الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتانياهو يناشد ابو مازن الالتقاء به في بئر السبع مثلما السادات وبيغن

نشر بتاريخ: 12/07/2009 ( آخر تحديث: 12/07/2009 الساعة: 22:53 )
بئر السبع- بيت لحم- معا- بعد 3 اسابيع من خطابه في جامعة بار ايلان دعا رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو الرئيس محمود عباس الى الاجتماع معه في مدينة بئر السبع بمناسبة مرور 30 عاما على اللقاء التاريخي بين الرئيس المصري الراحل انور السادات ومناحيم بيغين في بئر السبع.

وأكد نتانياهو في تصريحات نقلتها الاذاعة الاسرائيلية "صوت اسرائيل" انه ما من سبب يحول دون عقد لقاء بينه وبين رئيس السلطة الفلسطينية في اي مكان في اسرائيل بغية دفع المسيرة السياسية قدما لمصلحة كلا الشعبين وانه يقترح في المرحلة الاولى البدء هنا في بئر السبع.


وناشد نتانياهو القيادة الفلسطينية استئناف المحادثات لاحلال السلام السياسي والسلام الاقتصادي والتعاون في المشروعات الاقتصادية فورا.

واضاف قائلا: باستطاعتنا جذب العديد من المستثمرين الذين يبدون اهتماما كبيرا وينتظرون هذه الخطوات التي شرعنا في تحريكها.

وادّعى إلى أن حكومته تعمل على إزالة الحواجز في الضفة الغربية وتوسيع النشاط التجاري الفلسطيني عبر معبر أللنبي (جسر اريحا ) وذلك من منطلق إقرارها بحق السكان الفلسطينيين في العيش بسلام وازدهار شأنهم شأن "مواطني دولة إسرائيل".

جاءت اقوال نتانياهو في مستهل الجلسة الاسبوعية الدورية لمجلس الوزراء التي تنعقد في هذه الاثناء في بئر السبع وليس في القدس كالعادة.

ومن وجهة نظره "تنعقد هذه الجلسة في بئر السبع تعبيراً عن الدعم الحكومي لتطوير النقب حيث صرح وزير ما يسمى بحقيبة تطوير النقب والجليل سلفان شالوم بأن الحكومة تريد تهيئة الظروف لانتقال 300 ألف يهودي للعيش في النقب خلال العقد القادم. وسيطرح عدد من الوزراء خلال الجلسة برامج وزاراتهم لتنمية النقب".

ومن منهل المعارف ان مدينة بئر السبع مدينة قديمة، سكنتها القبائل الكنعانية، ودعيت بئر السبع على الأرجح نسبة إلى آبار سبعة قديمة بها، وقيل أنها دعيت بذلك نسبة إلى البئر التي حفرها سيدنا إبراهيم والنعاج السبعة التي قدمها لزعيم المنطقة (إبيمالك) لخلاف وقع بين رعاتها. ازدهرت وعمرت في عهد الأنباط والرومان، وكانت محطة للقوافل التجارية التي تعبر البلاد، وكانت في القرن الثاني الميلادي قرية كبيرة بها حامية عسكرية رومانية، وقد عرفت بعد الفتح الإسلامي ببلدة (عمر بن العاص)، حيث أقام بها قصراً له. إلا أن قلة الأمطار وكثرة المحول وتحول طرق المواصلات أدى إلى تأخر هذه البلدة وخرابها، وقد أعاد العثمانيون بنائها عام 1900 وجعلوها مركزاً لقضاء يحمل اسمها، وكانت في الحرب العالمية الأولى قاعدة للجيوش العثمانية.

وقد احتلها البريطانيون بتاريخ 31 تشرين أول 1917، فكانت أول مدينة فلسطينية تحتلها القوات البريطانية. وتعتبر بئر السبع مركز للتجارة والاتصالات بين تجار القدس والخليل وغزة والمجدل والقبائل البدوية. ويقع قضاء بئر السبع جنوب فلسطين، ويحده من الغرب قضاء غزة، ومن الشرق الأردن، وجنوب البحر الميت ووادي عربة، ومن الشمال قضاء الخليل، ومن الجنوب خليج العقبة وشبه جزيرة سيناء.

وفي منتصف آيار عام 1948، تشكلت حامية للدفاع عن المدينة مؤلفة من أفراد الشرطة المحلية والهجانة، وعدد من المناضلين والشباب المتطوعين من أبناء المدينة من البدو، وتولى قيادتهم عبد الله أبو ستة. خاضوا معارك دفاعاً عن المدينة أمام هجمات المنظمات الصهيونية المسلحة جيدا ، وسقطت المدينة بأيدي مجموعات تنظيمات الصهاينة في صباح 21/10/1948 بعد معركة ضارية.

ومن ارشيف التاريخ ان حاولت اسرائيل إبعاد وتشريد البدو من الصحراء الفلسطينية (النقب) من أجل زيادة السكان اليهود، لذلك حرموا البدو من رخص البناء أو الاستقرار في المنطقة، واستمرت هذه السياسة منذ عام 1948 حتى الآن. وقد انتشرت في قضاء بئر السبع المنشآت العسكرية والمستعمرات التي تتزايد يوماً بعد يوم وتتحول إلأى مدن مثل ديمونا وعراد، وإيلات، ونتيفوت، وافوكيم، ويروحام، وسدي بوكر وغيرها. وقدرت مساحة أراضي القضاء حوالي 12.577كم مربع، أما عدد سكان القضاء، فقد بلغوا عام 1922 (75.254 نسمة)، وقدروا في أواخر عهد الانتداب البريطاني نحو 100 ألف نسمة.

أما مساحة مدينة بئر السبع 2890 دونماً، وقد بلغ عدد سكانها عام 1922 حوالي 2356 نسمة، وعام 1945 قدروا 5570 نسمة، وتقع مدينة بئر السبع غرب البحر الميت بنحو 75كم وشرق البحر الأبيض المتوسط بنحو 85كم، وترتفع عن مستوى سطح البحر 175م، وتقع في الجزء الجنوبي لفلسطين، وفي الجزء الشمالي لصحراء فلسطين (صحراء النقب)، على نصف قاعدة المثلث الذي تشكله الصحراء تقريباً.

وقد تطورت مدينة بئر السبع، حيث بنيت فيها داراً للبلدية ومضخة للمياه ومطحنة للحبوب ومسجد ومدرسة للبنين، وغرست الأشجار على جنباتها، إضافة إلى خط السكة الحديد الذي ربطها بباقي مدن فلسطين وحتى الحدود المصرية. ويتألف قضاء بئر السبع من مجموعة قبائل كبيرة هي: الجبارات، والعزازمة، والترابين، والتياها، والحناجرة، والسعيديين. هاجرت أعداد كبيرة منهم باتجاه غزة بعد نكبة 1948 واستقروا فيها، وبقي قسم منهم في بئر السبع.

حكومات اسرائيل كانت وضعت شمعون بيريس واخرين وصولا الى سلفان شالوم وزراء "لتطوير النقب" اي لتهجير 300 الف يهودي اليها وحسمها ديموغرافيا لصالح اليهود.