظة على اللياقة البدنية بتوزيع الجهود ويعوض النقص العددي او يغطي الفجوات التي قد تظهر خلال المباراة وقد نفذ لنا مجموعة من التدريبات في هذا الجانب ورغم انها متعبة وتحتاج للجهد الا انها تقنعك بسهولة كونها كفيلة باغلاق الفجوات التي قد يخشى منها أي مدرب.